كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

القشلة السوارية

عماد الأرمشي- فينكس

من المشيدات التي كانت قائمة غربي دار المشيرية العسكرية والتابعة لها في مدينة دمشق هي:
(القشلة السوارية)
والقشلة السوارية أي (ثكنة الخيالة العثمانية): هي من مشيدات العصر العثماني وكانت موجودة غرب (المشيرية العسكرية أي مكان القصر العدلي اليوم) بمحلة حكر السماق.
شيدت تزامناً مع تجديد بناء المشيرية العسكرية لتلبية حاجة الجند الى الخيول مع بناء اسطبلات لها ومراكز البيطرة، ولتكون قريبة من معسكرات ومهاجع أفراد الجيش العثماني. ونرى الغرف الكبيرة في الطابق الأرضي، وهي عبارة عن اسطبلات لمبيت الخيول، وفي الطابق العلوي لمبيت الخيالة. وكانت تتغذى من مياه نهر القنوات. وغالب ظني أنها شيدت في القرن الثامن عشر نظراً لشكل البناء ومساحته وخلو المنطقة من أي عمائر حولها.
وهذه الصورة من أرشيف مجلد (سوريا في الوثائق العثمانية) ومن البومات قصر يلدز باسطنبول.
ـ منظر عام لثكنة السواري (الخيالة) في دمشق من مجلد سوريا في الوثائق العثمانية (البومات قصر يلدز/ اسلام بول)
القشلة السوارية بحكر السماق / شارع النصر في دمشق
****
ذكر القشلة السوارية أي (ثكنة الخيالة العثمانية) المؤرخ والمبشر الإيرلندي / جوسياس ليسلي بورتر في كتابه الشهير (خمس سنوات في دمشق) عام 1855 الذي تعرف على مدينة دمشق بشكل جيد في خمسينيات القرن التاسع عشر، وحدد أماكن المشيدات في خريطة رائعة لمدينة دمشق القديمة، ومن ضمنها المشيرية العسكرية والثكنات التابعة لها في تلك الفترة (ثكنات)، قبل إنشاء شارع جمال باشا والذي افتتح انشائه (جمال باشا الشهير بالسفاح) قائد الفيلق الرابع في دمشق عام 1914 للميلاد، و تواجد الجيش الخامس بالشام شريف.
تم تسمية الشارع (شارع جمال باشا- شارع النصر حاليا) ـ بمكان الثكنات العسكرية الفرنسية لاحقاً والتي تحولت فيما بعد الى مبنى الهاتف الألي بشارع النصر اليوم.
ـ القشلة: كلمة معرّبة عن التركية (قشلاق) بمعنى مأوى الجند أو الثكنة العسكرية.
قشلة السواري 1945بعدسة ميشيل ايكوشار*****
 تظهر هنا قشلة السواري (في هذه الصورة التي التقظها المهندس الفرنسي ميشيل ايكوشار لمدينة دمشق عام 1945) قبل ازالتها (قشلة السواري) تمهيداً لبناء الهاتف الألي بمطلع خمسينات القرن العشرين.
وكانت متاخمة لمحطة الحجاز المطلة على شارع النصر حين كان الشارع غابة متفردة من الأشجار والأزهار والرياحين. وقبل ازالة جارتها المشيرية العسكرية بعد احتراقها لتشييد مبنى القصر العدلي مقابل سوق الجميدية الظاهر في اسفل ومنتصف الصورة.
ـ كانت القدرة الإستيعابية للقشلة السواري حوالي ثلاثة آلاف من خيالة السواري بقيادة القومندان (نوري باشا) حين تم استعراضهم جميعاُ بالمرج الأخضر بدمشق عام 1898 أمام الأمبراطور غليوم الثاني.
 
*****
قشلة قيادة المشاة العثمانية بطريق الصالحية في دمشق
يتألف كل فوج من المشاة من 3 كتائب مشاة ليصل إجمالي عدد كتائب المشاة بالفرقة الواحدة لنحو عشر كتائب (10,650 بندقية).
كما تضم قيادة كل فيلق بالجيش الرابع على لواء خيالة يتألف من 3 أفواج (1,800 فارس) و6 بطاريات مدفعية جبلية (24 مدفعا) وسرية نقل وسرية تلغراف وسرية مهندسين يتبعون قيادة الفيلق مباشرة.
وأول المشيدات الضخمة التي أقيمت في محلة بوابة الصالحية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة هي:
المشفى العسكري (الخستاخانة الميرية العثمانية).
وأستطيع القول: أن خستاخانة الشام هذه هي: من أول المشيدات الحكومية (الميرية العثمانية)، التي تواجدت حسب الترتيب الجغرافي، لمحلة بوابة الصالحية.... وليس التزامن التاريخي لها.