كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تاريخ نشأة حي القصّاع بدمشق

عماد الأرمشي- فينكس

يعود تاريخ تأسيس حي القصاع الى مطلع القرن العشرين، بعد تزايد عدد سكان المنطقة (داخل أسوار مدينة دمشق) في حي باب توما ذي الأزقة الضيقة، وصعوبة ايجاد مساحات كافية لبناء دور للسكن، مما اضطرهم الى الخروج خارج الأسوار لبناء مساكنهم؛ والتي امتدت من باب توما شمالا باتجاه برج الرؤوس، وكذلك محلة الصفوانية وبساتين (الزينبية والصليب واللبن وكشكول وعين الشرش وجناين الورد)، وصولا ساحة العباسيين اليوم. وامتد شرقاً حتى حي الزبلطاني، وهي بساتين قرية جوبر الواقعة شرق القصاع.
ويعود الفضل في توسيع حي القصاع الى عدة عوامل توفرت عند تشييد (المشفى الدانمركي ثم صار الإنكليزي) كأول بناء في هذه المنطقة، تبعه (المستشفى الإفرنسي)، وبقية المباني حتى عام 1919 للميلاد، حين بدأ التطور فيه باتجاهات عدة، ثم جاء فتح شارع بغداد سنة 1925 داعماً لهذا النشاط العمراني الأمر الذي أدى الى إتصاله بالأحياء المجاورة والبعيدة نسبياً عن خط ترام دمشق الذي ربط حي القصاع بساحة المرجة عام 1931 للميلاد.
وكذلك لجوء عدد كبير من الأسر المسيحية القاطنة بحي الميدان الى حي القصاع هرباً من جحيم قصف القوات الفرنسية للميدان، أثر كل هجمة من هجمات الثوار خلال عامي 1926 – 1927 الأمر الذي تطلب بناء مساكن جديدة لهم.
وتطور الحي بعد ذلك خلال فترة الإحتلال الفرنسي بتصميم مخططاته المهندس الفرنسي ميشيل إيكوتشار الذي صاغ تنظيم المنطقة ككل عام 1936، فأزال الكثير من المعالم القديمة بغية تنظيم المحلة، ومنذ عام 1945 للميلاد بدأ التوسع العمراني بالاتجاهين الشمالي حتى ساحة العباسيين، والغربي حتى حي الخطيب وما زال مستمراً لليوم.