كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ماذا تعرف عن خميس الحلاوة في حمص؟

ماهر بركات:

يتميز خميس الحلاوة بالكثير من الأنواع التي تزيّن الأسواق بألوانها، وتعتبر "الخبزية" الأكثر طلباً لما لها من منظر جميل، وهي عبارة عن عجين يتمُّ قليه بالزيت ثم تلوينه بالأبيض والأحمر.
و "البشمينة" وهي عبارة عن طحين مقلي، إضافة للراحة السادة والراحة بالفستق، وأيضاً الغريبة "بلاط جهنم"، بلونين أبيض وأحمر، والسمسمية "سمسم وناطف"، ولكن تفتقد حلاوة "المعجوقة" حضورها هذا العام، وذلك لحاجتها إلى الفستق الحلبي بكميات كبيرة والذي قفزت أسعاره بشكل خيالي.
حمص تتميز، ومنذ بداية الفترة المملوكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بالعديد من الأخمسة، منها خميس الحلاوة، إضافة لخميس التايه أو الضائع وهو مرتبط بانتظار أن يهلّ هلال شهر شباط أي حائر بين موعده المفترض أنه حلّ والهلال الذي لم يظهر بعد.
والخميس الثاني هو خميس"الشعنونة" الذي له علاقة بتقلبات مناخ شهر شباط. والخميس الثالث هو"المجنونة" حيث يحدث في هذا الشهر الذي تعصف الرياح فيه بشكل مدوٍ، ويُسمع صوتها كالمجانين.
بينما الخميس الرابع هو خميس "القطاط" وفيه كان يحل موسم تزاوج الهررة. والخميس الخامس هو خميس"النبات" وهو مرتبط بنبات الحظ الذي يرمى في جب قلعة حمص، وفي راوية أخرى أن خميس النبات مرتبط ببدء تفتح بعض الزهور كالنرجس.
خميس الحلاوة، كان البعض يسميه "خميس الأموات" حيث يذهب الناس فيه إلى المقابر مزوّدين بالحلاوة، للتّنزه، وزيارة الموتى وغرس الآس وسعف النخل على القبور.
إن سبب تميز حمص بهذه الأخمسة، يعود إلى النسبة السكانية الكبيرة، حيث بيَّنت وثيقة تاريخية في عام 1889 أنَّ عدد سكان حمص كان 25 ألف نسمة، وهو رقم كبير في تلك الفترة. كما أنه من أسباب تميز حمص بهذه الأخمسة هو التداخل الاجتماعي بين الأحياء، وبين الطوائف حيث لايوجد لكل طائفة حي مستقل، وهو الشيء الجميل الذي افتقدته حمص بشكل كبير خلال الأزمة.
أن توقيت خميس الحلاوة يأتي ما قبل خميس الآلام والأسبوع الأخير من نهاية صوم الطوائف المسيحية لذا كل سنة يتغير تاريخه.