كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من عبق التاريخ.. المرأة العربية والقضية الفلسطينية

مروان حبش- فينكس

عندما لاحت لبريطانيا بوادر النصر في الحرب العالمية الأولى، نقضت مواعيدها للشريف حسين، وأعلن وزير خارجيتها اللورد بلفور وعده المشؤوم في 2 تشرين الثاني عام 1917 برسالة وجهها إلى اللورد اليهودي روتشيلد. وبذلك كان إنهاء حلم عربي في الحرية والاستقلال ولجوء عرب فاسطين، خاصة، إلى الثورة، وساهمت المرأة الفلسطينية بنصيب وافر في الجهاد.
كان من الطبيعي أن تؤازر المرأة العربية شقيقاتها في فلسطين وتقوم لدورها في هذا النضال، فتشكلت لجان نسائية في بعض البلاد العربية للدفاع عن عروبة فلسطين وحقوق شعبها في وطنهم، ومن نضال هذه اللجان بزغت فكرة إقامة مؤتمر نسائي عربي للمشاركة في رفض وعد بلفور. وتعود فكرة تأسيس هذا المؤتمر إلى بداية عام 1936 حيث اشتد لهيب ثورة شعب فلسطين، وناشدت لجنة السيدات العربيات في القدس، برسالة وجهتها إلى السيدة هدى الشعراوي رئيسة الاتحاد العام لنساء مصر، تبين الحالة المؤلمة التي يعانيها شعب فلسطين وتطلب المساعدة والمناصرة، مما دفع الاتحاد لعقد اجتماع في بيت السيدة رئيسته بحث خلاله حالة المرأة الفلسطينية، واتخذ عدة قرارات منها:
1 – فتح اكتتاب عام وتشكيل لجنة من عضوات الاتحاد لجمع التبرعات.
2 – رفض وعد بلفور، وإرسال برقيات إلى وزير الخارجية ووزير المستعمرات البريطانيين، وإلى رثيس مجلس العموم البريطاني، تطالب بوضع حدٍّ للسياسة البريطانية الخرقاء المخالفة لمبدأ حق تقرير المصيرللشعوب.
3 – مناشدة عصبة الأمم ونساء العالم بتأييد مواقف نساء فلسطين، ووقف الهجرة اليهودية التي تقضي على العدالة وتسلب شعباً بأسره حقه في الحياة على أرضه.
وأرسلت السيدة هدى الشعراوي، بتاريخ 17 حزيران، برقية إلى المسؤولين البريطانيين، ومما ورد فيها: (.... إن اتحاد النساء المصري، وهو شديد الرغبة في تحقيق السلام العالمي يناشد الحكومة البريطانية أن تبرهن على أنها تعمل على نصرة الضعيف، وذلك بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وبهذا الإجراء المنصف تنهي الحكومة البريطانية سياسة الغموض التي ترتب عليها إثارة القلائل والاضطرابات التي تسود بلاد الشرق العربي).
في أوائل عام 1937 أرسلت السيدة أنيسة الخضراء رئيسة لجنة سيدات عكا برقية إلى السيدة هدى الشعراوي، ورد فيها: (يا جيرة الأرض المقدسة، ألم تأتكن أنباء ما حلَّ بأخواتكن فيها، فاجعة كالطوفان ستبدل معالم أمة، وتمحو من الوجود أقدس بقاع الإسلام، أتتركونا وحدنا وفيكم لسان يتكلم، وقلب ينبض؟..... أتتهود الأرض المقدسة وفي مصر خمسة عشر مليوناً من المسلمين؟ اللهم أيقظ مصر من سباتها لترى هول الفاجعة، وفداحة النازلة....). كما أرسلت كافة الجمعيات واللجان النسائية في فلسطين برقيات مماثلة إلى السيدة الشعراوي، وهذا دفعها إلى أن تبعث كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الحكومة المصرية السيد مصطفى النحاس تطالبه بتصريح واضح عن موقف الحكومة من تعسف بريطانيا بحقوق شعب فلسطين، وأرسلت برقية احتجاج إلى السفير البريطاني في مصر موضحة استياء نساء مصر واحتجاجهن على مشروع اللجنة الملكية البريطانية لتقسيم فلسطين.
