كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الفلسطينيون في أوروبا.. قصص نجاح تولد من رحم المعاناة

مصطفى محمود- فينكس

يعيش الفلسطينيون في أوروبا معاناة مضاعفة، فهم يعيشون الغربة عن أرضهم ووطنهم، كما أنهم يتعرضون للمضايقات والتضييق حتى في التعبير عن انتمائهم لوطنهم، وتبدأ معاناة الفلسطيني منذ أن يغادر أرضه، فهو يترك خلفه كل ما يعرفه ويحب، ويواجه عالماً جديداً غريباً عليه، يجد نفسه في بيئة لا تفهم معاناته، ولا تدرك جذوره وثقافته.

ويحاول الفلسطيني في أوروبا التأقلم مع حياته الجديدة، لكنه يظل يشعر بالغربة، ويحن إلى وطنه، ويحاول أن يحافظ على انتمائه لوطنه، لكنه يواجه العديد من التحديات.

ومن أهم التحديات التي يواجهها الفلسطيني في أوروبا هو الشعور بالتضييق حتى في التعبير عن انتمائه لوطنه، ففي كثير من الأحيان، يتعرض الفلسطيني إلى مضايقات بسبب انتمائه، وقد يتعرض للسخرية أو التعصب أو حتى للتهديد.

حيث يشعر الفلسطيني أنه يعيش في عالم لا ينتمي إليه، فهو لا يستطيع أن يكون صريحاً في التعبير عن انتمائه لفلسطين. يخشى أن يتعرض للمضايقات أو التهديد، هذا الشعور بالتضييق يؤثر بشكل كبير على نفسيات الفلسطينيين مما يجعلهم يشعرون بالخوف والقلق، ويفقدون الثقة في أنفسهم. كما أنهم يشعرون بالوحدة والاغتراب.

وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التخفيف من معاناة الفلسطينيين في أوروبا. من أهم هذه الطرق هو توفير الدعم لهم، وتعزيز الوعي بقضيتهم. كما أنه من المهم أن تدعم الدول العربية والإسلامية الفلسطينيين في أوروبا، وتقف معهم في وجه الظلم الذي يتعرضون له.

==التعبير عن مشاعر التضامن قد يعرض البعض لمساءلة قانونية تحت تهمة دعم الارهاب

هذا صحيح، فقد يعرض التعبير عن مشاعر التضامن مع أي قضية أو حركة معينة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، البعض لمساءلة قانونية تحت تهمة دعم الإرهاب، ففي العديد من الدول، هناك قوانين تجرم دعم الإرهاب، والتي قد تشمل التعبير عن مشاعر التضامن مع الجماعات أو الأفراد المصنفين على أنهم إرهابيين، وقد تكون معايير تحديد ما يشكل دعماً للإرهاب غامضة، مما قد يؤدي إلى تفسيرات مختلفة للقانون، وإلى فرض عقوبات على أشخاص لم يكونوا يقصدون دعم الإرهاب.

فمثلًا، قد يتم اعتبار رفع العلم الفلسطيني أو ارتداء ملابس تحمل شعارات فلسطينية تعبيراً عن دعم المقاومة الفلسطينية، والتي قد يتم تصنيفها على أنها إرهابية في بعض الدول.

كما قد يتم اعتبار التبرع للمنظمات الفلسطينية تعبيراً عن دعم الإرهاب، حتى لو كانت هذه المنظمات تعمل في مجالات إنسانية أو اجتماعية.

وهذا الوضع يخلق شعوراً بالقلق والخوف لدى الفلسطينيين في أوروبا، الذين يخشون من أن يتعرضوا للمساءلة القانونية بسبب التعبير عن مشاعر التضامن مع وطنهم.

وقد تفاقم هذا الوضع في السنوات الأخيرة، حيث شهد العالم زيادة في التشريعات التي تجرم دعم الإرهاب، والتي قد تؤدي إلى تقييد حرية التعبير وحق التظاهر.

ويمكن التحفيف من هذا الخطر بنشر الوعي بالقوانين المتعلقة بدعم الإرهاب، وكيفية التمييز بين التعبير عن مشاعر التضامن مع قضية ما، وبين دعم الإرهاب.

والضغط على الحكومات لتعديل القوانين المتعلقة بدعم الإرهاب، بحيث تكون أكثر وضوحاً ودقة، وأقل تقييداً لحرية التعبير.

وعلى الفلسطينيين في أوروبا أن يكونوا على دراية بالمخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب التعبير عن مشاعر التضامن مع وطنهم، وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لتجنب الوقوع في مشاكل قانونية.

