كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قصة أغنية "عالهوارة.. الهوارة"

هذه الأغنية غنتها الناس، وماتزال، في الأعراس والمناسبات وغناها بعض المطربين (عاصي الحلاني)، دون أن يعرف أحد منهم قصتها ولا من غناها لأول مرة و لماذا؟
هذه الأغنية يعود تاريخها الى عام (1837)، حيث أرسل شريف باشا العثماني حملة عسكرية كبيرة بقيادة (علي آغا البصيلي) لتأديب أهل جبل العرب (السويداء) وإخضاعهم لسيطرة الحكم العثماني....
وصلت الحملة قادمة من اتجاه حوران قاصدة السويداء، وتمركزت قرب قرية (الثعلة) غرب السويداء وكان ضمن هذه الحملة فرقة خاصة ومدربة تسمى (فرقة الهوارة) وقد اشتهرت هذه الفرقة بتحقيق الانتصارات السريعة...
وكان ثوار جبل العرب بقيادة الشيخ الشاعر والفارس أبو علي قسام الحناوي يراقبون الحملة وأماكن تمركزها، وعندما أرخى الليل سدوله وضمن خطة محكمة تقدم الثوار بصمت وبهجوم مباغت بالسلاح الأبيض تم القضاء على الحملة ضمن مخيماتها، وقد نجا قائد الحملة (علي آغا البصيلي) وفر من المعركة مع بعض جنود الحملة، فتعقبهم الثوار الى خارج حدود جبل العرب، وبعد االانتهاء من مطاردة العدو عقد الثوار حلقات الدبكة وهم يغنون أغنية الهوارة التي ارتجل كلماتها قائدهم الشاعر أبو علي الحناوي.
فقال:
عالهوارة... الهوارة...
الحرب بدها شطارة...
يالطيف... ويا لطيف...
تنتف العسكر تنتيف...
ذبح الحملة والتنظيف...
استغرق شربة سيكارة...
عالهوارة... الهوارة...
تربة وطنا غالي...
بيفديها الأهالي...
والغازي والمتعالي...
مندفنوا تحت حجاره..
عالهوارة... الهوارة

لقد غنا الناس هذه الاغنية في أعراسهم ومناسباتهم دون ان يذكروا أو يعلموا ان هذه الاغنية خطتها سيوف أبناء جبل العرب عام 1837 ميلادي دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة والعزة الوطنية.