كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قلعة مصياف الأثرية والسياحية

إعداد غالب الصواف:

 تقع مصياف إلى جنوب وغرب مدينة حماة، تبعد عن حماة مسافة ٤٠ كم، يحيط بالقلعة سّور لهُ أربعة أبواب، وما زال هذا السّور قائماً ويسعى مجلس مدينة مصياف للحفاظ على هذا الأثر و إبعاد التعديات عليه كونه ضمن مناطق السكن في مصياف.مدخل قلعة مصياف

▪︎ وضمن السّور الذي يلف مدينة مصياف القديمة مواقع أثرية هامة كجامع نور الدين والسّوق القديم الذي جرى ترميمه تراثياً مع القلعة من قبل مؤسسة الآغا خان التي أعادت إحياء القلعة ورفع الأنقاض وإكمال المُتهدم منها ضمن مخططات مدروسة ومنهجية وعلمية، أعادت للقلعة هيبتها وعظمتها وجمالها الظاهر للعيان لكل زائر يدخل إلى هذه المدينة الإسطيافية. و نعتقد أنّ كلمة مصياف ومدينة مصياف أتت من كونها مصّيف للزوار من أبناء بلدنا سوريا.

▪︎ شُيدت القلعة فوق تلّ صخري مُشرف على المدينة، وتوالت على هذه القلعة عهود وأزمنة منذُ ما قبل التاريخ، وفي العهود الروماني ثم البيزنطي ثم الإسلامي، كانت تابعة لبني مرداسّ، ثم بني مُنقذ، استولى عليها المغول أثناء اجتياحهم بلاد الشرق، ثم حررها السّلطان الظاهر بيبرس عام ١٢٧٠ م. تبدو القلعة اليوم، بعد ترميمها وإضافة وإعمار المتهدم منها، كبرج كبير. و على سفح محيط القلعة انتشرت الييوت الحديثة و القديمة منها التي حافظت على قدمها، وقد أُزيل قسم منها كساحة وموقف سيارات للقادمين لزيارة القلعة من قِبَل المنظمة المذكورة.
▪︎ تحيط بمصياف الأشجار المثمرة كالتّين التي تشتهر بها، و الذي يصنع منه سكّان مصياف (الهبول والتّين المُجفف)، كما تشتهر بزراعة الرمان و الجوز و اللوز و كذلك "التوت" الذي اشتهرت به قرى المنطقة لصنع الحّرير الطبيعي.
وبالعودة للقلعة، فبعد ترحيل الأنقاض عنها وبناء ما تهدم تم الكشف عن النفق، وهو كسائر الأنفاق في القلاع في العصور القديمة يُعتبر ممراً سرياً أثناء الحِصار.
إن ما كُتب عن القلاع في بلادنا بشكل عام نادر وقليل، ومصادر الأبحاث عن القلاع ضحلة، وكان الاعتماد في المعلومات عن القلاع قد أتانا من الرحالة والجغرافيين من عرب وأجانب، فكان لا بُد من دراسة كل قلعة وكل حالة ميدانياً، وذلك بإعداد المخططات على ضوء الواقع من خلال الجولات والواقع الفعلي للقلاع، وتثبيت المواقع من أسواق وأبراج وخنادق محيطة بها والمستودعات داخل كل قلعة و هي مستودعات للطعام والذخائر ومصادر المياة. و ينبغي العمل للكشف عن الأقبية والسراديب وتثبيتها في مخططات هندسية معمارية. من مصادر البحث: "سوريا التاريخ والحضارة" للدكتور عفيف البهنسي المدير العام السابق والمنشور من قبل وزارة السياحة.