وبتاريخ 27تموز 1938فوضت اللجان النسائية في بعض البلدان العربية السيدة الشعراوي للتحدث باسمها عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، وكان من بين اللواتي وقعن على هذا التفويض، السيدات: انتهاج قدورة رئيسة الاتحاد العام النسائي اللبناني- بهيرة نبيه العظمة سكرتيرة لجنة السيدات للدفاع عن فلسطين في سورية- نازك جودت نائبة الجمعيات النسائية في العراق- زليخة الشهابي سكرتيرة لجنة السيدات العربيات في القدس.
ونتيجة هذا النشاط النسائي، نضجت فكرة تأسيس مؤتمر نسائي شرقي، وكانت النية متجهة لعقده في دمشق، وبسبب الظروف السياسية الصعبة التي كانت تمر بها سورية، فقد تقرر أن يعقد في القاهرة، وعلى إثر ذلك وجهت السيدة الشعراوي في 4 أيلول 1938 النداء التالي: (إن ما يعانيه أهل فلسطين الشقيقة ليزداد خطره تفاقماً يوماً بعد يوم، في كل يوم يُيَتَمُ أطفال، وترمل نساءٌ، ويقتل كهولٌ وفتيانٌ من النساء والرجال، وتُروع النساء في الأسواق والطرق. وليس ذلك فحسب، بل تتجلى الوحشية في أبشع مظاهرها في قتل الأطفال الأبرياء، وفي تدمير المساكن وانتهاك حرمات البيوت المقدسة، وفي إلقاء القنابل على المصلين في أوقات الصلاة،........
باسم العدالة والإنسانية أهيب بكل الجمعيات النسائية وغيرها أن تناصرنا وتمد إلينا يد المساعدة مساهمة لأداء هذا الواجب الإنساني الجليل وذلك بإيفاد مندوباتها للاشتراك معنا في هذا المؤتمر الذي قررنا عقده بالقاهرة ابتداءً من 15 تشرين الأول 1938 وسنبحث فيه قضية فلسطين وطرق معالجتها بقرارات ترسل إلى الجهات الإنكليزية المختصة).
انعقد المؤتمر النسائي الشرقي للدفاع عن فلسطين بدار جمعية الاتحاد النسائي المصري بالقاهرة ودام حتى يوم 18 من الشهر ذاته، بحضور الوفد اللبناني من السيدات: حياة نور بيهم، إفلين جبران بسترس، نجلاء خوري كفوري، والوفد السوري من السيدات والآنسات: ثريا الحافظ، فاطمة العظمة، عادلة بيهم الجزائري، نازك العابد، بهيرة نبيه العظمة، فرلان حكمت مردم بك، سعاد حكمت مردم بك، فايزة سامي مردم بك، مرة داغستاني، ثنية حرم وجيه بك الأيوبي، والوفد الفلسطيني من السيدات والآنسات: طرب حرم عوني عبد الهادي، وحيدة حرم الدكتور حسين الخالدي، زليخة الشهابي، فاطمة النشاشيبي، زهية النشاشيبي، سلمى رجائي الحسيني، ساذج نجيب نصار، ملك الشوا، عقيلة شكري ديب، سعاد الحسن، ملك حمدي حلاوة، نبيهة ناصر، ريا القاسم - والوفد العراقي من السيدات والآنسات: ماري وزير، منيبة عبد اللطيف ثنيان، صبيحة ياسين الهاشمي.
