كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

غزة "الكنعانية" لماذا سميت بـ غزة هاشم؟

غزة مدينة ساحلية هي أكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط.. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة، تبلغ مساحتها 56كم2 ويبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة في عام 2013 مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.. واكبر تجمع لـ الفلسطنيين، اذ وصفها الجغرافي  الدمشقي الذي توفي عام 1327 اذ اعتبارها "مدينة كثيرة الشجر، كسماط ممدود لجيش الإسلام في أبواب الرمل ولكل صادر ووارد إلى الديار المصرية والشامية.. عانى قطاع غزة من الفيضانات المدمرة في عام 1352، والتي كانت نادرة في ذلك الجزء القاحل من بلاد الشام الجنوبية.

تعتبر مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية، لأهمية موقعها الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة.. اختلف المؤرخون في سبب تسميتها بغزة وهذه بعض معانيها:

  • مشتقة من المَنَعَة والقوة
  • "الثروة"،
  • آخرون يرون أنها تعني: "المُميزة" أو "المُختصة" بصفات هامة تميزها عن غيرها من المدن.
  • أما  ياقوت الحموييقول عنها في معجمه: " غَزَّ فلان بفلان واعتز به إذا اختصه من بين أصحابه".

أسس المدينة  الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، احتلها الكثير من الغزاة  كـ ( الفراعنة، الاغريق، الرومان، البيزنطبون، العثمانيون والإنجليز) وغيرهم.. وكانت أول مرة تذكر فيها المدينة في مخطوطة لـ الفرعون تحتمس الثالث القرن 15 ق.م.. وكذلك ورد اسمها في رسائل تل العمارنه.. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلستينين  وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها.

عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً..  سميت بـ غزة هاشم نسبتاً لوجود قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني لـ النبي  محمد بن عبد الله.

ارتبط  العرب بغزة ارتباطاً وثيقاً فقد كان تجارهم يَفِدون إليها في تجارتهم وأسفارهم باعتبارها مركزاً مهماً لعدد من الطرق التجارية، وكانت تمثل الهدف لإحدى الرحلتين الشهيرتين اللتين وردتا في  القرآن الكريم في "سورة قريش "رحلتا الشتاء والصيف": رحلة القرشيين شتاءً إلى اليمن، ورحلتهم صيفاً إلى غزة ومشارف الشام.. وفي إحدى رحلات الصيف هذه مات جد الرسول هاشم بن عبد مناف، ودُفن في غزة بالجامع المعروف حالياً بجامع السيد هاشم في حي "الدرج".

تاريخها القديم

كانت غزة واحدة من خمسة  بنتابوليس تابعة  للفلستينين في أرض فلسطين.. يعود الاستيطان البشري في منطقة قطاع غزة إلى تل السكن، وهو حصن مصري قديم، والذي بني في الأراضي الكنعانية  إلى الجنوب من قطاع غزة في الوقت الحاضر.. كما أن مركز آخر في المناطق الحضرية المعروفة باسم تل العجول بدأ ينمو على طول وادي مجرى النهر في غزة.

خلال العصر البرونزي الأوسط، أصبحت تل السكن أقصى مدن جنوب كنعان، وكانت وظيفتها بمثابة حصن.. في عام 1650 قبل الميلاد، عندما احتل الهكسوس  مصر، تم إعمار مدينة ثانية على أنقاض تل السكن.. ومع ذلك، هجرها في القرن 14 قبل الميلاد، في نهاية العصر البرونزي.

أصبحت غزة في وقت لاحق عاصمة  مصر الإدارية في أرض كنعان في عهد تحتمس الثالث، أصبحت المدينة محطة على طريق القوافل بين مصر وسوريا ، وجاءت في  رسائل تل العمارنة باسم   Azzati 

بقيت المدينة تحت السيطرة المصرية لمدة 350 عاما حتى غزاها الفلستينيون في القرن 12 قبل الميلاد، وأصبحت جزءاً من  البنتابوليس "pentapolis" الخاص بهم. ووفقا  لسفر القضاة ، فإن قطاع غزة كان المكان الذي كان قد سجن فيه  شمشمون من قبل الفلستينيين حتى وفاته.

