كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"حارة المفتي" الأثرية

عماد الأرمشي- فينكس:

أول ما يصادف الداخل الى حارة المفتي الذي يفضي الى بيت المرادي: الباب الضخم الماثل في بداية الحارة الى اليوم. و الحارة للآسف الشديد (هوجمت بعمليات الهدم، ولاحقتها الحرائق المفتعلة)، فتداعت أجزاء كبيرة من الحي في ثمانينات القرن العشرين و كذلك تم تشييد (مقسم آلي) في منتصف الحارة؟ و كأنهم لم يجدوا مكاناً فارغاُ أبداً إلّا في حارة المفتي الأثرية لتشييد هذا البناء المقيت؟ وا عجبي...
مع العلم أن منطقة سوق ساروجا بدمشق مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم / اليونسكو كباقي أحياء مدينة دمشق القديمة الأخرى. و لكن الحماقة تبتر كل من يعارضها، فلم يبق منها ومن سكانها إلا القلائل وحتى لافتة زقاق المفتي اختفت مع من إختفى عبر السنين.
فهذا هو باب حارة المفتي، فقد ضاعت مفاتيحه كما ذكر المهندس الغالي على قلبي مالك مطر، وبقي الباب مهملاً مفتوحاُ، وقد فقد وظيفته كباب للحارة منذ سنين؛ ولم يبق بدمشق إلّا بابان: هما باب زقاق المفتي، و باب زقاق البرغل عند باب الجابية.
و كانت معظم أبواب الحارات بالشام كما هي أبواب الخانات مكونة من مصراع كبير مزين بالمسامير، وعليه سقاطة لدق الباب؛ وفي منتصفه باب صغير هو (باب خوخة) هذا المصطلح يطلقه عامة أهل الشام على هذه الأبواب الصغيرة والتي كانت مخصصة لدخول الأفراد بالماضي، وعند دخول والجمال كان يتم فتح الباب على مصراعه لسهولة دخول القوافل.
وعندما رممت بلدية دمشق زقاق حارة المفتي (فبدلاً من تكحيله من الكحلة: أصابته بالعمى الكلي) وفقدان وظيفته، ونسوا الباب مدفوناً تحت الزفت مما يدل على العقلية المزفته للمهندس المزفت دون ترميم.