وكانت قد وصلت لرئيسة الاتحاد العام النسائي المصري، رسالة من أحد قادة الثورة في فلسطين السيد عارف عبد الرازق، ورد فيها: (وأما نحن أيتها السيدة الفاضلة فقد حملنا السلاح في سبيل حرية الوطن العزيز ورجاله في مهاجرهم أثرنها حرباً فلتقر وتهدأ أعين سيدات الشرق، فلقد وضعنا الأيدي على مقابض السيوف وأقسمنا اليمين .... سنفترش الغبراء ونلتحف السماء ونصبر على الأذى ونحتمل العذاب على أعواد المشانق حتى نظفر أو نُعذر...... لقد انقضت على هذه الثورة سنتان قدمت فيها فلسطين قوافل من طلاب الحرية. ... وأما أنت أيتها السيدة وأما أنتن يا أخوات خولة والخنساء فإننا نطمئنكن على مصير فلسطين، فستعود سيرتها الأولى وتظفر البلاد بحريتها ومجدها واستقلالها الخاص).
في جلسة تمهيدية، انتخب المؤتمر مكتباً له من السيدات والآنسات: هدى الشعراوي رئيسة، عادلة بيهم الجزائري، إفلين جبران بسترس، صبيحة الهاشمي، وحيدة حسين الخالدي، زليخة الشهابي، نفيسة محمد علي علوية، أمينة فؤاد سلطان، وكيلات للرئيسة.
افتتح المؤتمر جلساته بـ:
1 – نشيد فلسطين للأستاذ محمود أبو الوفا، أنشدته طالبات من الاتحاد النسائي المصري.
2 – الخطاب الافتتاحي للسيدة رئيسة المؤتمر.
3 – الوقوف مدة دقيقتين تمجيداً لذكرى شهداء فلسطين.
4 – تلاوة برقيات التأييد والاعتذار عن الحضور.
5 – خُطب السيدات والآنسات: طرب عوني عبد الهادي، فلسطين – بهيرة نبيه العظمة، سورية – نجلاء كفوري، لبنان – وحيدة حسين الخالدي، فلسطين – إفلين بسترس، لبنان – صبيحة ياسين الهاشمي، العراق – عقيلة شكري ديب، فلسطين – حرم الدكتور عثمان لبيب "إيرانية متزوجة مصري"- زليخة الشهابي، فلسطين – إيفا حبيب المصري، مصر – نازك العابد، سورية- سعاد الحسين، فلسطين - رفيعة الحطيب، العراق- ملك حمدي حلاوة، فلسطين - حنيفة علوي، مصر- ماري وزير، العراق- نبيهة ناصر، فلسطين- ريا القاسم، فلسطين- منيرة ثابت، مصر.
6 – انتخاب لجنة الاقتراحات.
7 – كلمة الختام لرئيسة المؤتمر هدى الشعراوي.
وقد حضر عدد كبير من عقيلات الوزراء والوزراء السابقين ورؤساء الوفود العربية في المؤتمر العالمي الذي صادف انعقاده في الزمن نفسه في القاهرة.
ومما ورد في كلمات بعض المؤتمرات، تحدثت السيدة طرب عبد الهادي باسهاب عن المأساة التي يعاني منها شعب فلسطين من حرب إبادة وإجلاء عن الديار، وأردفت قائلة: لاشك إن مصيبة فلسطين لعظيمة، لقد سمعنا عن أمم تهضم الأكثرية فيها حقوق الأقلية، ولكننا لم نسمع إلا في فلسطين أن الأقلية تهضم حقوق الأكثرية، إني لأعجب من فهم معنى الحقوق المشروعة فهي تدعي حماية الأقليات في العالم ثم تعمل في فلسطين على هضم حقوق الأكثرية العربية لمصلحة الأقلية الضئيلة اليهودية التي كانت لا تتجاوز السبعة في المائة من مجموع السكان في بداية الاحتلال البريطاني).