بعد أن سيطر الأشوريون والمصريون على المدينة، حقق قطاع غزة الاستقلال النسبي والازدهار في ظل الامبراطورية الفارسية.. ولقد حاصر الاسكندر الأكبر غزة، حيث بقت آخر مدينة تقاوم غزوه في طريقه إلى مصر، لمدة خمسة أشهر قبل احتلالها أخيراً سنة 332 قبل الميلاد، وكان سكانها إما قتلوا أو تم سبيهم.. أحضر الاسكندر البدو المحليين ليسكنوا غزة، ونظم المدينة إلى بوليس أو دولة المدينة .. واكتسبت المدينة سمعة طيبة كمركز مزدهر للتعلم اليونانية والفلسفة

شهد قطاع غزة  حصاراً آخر في 96 قبل الميلاد من قبل الحشمونيين  الذين "أطاحوا تماما" في المدينة، مما أسفر عن مقتل 500 من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا قد فروا إلى معبد أبولو للسلامة.

العهد الروماني والبيزنطيالكنيسة البيزنطية

أُعيد بناء المدينة بعد دمجها في الامباطورية الرومانية  في 63 قبل الميلاد تحت قيادة  بومبيوس الكبير ثم أصبحت غزة بعد ذلك جزءاً من أحد مقاطعات الدولة الرومانية في بلاد الشام.

المدينة كانت مستهدفه من قبل اليهود خلال تمردهم ضد الحكم الروماني في 66 وقد دمرت جزئيا.. وظلت مع ذلك مدينة مهمة، خاصة بعد تدمير القدس.

في العصر الروماني  كانت غزة مدينة مزدهرة وتلقى المنح واهتمام عدة أباطرة.. وكان 500 عضو في مجلس الشيوخ يحكم غزة، وكان سكان المدينة مجموعة متنوعة من مختلف الأعراق، منهم ( الفلستينين، الكنعانيين، الفينقيين ، الفراعنة، الاغريق، الرومان، ، اليهود،الفرس، البدو)

كانت تصدر في غزة عملات معدنية تزين مع تماثيل الآلهة والأباطرة.. وخلال زيارته للمدينة في 130 م، قام الإمبراطور هادريان بافتتاح حلبة المصارعة شخصياً، في ملعب غزة الجديد، الذي أصبح معروفاً من الاسكندرية إلى دمشق.. وقد زينت المدينة في العديد من المعابد الوثنية، وكان الإله الرئيسي "Marnas"، وهو واحد من الآلهة القديم التي انتشرت عبادته في سوريا الكبرى القديمة منذ النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، وكان يطلق عليها داجون..وقد خصصت المعابد الأخرى لزيوس، هيليوس، أفروديت، أبولو، أثينا، وتيشي المحلية.

بدأت المسيحية بالانتشار في جميع أنحاء  قطاع غزة في 250 م، بما في ذلك في ميناء غزة.. وقد تسارع اعتناق المسيحية في قطاع غزة في فترة القديس Porphyrius بين 396 و 420.

 في 402، أمر ثيودوسيوس الثاني بتدمير كل معابد المدينة الوثنية الثمانية، وبعد أربع سنوات كلفت الإمبراطورة ايليا ببناء كنيسة فوق أنقاض معبد Marnas وبعد انقسام  الأمبراطورية الرومانية في القرن 3 م، كانت غزة لا تزال تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية الشرقية التي بدورها أصبحت الامبراطورية البييزنطية.. ازدهرت المدينة، وكانت مركزاً هاماً لبلاد الشام.غزة5 

وأما عن تاريخها المعاصر القابع تحت ظل الحصار والدمار و......

نترك الصور تتحدث.غزة 2jpg

غزة 3

 

 

 

 


غزة1