كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حروب أمريكا غير قانونية ومصبوغة بخداع دولي

السويداء- معين حمد العماطوري- فينكس

أثبت الواقع أن الحروب الأمريكية التي شنتها في المنطقة العربية، حملت حججاً واهية، وكاذبة، وأصبغتها بصبغة دولية في مجلس، بغية تحميل المجتمع الدولي أخطائها ومجازرها بحق الانسانية عبر التاريخ، وقدمت أعذارا لم تحمل من المنطق الأخلاقي والانساني شيئاً، حتى استطاعت التمرد على القانون الدولي العالمي.
 حين نتحدث عن تاريخ أمريكيا ومجازرها الانسانية وحروبها خدمة للصهيونية التي افتعلتها لغايات ومصالح ذاتية، مخترقة جميع الأعراف الدولية والقوانين العالمية، فإنها تبرهن عن وحشيتها وسيطرتها على العالم دون الاكتراث لرأي أي من حلفائها، بحيث برهنت ذلك بعد التدمير الذي ألحق بالعراق وشعبه ومقدراته وسرقة ثرواته النفطية من قبل أعوانها، وشنت حرباً كاذبة في أسبابها ومسبباتها، واستمرت برعونتها على العالم بما يخدم مصالحها الاستعمارية الامبريالية، دون الاكتفاء بالعراق فحسب، بل أخذت تعد العدة بما يسمى الربيع العربي، واستطاعت تدمير دول العربية مثل ليبيا والسودان ومصر وسورية...الخ.
وبات يقيناً أن الغزو الأمريكي للعراق غير قانوني على الإطلاق، ويعتبر انتهاكاً صريحاً وواضحاً للقانون الدولي، وهو عبارة عن البوابة العابرة للمنطقة العربية، والدليل رفض العديد من حلفاء الولايات المتحدة المشاركة معها مثل ألمانيا وفرنسا في حربها على العراق.
ولعل السؤال الأهم: ما النتائج التي توصلت بزعمها انها المدافعة عن حقوق الانسان والحريات الانسانية ونشر الديمقراطية؟.
من خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باستخدام أنبوب اختبار زعم أنه يحتوي على أسلحة دمار شامل، وكانت ذريعته أمام مجلس الأمن مجرد عرض مسرحي استعراضي، ووهم وتلفيق كاذب، وبدهاء امريكي معهود استطاع اختراق الأعراف الدولية الانسانية وميثاق هيئة الامم المتحدة، ورغم اعتراض مجلس الأمن على شن الحرب، فقد تجاوزت امريكا الشرعية الدولية وقامت بغزو العراق، غير مبالية بالأعراف السياسية والقوانين الدولية.
والنتيجة:
إصرار الولايات المتحدة الامريكية على غزو العراق وتنفيذ مخططات الصهيوامريكية، التي من أهمها القضاء على العراق دولة وشعباً ونظاماً واقتصاداً، ونهب ثرواته الباطنية من النفط وغيره من القطاعات الاقتصادية بطرق ملتوية.
والأهم أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن قط إثبات قيام العراق بإعداد أسلحة تدمير شامل، أو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وتجاهلت جميع التقارير الدولية من هيئة الطاقة الذرية وهيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي جاءت الى العراق، وقدمت أدلتها القطعية بعدم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل... ولكنها أصرت وقامت بغزو العراق ظلما وعدوانا وضربت بالقانون الدولي عرض الحائط.
صناعة الارهاب ونشره:
مارست في غزوها للعراق جميع أنواع المخالفات القانونية الإرهابية بحق الانسانية والشعوب، وأوجدت مناخا خصبا لنشر الاقتتال الداخلي بين الطوائف، وألبسته لبوس الإرهاب.
وأسست مجموعات وعصابات ارهابية استخدمتها في التمهيد لغزواتها الارهابية الكبرى، بحيث بدأ الواقع يشهد الصراعات العرقية والدينية في العراق، وحرباً أهلية، ونتيجة لذلك عانى مئات الآلاف من السكان، بما في ذلك الأطفال الاحتياجات الانسانية من مأوى ومأكل وأدوية وغيرها، بعد أن دمرت الحرب البنى التحتية لملايين السكان وهجرتهم من أماكنهم، الأمر الذي اضطر العديد من العائلات لترك منازلهم متحولين إلى لاجئين في الدول المجاورة العربية منها والأجنبية، وكان المسيحيون الأكثر تضرراً، حيث زرعت بين صفوفهم أفكاراً ورؤى ارهابية جعلتهم يهاجرون كنائسهم وبيوتهم طالبين الأمن والأمان، وبالتالي انخفضت أعدادهم بشكل كبير في العراق، كما فعلت ذلك في سوريا، والدول العربية التي غزتها سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وبعد سنوات من الغزو الأمريكي غير القانوني للعراق، أصبح من الواضح أن الهدف الرئيسي كان:
أولا: انتشار الفوضى الخلاقة في العراق والمنطقة العربية.
ثانيا: دمار البنية التحتية للعراق الذي عد رابع قوة عسكرية واقتصادية ضاربة في العالم، وذلك خدمة للصهيونية ومخططاتها الامبريالية.
ثالثا: تقسيم العراق الى دويلات وكنتونات عرقية ومذهبية واثنية.
رابعا: الإطاحة بالرئيس المستقل وتشكيل حكومة مسيطر عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، من أجل الوصول إلى حقول النفط والثروات العراقية واضعاف دور العراق في المنطقة.
خامسا: نتيجة للإجراءات الأمريكية الاستعمارية، انزلق المجتمع العراقي إلى أزمة أهلية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
استراتيجيتها الاستعمارية:
لم تدخل امريكا عبر تاريخها بلدا، إلا وتركت قواعدها التخريبية في المنطقة، فهي قادرة على اختلاق الذرائع الوهمية، لتنفيذ مآربها ومخططاتها الاستعمارية واستغلال ثروات الشعوب ونهبها. والجدير بالذكر أن الغزو الأمريكي للعراق ومن ثم سوريا، سبب خللا بنيويا في ميزان القوى في الشرق الأوسط، وانتشرت صناعة الارهاب عبر مجموعات ارهابية، أوجدتها وقامت بتدريبها، لإضعاف المنطقة، والسيطرة على مقدراتها، كما يحدث في سورية اليوم بنهب النفط السوري وتجويع الشعب من خلال العقوبات الاقتصادية الجائرة والحصار الاقتصادي، كما عملت وتعمل على خلق المناخ الارهابي من خلال صناعة قوى ارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الارهابية التي من شانها تنفيذ مخططاتها وبث الفوضى والتفرقة والدمار، في دول متنوعة، ولهذا عملت خلال غزوها للعراق على تأسيس وظهور داعش كمكون ارهابي بعد ادعاء قضائها على تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن، وهي تقوم بتنشيط تلك المجموعات الارهابية كلما اقتضت الحاجة لاستخدامه في اضعاف من يقف في وجه مخططاتها الاستعمارية التدميرية.