كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

غلاء اللحوم يحد من الاحتفال بعيد القوزلة.. كيف ستكتمل أفراح العيد وطقوسه؟

اللاذقية - سليمان حسين - فينكس:  
سيكون عيد القوزلة الذي يصادف في هذه الايام خجولا بسبب الغلاء بشكل عام، وغلاء اللحوم بشكل خاص، فالمعروف انه في هذا العيد تنحر الذبائح التي تسمن عام كاملة.. او على الاقل تقوم العائلة الفقيرة بتربية ديك لمثل هذه المناسبة.. لكن الغلاء الذي يشمل كافة المواد والسلع سيكون عائقا هذا العام أمام تمام طقوس العيد..
و القوزلة كلمة آرامية تعني رأس السنة على العام الشرقي وهي البداية، ويصادف في ١٤ كانون الثاني وهو عيد اجتماعي يمارسه أغلب سكان الساحل، قديماً كان له وقعه ونكهته الخاصة من خلال التجمّعات التي كانت تُعقد على شرف قدوم هذا اليوم، وكانت كل أسرة تعمل على تربية جدي أو خاروف أو حتى عجل وذلك حسب حجم العائلة التي ستجتمع عند تعليق تلك الذبيحة التي تدلّلت لعدة أشهر، أما الأسرة الفقيرة فكانت تكتفي بتربية ديك بلدي حتى يصبح في كثير من الأحيان بحجم ذلك الجدي الذي يربونه أصحابه على الدلال والعناية بغذائه ليصبح بوزن مضاعف، وبذلك يمكن للعائلة تناول اللحمة بكافة أشكالها لعدة أيام، فالبعض يقوم بصنع الكباب وآخرون يوقدون النار تحت دست أسود يحتوي الحنطة واللحمة (الهريسة)، بالإضافة إلى مواقد البرغل مغ الحمّص المدمى بزيت الخريج البلدي.
وعلى الجانب الآخر وفي جميع أجواء القرى حيث تنتشر رائحة الشواء، وهنا بيت القصيد في هذه السنة ورأسها المنتظر حيث يكون الجميع على موعد مع الشواء برفقة خبز التنور تحديداً إلى اليوم الأول من العام الجديد، وبعد افتراس تلك الذبائح والتمتع بأكلها بكل الوسائل، كانت تتجمهر اجتماعات عشوائية في ساحات القرى والبيادر وتُعقد حلقات الدبكة التي يشارك بها شباب وصبايا القرية وشيبها أيضاً، كما تقوم جميع العائلات بصناعة ما لذّ وطاب من الحلويات البلدية، وكل ذلك بوجود الباعة الجوالين وفي مناطق أخرى كانت الأهالي تشعل نيراناً كبيرة إيذاناً بقدوم العيد وأفراحه التي تستمر لمدة أسبوع كامل، حيث تبدأ هذه العائلات بتحضير جميع أنواع الطعام وبكثرة وذلك لتقديمه للعائلات التي لا تستطيع ممارسة هذه الاحتفالية.
وفي بعض المناطق كانت هناك أكلة الكبيبات بالسلق حيث تقوم نسوة القرية بإظهار مواهبهن والتفنن بعمليات الطهي، وأغلبها كانت تمارس على نيران الحطب لتصبح بنكهة تلك العفوية التي كانت سائدة في تلك الأيام. كل قوزلة وأنتم وسورية بألف خير..