كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"المنيزلة" بريف جبلة

قرية حالمة في أعالي جبال ريف جبلة، منازلها القديمة التراثية تنثر عبق الماضي الجميل حيث الأصالة الريفية التي نفتقدها في أيامنا هذه.

المنيزلة هي قرية تتبع محافظة اللاذقية . تعتبر من أعلى القرى في جبال الساحل السوري، وهي ترتبط بطريق مع ناحية عين الشرقية وبطريق آخر مع ناحية بيت ياشوط.
وقع عليها الخيار لتكون واحدة من اجمل (مواقع السياحة) في المنطقة. أعلى قمم الجبال الساحلية في جبلة والقرداحة وبإطلالة ساحرة على ما يحيط بها تشكل القرى الحالمة “التراثية” ملتقى للأسر المحبة للأجواء الريفية والتراثية وكسر الروتين بعيداً عن الصخب والزحام الذي تضج به المدينة.
وتبعد القرية 32 كيلومتراً عن جبلة وتتميز بالتنظيم العمراني الدائري والمتصل للطرق والمسالك الجبلية، وكذلك البناء الحجري والطيني لأبنيتها المعمارية القديمة المنتشرة في القرية.
تعلو قرية المنيزلة قمة جبل يتراوح ارتفاعه بين 1200 و1300 متر عن سطح البحر على قمم الشعرة وإطلالتها الساحرة على وادي بيت ياشوط جنوباً ووادي قرن حلية غرباً، وتجاورها قرى ( حبلكو – الشيخ مبارك – حرف متور – قرن حلية – بترياس – القرندح).
و من أشهر معالم قرية المنيزلة المبنى القديم لمدرسة القرية ومزار الشيخ أحمد مؤسس القرية.
كما يجاور المنيزلة في حلبكو جبل عش النسر (الناغوص) وهو من القمم المناسبة للمسير والتسلق واكتشاف الناغوص الصخري المحفور في قمته، وكذلك جبل الأمير مرسل الذي يقع شمال المنيزلة وهو من القمم المناسبة للتسلق والمسير والاستمتاع بجمال الإطلالة، كما أن هنالك مسار صف البلاط وهو مسار مُبلّط بالحجارة يصل بيت صبيح بسهل الغاب عبر القمم الجبلية.
تشتهر المنيزلة بنبع مياه فائق الجمال يُسمى (عين أم الصبايا) وهناك حكايات تاريخية كثيرة كان يرويها الأجداد عن هذه العين بالتحديد التي تأخذك إلى الماضي البعيد والتي قد يخالها البعض أنها أسطورية.
تتميز المنيزلة بجوها الشتوي البارد والطويل إذ يمتد حتى سبعة أشهر، وفيها ينابيع مياه مشهورة منها • عين الضيعة و• عين الرمان و• عين البارد، وأشهرها • عين أم الصبايا التي تروى عنها أجمل الحكايات، ففي الحكاية الشعبية اكتشفت هذه العين عن طريق المصادفة عندما وصل بنو هلال في تغريبتهم إلى المنطقة ومرّوا في هذا المكان وهم عطاش يتضرعون للسماء من أجل الحصول على الماء فاستجاب الله لهم وكشف عن نبع الماء، عندما داست فرس الأميرة الهلالية في منطقة منخفضة قليلاً عن الأرض فإذا بالمياه تخرج من باطنها وتٌعرف حالياً بعين أم الصبايا، وفي الحقيقة هي عين رومانية غالباً قد أعاد بنو هلال اكتشافها...
تتميز بطرازها المعماري القديم وبيوتها الحجرية والطينية ومساراتها المتصلة الملتوية الدائرية والمسالك الجبلية والريف المترامي على مد النظر بالإضافة إلى ارتفاعها بين 1200 و1300 متر عن سطح البحر على قمم الشعرة وإطلالتها الساحرة على وادي بيت ياشوط جنوباً ووادي قرن حلية غرباً.
تتصل القرية مع ناحية عين الشرقية بطريق ومع ناحية بيت ياشوط بطريق آخر إضافةً إلى طريق القرية الذي ينتهي بها حيث تعد آخر القرى جغرافياً في تلك المنطقة.
تشتهر المنيزلة بأجود أنواع الكرز وكروم التفاح والتبغ وتربية الأبقار والماعز وإنتاج أجود أنواع (الشنكليش) والزبدة البلدية والسمن البلدي.
وعن معنى اسم القرية فإن المنيزلة تصغير لكلمة منزلة ذلك إن القرية تعد محطة استراحة على طريق الغاب الساحل (رصيف البلاط الأثري).
وهي قرية محاطة بعدة جبال من كافة الاتجاهات وتغطي أراضيها الغابات والحراج والكروم، وتطل على الريف المترامي على مد النظر.
هناك جملة من العوامل التي تعزز القيمة السياحية للقرية ومنها موقعها على محور مسار القلاع ووجود نبع ماء قريب من القرى التراثية وهو “عين أم الصبايا” الذي يتميز بمائه البارد صيفاً والمعتدل شتاء ويمكن الوصول إليه سيراً على الأقدام إضافة إلى مجاورتها للعديد من القرى الجبلية المميزة “حلبكو.. الشيخ مبارك.. حرف متور.. قرن حلية.. بترياس.. عين الحياة.. القرندح…” التي يشكل بعضها قبلة لمحبي رياضة التسلق والاستكشاف والتخييم والمسر الطبيعية ويمكن لروادها التمتع بالمناظر البانورامية الساحرة على امتداد النظر واكتشاف الناغوص الحجري المحفور في قمة جبل النسر بالإضافة إلى جبل الأمير مرسل 1300 متر الذي يبعد 4 كم شمال المنيزلة ومسار صف البلاط وهو مسار مبلط بالحجارة يصل بيت صبيح بسهل الغاب عبر القمم الجبلية.
يبلغ عدد سكان المنيزلة حوالي 3417 نسمة، وهي قرية معطاءة وأقل ما يمكن المطالبة به إنشاء نقطة طبية من أجل تخديم الأهالي نظراً لبعد المسافة عن مدينة جبلة 30 كم و عن مدينة اللاذقية 55 كم.
شهدت مدرسة القرية الابتدائية تراجعاً بعدد الطلاب نظراً لتراجع الاستقرار فيها لاسيما شتاءً حيث تنعدم متطلبات الحياة الضرورية، فقد كانت قرية المنيزلة سابقاً تشهد استقراراً سكانياً أكبر، وكانت مدرسة القرية الابتدائية تستقبل عشرات الطلاب، كما كان طلاب القرية يقصدون المدارس الإعدادية والثانوية لمتابعة التحصيل الدراسي في القرى المجاورة مشياً على الأقدام ويتحملون مشقات التنقل، لكن مع الأيام أصبح من الصعب على هذه الأجيال الناشئة متابعة دراستهم وتحصيلهم العلمي على منوال أبناء القرية سابقاً وقصد القرى المجاورة مشياً على الأقدام لمسافات طويلة، ولهذا السبب إضافةً إلى عدم توفر واسطة نقل واحدة على الأقل ومتطلبات الحياة اليومية شهدت القرية تراجعاً ملحوظاً في نسبة السكان القاطنين بها لاسيما شتاءً لكن صيفاً تزدحم القرية بأبنائها بقصد الاصطياف وتنسم هوائها الجبلي العليل.