أما السيدة بهيرة نبيه العظمة فقد اتسم خطابها بالعلمية والجدية، إذ تحدثت عن موقع فلسطين الجغرافي والتاريخي، كما تكلمت عن بطولات شعب فلسطين ضد الاستعمار الإنكليزي والعذابات التي يعانيها، وتكلمت عن نضاله من أجل منع هجرة اليهود إلى بلاده، والإنكليز يردون عليه بكل أنواع المؤامرات بينما تضرب طائراتهم القرى والأحياء الآمنة فتصطاد الأطفال والنساء والشيوخ. وإن على هذا المؤتمر والسيدات العربيات الكريمات يشهدنه واجباً خطيراً إزاء هذه المأساة الدامية وهو رفع صوت الاستنكار الشديد بالظلم الصارخ الذي يحل في فلسطين والسياسة الهوجاء التي تثيرها مطامع الاستعمار والصهيونية الغاشمة، ويمكن أن نفصل هذا الواجب فيما يلي:
1 ) فلسطين بلاد عربية فيجب أن يؤيد المؤتمر عروبتها.
2 ) المطامع الصهيونية في فلسطين تناقض كل معنى من معاني الحق والمنطق فيجب أن يطالب المؤتمر بسد الأبواب دونها وإيقافها عند حدها
3 ) الهجرة اليهودية إلى فلسطين كادت تغير صبغتها وتهدد كيان الشعب العربي فيها، فيجب أن يطالب المؤتمر بوقفها وقفاً تاماً.
4 ) على المؤتمر أن يطالب بإنهاء الانتداب على فلسطين.
5 ) لفلسطين الحق الطبيعي والشرعي في الحرية والاستقلال، فيجب أن يؤيد المؤتمر هذا الحق ويطالب به.
6 ) في فلسطين مأساة دامية، يجب على المؤتمر استصراخ ذوي الضمائر الحيية لوقفها.
7 ) فلسطين صغيرة الرقعة، قليلة السكان، ضعيفة القوة، يجب أن يناشد المؤتمر العالمين العربي والإسلامي بشد أزرها في محنتها وكربها.
8 ) الحكومة البريطانية تقوم بأفظع أدوار التدمير والإبادة، يجب أن يعلن المؤتمر العداء لهذه الحكومة وهي تصر على أعمالها الفظيعة، يجب علينا مقاطعة الإنكليز في كل شيء.
9 ) اليهود يبدون نحو فلسطين كل مظاهر الطمع، فيجب أن يعلن المؤتمر العداء والمقاطعة للشعب اليهودي في كل أرض العرب والإسلام.
10 ) في فلسطين آلاف من المشردين، فيجب على المؤتمر أن يدعو إلى مساعدة أهلها بالمال الذي يمكن أن يخفف البلاء والويلات.
ومما قالته السيدة نجلاء كفوري: إن اليهود على ما في أيديهم من وسائل، ليسوا خصماً يعتد به في مجال الصراع بين الأقوام، وما كان لهم من خطر يُخشى...... وما كانت لتقوم لهم قائمة على أرض عربية لولا بريطانيا العظمى وجيوشها وسلاحها من ورائهم، إن خصمنا إذن هو بريطانيا العظمى والمسألة بيننا وبينها مسألة مصلحة لها تريد أن تؤمنها بقوتها ولو أفنت شعباً بكامله........ إن الناس عندما يسمعون بمؤتمر نسائي يُعقد لبحث مأساة شعب فلسطين لا يتصورون إلا مجموعة من النساء يندبن ويبكين بالدمع السخي، ولكن لأول مرة نريد أن لا يحقق هذا الظن فينا، لقد بكى العرب مرة واحدة على أطلال الحمراء، ولكن لن يبكوا مرة ثانية على أنقاض فلسطين، إن في فلسطين مبكى واحداً هو لليهود، ولن يكون فيها مبكى آخر.
وقالت صبيحة ياسين الهاشمي: ما من صحيفة من صحف الاستعمار إلا وتبدأ حديثها عن نساء يهوديات وما يبذلن من مساعدات لبني جلدتهم، ومن هنا تنبع قيمة مؤتمرنا هذا وهو الأول من نوعه وعلينا أن نعطي للعالم أجمع أروع المثل بتضامننا كنساء عربيات.
