كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الزهورية.. الرابع؟!

خالد فهد حيدر- فينكس:

ربما لا يعرف هذه المفردات الكثيرون من أبناء الثمانينات من القرن المنصرم في الساحل السوري و جباله، و مع أنني لا أريد الدخول في حيثيات المناسبة و لا في دلالاتها لسبب بسيط و هو أنني أفتقد إلى معلومات دقيقة قد تتوفر لدى مختصين، و لكن ما أرغب إلقاء الضوء عليه هو تلك الأيام التي عشتها في حي الرمل الشمالي في اللاذقية حيث حالة الاستعداد و الاستنفار و التحضير إلى الملتقى السنوي لهذه المناسبة بما تحتويه من فرح غامر ليس لنا كأطفال حينها بل و حتى الكبار في السن.

و الملتقى الذي كان يضمنا عبارة عن ساحة كبيرة في رحاب مقام ديني (الشيخ علي بالصنوبر)، و قد اعتقدت حتى وقت متأخر بأن المناسبة مرتبطة بالدين و المعتقد أو بعيد الجلاء الذي يحتفي به السوريين في ١٧ نيسان غربي، و لكن سأكتشف بأن الرابع هو اليوم الرابع من نيسان حسب التقويم الشرقي الذي بينه وبين الغربي ثلاثة عشر يوماً.دبكة في عيد الرابع أيام زمان
و يوماً بعد يوم يتضح لي بأنه يوم اعتاد سكان الشرق، عموماً، عبر التاريخ الطويل الاحتفال به بفرح بقدوم الربيع بدفئه و أزهاره و وروده و بما يشكل من قيامة بعد سبات شتوي لأشهر طويلة.
أذكر أننا كنا نستيقظ في الصباح الباكر و نحزم بعض الأغراض و الأطعمة و ننتظر بوسطة (ميكرو باص قديم) ليقلنا إلى ساحة الملتقى، و كم أدهشني و أنا الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمري الحشود الكبيرة و نبدأ بالبحث عن مكان لنجلس فيه، إذ أننا رغم ذهابنا باكراً نجد المئات سبقونا إلى مكان الحفل. و هناك أتأمل المراجيح البدائية و بعض الألعاب التي لم ألعب بها، و أما ما كان يربكني حقاً هو تحذيرات المرحومة أمي أن أبقى ملتصقاً بها تؤازرها جاراتنا رحمهم الله أجمعين.دبكة
يذكر بأن الاحتفال بالرابع او الزهورية قد توقف بسبب الخوف من أعمال إرهابية للإخوان المسلمين خلال حقبة الثمانينات.