كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قلعة مصياف

هي مصياف لدى ياقوت الحموي والقلقشندي والنويري والمقريزي وأبي الفداء، ومصياث لدى ابن القلانسي وابن الأثير ولدى المقدسي، ومصياد ومصيات مصياب ومصيات لدى ياقوت الحموي أيضاً.
ترتفع عن سطح البحر ٤٥٠ م بنيت في العصر الروماني القرن الخامس الميلادي بمثابة برج دفاعي لحماية طرق المواصلات من قطاع الطرق.
خضعت للأمويين والعباسيين ونالت شيئاً من الإستقلال الذاتي أيام ضعف الدولة العباسية.
ضمها سيف الدولة الحمداني خلال الفترة من 336 ــ 359 هـ ثم سلمها للبيزنطيين بمعاهدة.
خضعت بعد ذلك للنفوذ الفاطمي عام 385 هـ ثم للأمراء المستقلين من آل منقذ إلى أن استولى عليها الإسماعيليون بقيادة أبو محمد المينقي عام 535 هـ ثم جعلها سنان راشد الدين عاصمة لدولته الإسماعيلية.
هاجمها صلاح الدين الأيوبي عام 572 هـ 1176 م ثأراً من سنان إثر محاولات اغتيال له في قرى حلب الإسماعيلية التي أغار عليها صلاح الدين بعد أن فعل مافعله بالفاطميين في القاهرة وطال حصاره لها من مقره السوجق أوالسنجق جنوب شرق القلعة وتتابعت المفاوضات بين الرجلين وتدخل أمير حماه شهاب الدين الحارمي خال صلاح الدين وصديق سنان فتم الإتفاق بين الرجلين على قتال الصليبيين شرط أن يترك صلاح الدين قلاع سنان في أمان.
هاجمها التتار وخربوها خلال هجومهم على بلاد الشام 658 هـ 1260م وكان أبو الفتوح محمد قد بنى سوراً هزيلاً لحمايتها عام 646 هــ 1249م (عثر على نقش في القلعة يعود لهذا التاريخ) إلا أنه لم يستطع وقف الطوفان التتري، ثم جنح الإسماعيليون للسلم وقبلوا بالجزية السنوية وأعيدت لهم مع القلاع الأخرى (قدموس ــ الكهف ــ الخوابي) بعد اندحار التتار في عين جالوت وصارت ولاية للماليك عام 668 هـ 1270 م وتولاها الآغا شاهين زمن الظاهر بيبرس.
للقلعة سوران واحد طبيعي ويمثل الحافة الصخرية، والآخر السور الخاص بها، ويوجد فيها أعمدة قديمة تؤكد بناءها على أنقاض قلعة قديمة (يونانية أو بيزنطية أو رومانية)، وتعتبر حارسا أميناً عند مدخل جبال البهرة وتستوعب/ 2500/ جندي مقاتل تؤمن لهم مايحتاجون إليه لمدة تزيد عن أربعة أشهر.
كانت القلعة مؤلفة من أربعة طوابق إثنان تحت الأرض وإثنان فوقها، أضاف لهما سنان طابقين فأصبح الأول أقبية تموين والثاني سكن الحراس والثالث والرابع سكن الجنود وخصص الخامس لسكن القياديين والسادس لأبراج الحمام الزاجل.
في داخلها سرداب طويل يسمى السوق الطويل وتبدو الحوانيت على جوانبه، كما يظهر في الأعلى قوسان وحلقات الإعدام شنقاً.
في إحدى اللوحات بداخلها نقشت أبيات من الشعر دون في أسفلها العام 1208 م مطلعها:
فخر المكان بما عليه والصدق في حسن الوفي
راجي من الله الكريم عفواً بجــــــاه المصطفي
وفي الجبل المطل على القلعة والمسمى (المشهد العالي) قبر الإمام الإسماعيلي (الوفي أحمد)، وكذلك قبر القائد الإسماعيلي الفذ (سنان راشد الدين) وقبر شاعره (مزيد الحلي)، ولذلك يزورسكان المنطقة المكان ويعتبرونه تشريفة لهم، وتقام الكثير من الإحتفالات الدينية هناك.

إعداد: محمد عزوز