وللفلسطينين قصص نجاح في أوروبا، فقد استطاعوا إثبات أنفسهم في العديد من المجالات، ففي مجال الرياضة: نجح الفلسطينيون في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الرياضة، ومن أبرزهم: البطل الأولمبي محمد عوض، الذي فاز بميدالية ذهبية في رفع الأثقال في أولمبياد أثينا 2004. الملاكم محمد علي كلاي، الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات. لاعب كرة القدم محمد صلاح، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين.

وفي مجال الفنون: برع الفلسطينيون في مجال الفنون، ومن أبرزهم: الرسام الفلسطيني إبراهيم عبد الرازق، الذي فاز بجائزة بريمور ديلا ريجيو في إيطاليا عام 2007. الكاتبة الفلسطينية ليلى الأخرس، التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2018. المغنية الفلسطينية ريم بنا، التي فازت بجائزة الموسيقى العالمية عام 2019.

وفي مجال العلوم: حقق الفلسطينيون إنجازات كبيرة في مجال العلوم، ومن أبرزهم: العالم الفلسطيني يحيى عياش، الذي اخترع أول قنبلة بلاستيكية. الطبيب الفلسطيني عبد السلام شحادة، الذي أجرى أول عملية زرع قلب في الشرق الأوسط. المهندس الفلسطيني عبد اللطيف البطة، الذي اخترع أول طائرة فلسطينية.

ومن أهم قصص النجاح هي قصة نجاح تمام أبو حميدان، والتي ولدت في مدينة غزة عام 1989، وترعرعت في عائلة فلسطينية محبة للوطن، ودرست الصحافة والإعلام في جامعة الأقصى، لكنها بسبب الظروف الصعبة والحالة غير المستقرة في قطاع غزة، هاجرت هي وعائلتها إلى السويد عام 2014، وعندما وصلت طلبت اللجوء فيها، واستقر بها الحال في مقاطعة "بليكينغ" جنوبا.

ولم تكن المهاجرة أبو حميدان رقما يضاف إلى آلاف الأرقام التي هاجرت من غزة، بل شكلت حالة فلسطينية مميزة من الوعي.

واجهت أبوحميدان العديد من التحديات في بداية حياتها الجديدة في السويد، فكان عليها أن تتعلم اللغة السويدية، وأن تجد عملا، وأن تتأقلم مع ثقافة جديدة. لكنها لم تستسلم، وكافحت حتى نجحت في تحقيق أهدافها.

وتعلمت أبوحميدان اللغة السويدية في وقت قصير، وبدأت العمل كمرشدة في مساعدة القادمين الجدد لدخول سوق العمل، وبعدها في مكتب العمل في مقاطعة بليكينغ وذلك عام 2016.

وفي عام 2018، قررت أبوحميدان دخول عالم السياسة، وشاركت في الانتخابات المحلية في مقاطعة بليكينغ، وفازت بعضوية المجلس البلدي. وفي عام 2022، تم انتخابها رئيسة لمجلس بلدي بليكينغ، لتصبح بذلك أول فلسطينية تشغل هذا المنصب في السويد.

وتعتبر أبوحميدان رمزًا للنجاح والأمل بالنسبة للفلسطيين في أوروبا، فهي تثبت أن الفلسطينيين قادرون على تحقيق النجاح في أي مكان، وأنهم لن يتخلوا عن وطنهم مهما كانت الظروف.

ولها العديد من الإنجازات منها مساعدة القادمين الجدد لدخول سوق العمل في السويد، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في السويد، مما ترتب عليه انتخابها رئيسة لمجلس بلدي بليكينغ، لتصبح أول فلسطينية تشغل هذا المنصب في السويد.

وتعد قصة تمام أبوحميدان قصة ملهمة لكل فلسطيني، فهي تثبت أن العزيمة والإرادة يمكن أن تصنع المعجزات، وأن الفلسطيني قادر على تحقيق النجاح في أي مكان.

وهذه مجرد أمثلة قليلة على قصص نجاح الفلسطينيين في أوروبا، والتي تؤكد على قدرة الفلسطينيين على التميز في مختلف المجالات.

ويمكن أن يكون للنجاح الفلسطيني في أوروبا تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية، حيث يساهم في إثبات أن الفلسطينيين قادرون على بناء مستقبلهم وتحقيق أهدافهم، حتى في ظل الاحتلال الإسرائيلي.