كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

راعي الأول.. البادئ في حلقة الدبكة

د. غساّن القيم:
ما تزال حلقة الدبكة السورية أو ما يطلق عليها الدبكة الدورانية، هي التعبير الأساسي عن الفرح في كافة المناسبات والأعياد الدينية وغيرها من العادات الأخرى.
حيث كان يتم أختيار موعداً وموقعاً للتجمعات يأخذ شكل الطابع المقدس أو الكرنفال، وكان يتم هذا الاحتفال غالباً عند مقامات الأولياء أو القديسين.
هذه الطقوس تعود جذورها إلى زمن اهلنا في مملكة أوغاريت عندما كان الناس هناك يتوجهون بداعواتهم لعودة الاله بعل اله المطر والبرق من العالم الأسفل، فكانوا يدقون بأرجلهم فرحاًً بعودته وكان هذا الاحتفال يتم عند سفح جبل صفون "الأقرع اليوم"
تعود كلمة "دبكة " من الفعل دبك ويعني لحق أدرك وصل. فالدبكة هي لحاق الواحد مع الراقصين بالآخر في الحلقة المتحركة دورانياً،
وكان يوجد مع الراقصين قائداً لحلقة الدبكة أو ما يطلق عليه رئيس الحلقة أو القدوة أو ما نسميه عندنا اليوم في كل الأرجاء السورية "براعي الأول"
ومعناها الحرفي (البادئ) وهو أول الراقصين في حلقة الدبكة، لا احد يبدأ الدبكة قبله، يبدؤون إذا بدأ ويتوقفون إذا توقف، ويرقصون نوع الدبكة التي يبدأها أو يختارها هو،
ويغيرّون حينما يغيّر. وهو ينسجم مع تلوّن أنغام الناي أو (المزمار المردوج ) أو ما نسميه بالمطلح الدارج "المزوج" و ينسجمون مع إيقاعات الطبل بارجلهم.

.