كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من ثقافات الشعوب.. بين سورية والسويد

معن حيدر

كما هو معروف، يُصنّف المأكل والمشرب ضمن الثقافات التي تتميّز بها الشعوب، بالإضافة إلى الفنون والآداب واللباس.
وكذلك توجد لدى تلك الشعوب أكلات ترتبط بمناسبات معينة.
++هناك ثلاث أكلات شعبية تتميّز بها السويد، وهي:
شوت بولاّر Köttpollar، و سيملور Semla/ Semlor، و كانيل بولاّر KannelpollarMay be an image of babka, cake, buns and sweet roll
-الشوت بولار: هي كرات اللحم المفروم، تُقلّى وتُطبخ مع صلصة بيضاء وتُقدّم مع البطاطا المهموسة والخضار المسلوقة، وهي تشبه تماما أكلة (داود باشا) السورية التي تُطبخ بصلصة حمراء مع البصل وتُقدّم مع الرز
-الكانيل بولار: هي (كيكة) القرفة، التي أصبحت مشهورة عالميا باسم Cinnamon bun
وفي عام 1999 قرّر مجلس الخبز المنزلي اختيار الرابع من تشرين أول/ أكتوبر كيومٍ لكعكة القرفة، وهو اليوم الذي يتناول فيه السويديّون المزيد منها في جميع أنحاء البلاد. السبب وراء اختيار هذا التاريخ هو تجنّب التنافس مع تقاليد الخريف الأخرى.
-أما السِملا وجمعها السِملور: فهي معجّنات مصنوعة من الطحين والحليب والزبدة والسكر متبّلة بالهيل، تُخبز بشكل كرة تشبه الهامبورغر، تُحشى بمعجون اللوز المتبلة أيضا بالهيل مع الكريمة المخفوقة.
وترتبط بما يُسمى (اليوم السمين أو الدهني)، وهو آخر الأيام الثلاثة المليئة بالولائم، التي تسبق الصيام الكبير و يستمر 40 يومًا وينتهي بعيد الفصح، وبالأصحّ عيد القيامة.
ويُطلق على السيملور أيضًا اسم (كيكة ثلاثاء المرافع) لأنّه يتم تناولها في ثلاثاء المرافع الذي يسبق أربعاء الرماد.
ومن الشائع في السويد تناول هذه الكيكة كل يوم ثلاثاء خلال الأسابيع السبعة من الصوم الكبير.
وتذكر الإحصاءات أنّ السويديين تناولوا في عام 2020 حوالي ستة ملايين كيكة في يوم الدهون هذا، تقابل حوالي 211 طنًا من الكريمة و132 طنًا من لب اللوز.
وعلى سبيل الطرفة أُورد لكم ما ذكرته المواقع السويدية، أنّ الملك أدولف فريدريك، والد غوستاف الثالث وتشارلز الثالث عشر، توفّي بسبب سكتة دماغية مساء اليوم الدهني في 12 فبراير 1771 بعد تناول سيملور (كان يطلق عليه في ذلك الوقت "الجدار الساخن" ”hetvägg”)، ويقول أحد المواقع: إنّ الخبرية صحيحة، وإنّ الملك استمتع بعشاء دسم قبل تناوله الحلوى.
++نأتي إلى سورية حيث ترتبط أيضا بعض الأكلات بمناسبات وأعياد معيّنة
-ففي يبرود، عاصمة الدنيا، وهذا على سبيل المزح، ولكن بالحقيقة يُقال إنّها ثالث أقدم المدن المأهولة بعد دمشق وأريحاNo photo description available.
في يبرود ترتبط (القراص أو: الئروص باليبرودي) بعيد الخضر المصادف للسادس من أيار، وتوزّع على أرواح الموتى
والقراص هي حلوى مصنوعة من الطحين والحليب والسمنة تبهّر باليانسون والشُمَر والمحلب، وتشكّل بشكل قرص، بواسطة قطعة خشبية دائرية عليها نقوش تُصنع خصّيصا لعمل الأقراص وتسمّى الطابع
-وفي يبرود أيضا كانت أكلية الكبة بالشاكرية هي الأكلة السائدة في كل بيوت يبرود في عيدي الفطر والأضحى، وكان يُقدّم معها البرغل حصرا.
+في حمص ترتبط حلاوة الخبزية مع أنواع أخرى من الحلاوة مثل: السمسمية والبشمينة، وبلاط جهنم والراحة الملونة والجوزية، بخميس الأموات أو خميس الحلاوة، وهو الخميس الذي يسبق عيد القيامة لدى الطوائف الشرقية، ويحتفل به أهل المدينة من كل الملل.
+ ويرتبط عيد البربارة بالقمح المسلوق.
+وعيد الغطاس بحلوى الخبيصة المصنوعة من الدبس المطبوخ مع النشاء وقلوب الجوز
+وعيد الميلاد بالديك الرومي
وكذلك عيد الشكر في الولايات المتحدة
+والكلاّج في المنطقة الشرقية يقدّم خصيصا في الأعياد لدى كل الملل
+والملبّس، وهو حلوى اللوز المغطّس بالسكر المطبوخ، يُقدّم في عيد المولد النبوي
++وأخيرا هناك تقليد دمشقي، يشابه نوعا ما الأيام الدهنية الثلاثة في السويد، وهو ما يُسمى بـ (التكريزة) حيث تُقام الولائم الخاصة في الأيام القليلة التي تسبق صوم رمضان.
تقبّل الله صيام جميع الصائمين من كل الملل والنحل.