كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قصر أوغاريت الملكي "قصر وقصر "بت ملك"..

د. غسان القيم- فينكس

يعتبر القصر الملكي في أوغاريت من أكثر الصروح الأثرية أبهة وجلالاً.. وهو ينتصب في الطرف الغربي من المدينة الأثرية..
إن مجمع القصر الذي يعطي صورة جميلة عما يمكن أن يكون المقر الملكي على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد.. إبان إزدهار حضارة عصر البرونز الحديث التي تمتد من1500الى نهاية 1200قبل الميلاد..
في نصوص أوغاريت المكتشفة العديد من المصطلحات لاسم القصر.. فالوثائق الأوغاريتية المكتوبة بالأوغاريتية تستعمل التعبير "بت ملك" وهو حرفياً بيت الملك من أجل ذكر الناس الذين يدخلون القصر أو الذين ينامون فيه.. والذين اسمهم أو وظيفتهم كانت تسجل في القوائم اليومية ان كان يتعلق الأمر بخدم الملك أو بالموظفين أو بأعضاء البلاط الملكي.. وكان ينظم الحياة اليومية في القصر حيث كان يتطلب تمويناً كبيراً ولوائح كثيرة مكتشفة ذكرت دخول مختلف أنواع البضائع كانت تتعلق بمواد أولية أو بمواد مصنوعة كالعربات ودواليبها.. ولوائح أخرى سجلت خروج الأشياء أو السلع الغذائية.. وهو ما يعطي مؤشرات عن مختلف النشاطات التي كانت تقام في القصر..
إن"بيت الملك" هو قصر أوغاريت الذي تم كشفه اثناء التنقيبات الأثرية التي تمت بين عامي 1939و1956م، وقد بينت النصوص والمعطيات الأثرية الماثلة أمامنا بالاضافة الى أنه المقر الملكي كان كذلك المركز السياسي والتجاري والاداري للدولة الأوغاريتية.
لقد أتى على هذا الصرح حريق عنيف جداً هلك القصر في نكبة تعود بشكل عام لأسباب عديدة منها الى الغزو الذي تعرضت له أوغاريت على ما تم تأكيده من قبل البعثة الأثرية المنقبة في الموقع بأن الدمار الذي حل في المدينة على يد شعوب البحر في بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد.. المثيرة حقيقتهم التاريخية للجدل وتضخيم دورهم التاريخي في المنطقة والذي يبدو لاقى رواجاً عند الكثير من الباحثين وعلماء الآثار أن هذه الجماعات قد وضعت حداً لحضارة عصر البرونز..
اعمال التنقيب والبحث الأثري لم تنته في أوغاريت فما زال هناك أكثر من ثلاثة أرباع المدينة الأثرية يرقد تحت التراب وما زال هناك الكثير من الرقم الفخارية لم يتثن لعلماء اللغات القديمه من قراءتها وترجمتها...
ان التحليلات الأخيرة قد بينت وصفاً أكثر تعقيداً تخللها إعادة بناء قد حددت تاريخ الصرح.. وقد أصبح من المؤكد أيضاً ان "فرن الشي الخاص بالرقم الفخارية" الذي كان يبدو كمؤشر أساسي لتاريخ نهابة أوغاريت ونهايتها الأليمة..
وبذلك انتهت حضارة تبوأت مكانة عالمية في تاريخ العالم القديم وارتقت الى مصاف الحضارات العالمية.