كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الوظيفة الملكية في أوغاريت.. دور الملك في العلاقات الدبلوماسية

د. غسان القيّم- فينكس

 إن وثائق أوغاريت أعطتنا نظرة جزئية جداً عن الوظيفة الملكية، إننا نعرف دور الملك في العلاقات الدبلوماسية..
إننا نملك وثائق مكتشفة تتعلق بطلاق الملك عميشتمرو الثاني من "بنت شينا" الأميرة العمورية.. ان عمليات الطلاق كانت شبيهة بعمليات الزواج التي ترتبط بالعلاقات الدبلوماسية.. فملكات اوغاريت كن غالباً من أصل أجنبي.. وبالتالي فإن زواجهن كان يرسخ العلاقات والتحالفات بين البلاطات الملكية..
ولم يكن يحمل لقب الملكة سوى زوجة ملكية واحدة كانت تحتفظ به طوال حياتها حتى بعد موت زوجها.. ولم تستطع زوجة الملك الجديد ان تحمل هذا اللقب إلا بعد وفاة الملكة الأم.. وهي الملكة ذائعة الصيت في أوغاريت "أحت ملكو".
وهكذا كانت السياسة الخارجية الأوغاريتية لا تعود لملكها وكان على هذا الأخير ان يمتثل للقوانين الدولية.. في المقابل كان له السيادة على أراضي مملكته وكان من حقه ان يوزعها بحسب مشيئته..
إن الملك حاضر في كل مكان في الإدارة الداخلية لأوغاريت.. إذا كان الملك قد جعل من نفسه يمثل عرين "بعل"، فإن الإله الأكبر إيل كان هو الذي بدا كضامن لديمومة السلالة الملكية..
ما يزال هناك الكثير من الاسرار تخفيها مدينة أوغاريت في باطنتها ربما الايام أو السنوات القادمة تكشف لنا عن حقبقة تاريحية هامة من تاريخ سورية القديم والعلاقات التي كانت تسود بين الممالك خلال الالف الثاني قبل الميلاد. لم تكشفها لنا المكتشفات الحالية... وهي لن تخيب آمالنا وآمال علمائنا اللذين استنطقوا أسرارها سابقاً
المصادر والمراجع العلمية
وثقائق تقارير البعثات التتقيبية الأثرية العاملة في أوغاريت خلال السنوات الماضية ومصادر علمية أخرى مختصة بالدراسات الأوغاريتية..
الصورة المرفقة هي رسم لمنحوتة مكتشفة في اوغاريت.. في ثلاثينيات الفرن الماضي.. تمثل ملك اوغاريت يقدم قربانا للإله إيل وهو عبارة عن رغيف خبز وإبريق زيت زيتون لما كانا يمثلان من رمزيه وقدسية..