كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الإله بعل

د. غسّان القيم- فينكس

أعتبر تمثال الإله /إيل/ المكتشف في أوغاريت منذ سنوات طويلة من أهم التماثيل المجسمة.... ويعد مثالاً رائعاً لفن النحت الأوغاريتي الذي كان فنا سورياً بامتياز بأسلوبه وموضوعاته وفنا غلب عليه الطابع الديني.. وذلك في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد..
في الصورة المرفقة لمنحوتة مصنوعة من البرونز وصفائح الذهب الذي كان معدن الآلهة.. وهي تجسد تمثال الإله إيل تم اكتشافها في مدينة اوغاريت الأثرية في سنوات تنقيبية سابقة في ثلاثينيات القرن الماضي..
و كما هو مبين في الصورة المرفقة يظهر التمثال جالساً على العرش وساعداه ممدودتان الى الأمام ويقوم بحركة رضا ومباركة بوساطة كفه اليمنى.. فيما توحي حركة اليد بالتسامح والغفران..
بينما كف اليد اليسرى بحالة انقباض تام دلالة السلطة المطلقة للإله /إيل/ على مجموعة الآلهة..
والذي يدقق جيداً في صورة الإله يرى انبعاث تأثيرات أسطورية خاصة..
فالوجه ممتلئ ويمتاز بالتقاطيع الكبيرة.. العينان كبيرتان والجفنان العلويان يشغلان مساحة واسعة من الوجه ويعلو الرأس خوذة ويبرز فوق أذنيه قرنان ضخمتان دلالة على الأ لوهية ويغطي جسمه برداء طويل يلف كل جسمه..
والإله إيل هو كبير الآلهة في أوغاريت. رئيس مجع البانثيون.. وكان له ألقاب كثيرة منها.. أبو البشر ذو الفؤاد الرحيم أبو الآلهة.. وهو الثور.. وهو الحكيم اللطيف..
ولقد تخيله الأوغاريتيون على شكل عجوز ذو هيبة ووقار ولحية بيضاء.. ويسكن عند منبع الأنهار وسط المياه العظمى..يعتلي عرشه في السماء السابعة.. كما روته لنا الملاحم الأوغاريتية التي تتعلق كتاباتها بالمعتقدات الروحية لدى أهلنا في أوغاريت..