وبدأت إيفا حبيب المصري كلمتها بالترحيب باسم الدولة المضيفة مصر وباسم الاتحاد النسائي المصري بالحضور الكريم، ثم تحدثت عن دور المرأة في ميدان الجهاد والتضحية من أجل الوطن، وعن عرب فلسطين وحقهم في أرضهم، فهم أصحاب البلاد وسكانها منذ قرون طويلة، وهم أصحاب الحق القائم والراسخ.
وتقدمت منيرة ثابت بكلمتها، باقتراحات هامة منها: اعتبار وعد بلفور باطلاً من أساسه بطلاناً قانونياً والرد عليه بإعلان استقلال فلسطين كدولة عربية مستقلة ذات حكومة نيابية تحمي وحدها بيت المقدس، ثم دعت إلى أن يشكل المؤتمر وفداً من المؤتمرات والمؤتمرين بالذهاب إلى لندن لمناقشة الحكومة البريطانية، خاصة مع السيد تشمبرلن الذي يدعي أنه حمامة سلام.
سمي اليوم الثالث من المؤتمر بيوم فلسطين لجمع التبرعات، كما أصدر الاتحاد العام النسائي طابعاَ تمنه قرشاً، وتوزعت المؤتمرات بأسواق وأحياء القاهرة لبيعه ولجمع التبرعات لشعب فلسطين. وأعدَّ المؤتمر، أيضاً، ميداليتين، الأولى من تصميم الفنان المقدسي أنظونيوس ، تمثل الرابطتين العربية والدينية في القدس، والثانية من تصميم الفنان المصري إبراهيم سيد كامل، وتمثل الرابطة بين القطرين الشقيقتين مصر وفلسطين.
وناقشت عضوات المؤتمر في اليوم الأخير الاقتراحات التي أعدتها لجنة الاقتراحات وتلتها العضوة إيفا حبيب، وكانت أهم قرارات المؤتمر:
1 – إن القضية الفلسطينية قد خلقتها دول أوروبا، فيجب أن تتحمل هي وحدها مسؤوليتها وإن على دول الحلفاء التي كانت سباً في نكبة فلسطين أن تسوي المشكلة على قاعدة العدل والإنصاف.
2 – يناشد المؤتمر النسائي أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء البلاد العربية والإسلامية التدخل لحل القضية الفلسطينية بالحق والعدل والسعي لوضع حد لسياسة الظلم والبطش التي يسلكها الإنكليز في فلسطين.
3 - الاتصال بالهيئات والجمعيات النسائية في العالم وبالأخص تلك التي تشتغل بخدمة السلام وإبلاغها قرارات المؤتمر وبسط القضية الفلسطينية وحقوق العرب في بلادهم بسطاً وافياً وحثها على الانتصار لقضية الحق في فلسطين.
4 – يؤيد المؤتمر النسائي مطالب العرب في فلسطين، وهي:
-إلغاء الانتداب على فلسطين وتحل محله معاهدة تعقد بين سكان فلسطين والحكومة البريطانية، وتنشأ بموجبها في فلسطين دولة دستورية ذات سيادة.
-اعتبار وعد بلفور باطلاً من أساسه ولا قيمة له.
-إيقاف الهجرة إلى فلسطين إيقافاً تاماً وفوراً.
-منع انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود والأجانب.
-رفض تقسيم فلسطين رفضاً باتاً واعتبار فلسطين وحدة تامة لا تتجزأ.
5 – يقرر المؤتمر أن كفاح العرب في فلسطين هو دفاع عن وجودهم وعن مستقبل الأمة العربية، لذلك فهو جهاد مشروع تسوغه جميع الشرائع ومن واجب كل عربي وعربية إسداء المساعدة إليهم بجميع أشكالها.
6 - يقرر المؤتمر تشجيع البضائع والمتاجر الوطنية العربية والاستغناء عن غيرها على قدر الإمكان.
7 – يقرر المؤتمر أن تتألف في البلاد العربية لجان من السيدات للدفاع عن فلسطين من المندوبات في المؤتمر ومن ينضم إليهن.
8 – يقرر المؤتمر أن تحال إلى لجنة سيدات مصر المركزية مهمة الدفاع عن فلسطين، ودراسة وتنفيذ الاقتراحات التالية بالاتصال مع لجان الأقطار العربية الأخرى:
-إنشاء مكتب دعاية رئيسي للقضية الفلسطينية العربية في القاهرة له فروع ومكاتب استعلامات في المدن العربية الأخرى.
-تخصيص أيام لفلسطين تجمع فيها الإعانات وتبذل الجهود انتصاراً لقضية فلسطين.
9 – يبعث المؤتمر بتحيات الإكبار والإعجاب إلى مجاهدي فلسطين الأبطال وأحرارها المعتقلين والمبعدين ولجنتها العربية العليا.
10 – المطالبة بتجريد اليهود من السلاح أسوة بالعرب.
وأرسل المؤتمر برقيات إلى سيدات الهند لاشتراكهن في الدفاع عن حقوق المرأة والقضية الفلسطينية، وإلى رئيس وزراء بريطانيا وإلى عصبة الأمم المتحدة ورؤساء الدول الأوربية ورئيس الولايات المتحدة، وإلى قداسة البابا ورئيس أساقفة كنتربري وسائر رؤساء الأديان في أوروبا وأمريكا لنصرة قضية شعب فلسطين وشجب سياسة البطش والتنكيل التي تمارسها بريطانيا على عرب فلسطين.
وانتهى المؤتمر بإلقاء كلمات من بعض المشاركات لشكر الاتحاد العام النسائي المصري، ومنها كلمة السيدة ساذج نصار من فلسطين، ومما قالته: (يخطئ من يعتقد أن قضية فلسطين هي قضية فلسطين فقط، وأن الخطر الصهيوني يهدد عرب فلسطين من دون سائر البلدان العربية والشرقية.....).
وانتهى المؤتمر بكلمة للسيدة هدى الشعراوي، ومما قالته فيها: إن هذا المؤتمر ألف بين قلوبنا وأصبحت تربط بينها صلاة مقدسة،..... وسنعمل على البر بالعهد الذي تعاهدنا عليه والعمل على إنقاذ فلسطين العزيزة..
وأبرق المؤتمر إلى أصحاب الجلالة ملوك الشرق العربي البرقية التالية: (قرر مؤتمر النساء الشرقي المنعقد في القاهرة والممثل لسيدات البلاد العربية مناشدة جلالتكم التدخل لحل القضية الفلسطينية بالحق والعدل والسعي لوضع حدٍّ لسياسة الظلم والبطش التي يسلكها الإنكليز في فلسطين. لقد آن الأوان للبلاد المقدسة أن تحقن فيها الدماء وأن يسودها السلام والأمم العربية تعقد على جلالتكم الآمال في إنقاذ فلسطين).
وملاك القول يبين أن المرأة العربية في لقائها بهذا المؤتمر برهنت على أنها قادرة على المساهمة في صنع تاريخ أمتها والدفاع عن قضاياها، ولقد كتبت جريدة التايمز في 18/10/1938 لمراسلها في القاهرة مقالاً ومما ورد فيه: (من أهم المزايا التي امتاز بها المؤتمر النسائي مبلغ ما وصلت إليه المرأة الشرقية من التحرر الاجتماعي والذكاء السياسي ..... فإننا إذا استثنينا سبع عضوات من المسيحيات العربيات، لا نجد بين المندوبات من جاءت وبرفقتها أحد من أعضاء أسرتها الذكور لرعايتها وفوق ذلك فإن من بين مندوبات فلسطين ثلاث من نابلس التي يضرب بها المثل في الحرص الشديد على التعصب الإسلامي، وليس بين المندوبات سيدة واحدة مقنعة).