كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي- ح2

مروان حبش- فينكس:

تعقيب على التقرير
لقد أثار أعضاء المجلس المركزي الانتقالي مواضيع هامة وقضايا مبدئية تناقشوا من حولها ساعات طويلة في جو من الإيجابية ومن التفهم لواقع الحزب ولضرورات العمل في هذه المرحلة الانتقالية.
ومن المسائل التي نوقشت: مركزية العمل الحزبي في المجالين القومي والقطري – أسلوب العمل وطريق النضال الشعبي- أخلاقية العمل السياسي- الديمقراطية في الحزب والانتخابات والتمثيل الانتخابي في مجالس الحزب- القيادات الحزبية وأسلوب العمل الجماعي- التفرغ للعمل الحزبي وللنضال السياسي والتطوع والتوظف في القيادات والمكاتب.
ودار نقاش حول نظرية البعث، بين نظرة الحزب المبدئية المنفتحة وبين التمسك بضرورة الفلسفة النظرية الشاملة للحزب.
وبعد اختتام هذه البحوث والمناقشات أحالت اللجنة لمكتب الثقافة والإعداد الحزبي كافة الأوراق التي سجلت بها هذه المناقشات، ليخرج منها بدروس لتوجيه الأعضاء وإعدادهم للعمل الحزبي المنظم الواعي.
وقد أقر المؤتمرون في ختام مناقشاتهم مبدأ هذ1ه الدراسة التي قدمتها اللجنة التحضيرية في تقريرها، كما قرروا اعتبارها أسلوباً يجب أن يتبعه الحزب دائماً في النقد والنقد الذاتي.
القرارات التي أقرها مجلس الحزب الانتقالي
المنعقد ما بين 9/7/1957 و 12/7/1957
1- بعد الاستماع إلى تلاوة الدراسة التي قدمتها اللجنة التحضيرية المؤتمر عن وضع الحزب ومناقشتها من قلا أعضاء المؤتمر ودور اللجنة التحضيرية، يقرر المؤتمر تبني هذه الدراسة على أن يعود أعضاء اللجنة إلى إيضاحها وتنسيقها على ضوء ما ورد من ملاحظات في مناقشات أعضاء المؤتمر، وأن تعتبر أساساً لمقررات عملية للمرحلة الانتقالية ولوضع النظام الداخلي، وأن ترسل كدراسة انتقالية وتوجيهات عامة إلى مؤسسات الحزب العامة، على أن تعرض قبل ذلك على هيئة مجلس القيادة المنبثق عن هذا المؤتمر لإقرارها.
2- بما أن الحزب وحدة مبدئية متماسكة تصدر جميع أعماله عن وحدة في التوجيه والتنفيذ، ولا يجوز أن تعمل أية مؤسسة حزبية على أساس الارتباط الوثيق بجميع أجهزة بالحزب. فلا يسمح بأي تصرف شخصي أو اجتهاد فردي في رسم سياسة الحزب وتقرير أعماله إلا ضمن حدود النظام الداخلي، ويفصل كل حزبي لا يؤمن بمبادئ الحزب الأساسية ووحدته.
3- لما كان الحزب يقوم على فكرة الأمة العربية الواحدة والتنظيم الثوري الموحد في جميع البلاد العربية وتصدر جميع أعماله ووجهات نظره وسياسته عن إرادة واحدة، فإن الحزب يعتمد على المركزية في التوجيه ويرسم على أساسها خططه السياسية ويوجه بموجبها منظمات الحزب وقياداته في جميع الأقطار والفروع.
4- يعتمد الحزب في تحقيق أهدافه الثورية على وضع خطط مرحلية تقوم على دراسة واقعية لقضية الشعب العربي، وتستهدف العمل الحزبي المنظم الذي يوجه الأحداث الجزئية ومظاهر النضال الشعبي في طريق الشعارات المبدئية. ولا يجوز أن يعالج الحزب أية مشكلة قومية إلا على ضوء شعاراته ومبادئه كما أن الحزب ملزم بوضع خطوات واقعية ممكنة لتحقيق شعاراته.
5- تستند ديمقراطية الحزب إلى وحدة الاتجاه والخطة بين أعضاء الحزب وأجهزته وقيادته وتحقق هذه الوحدة بمشاركة جميع الأعضاء والمؤسسات في رسم سياسة الحزب وإقرار خططه ومواقفه وذلك عن طريق المناقشة الحرة ضمن المؤسسات التمثيلية، والنقد الإيجابي بين أجهزة الحزب وأعضائه، ويقر الحزب مبدأ النقد الذاتي وفق النظام الداخلي.
6- كل عمل حزبي يجب أن يصدر عن خطة واضحة تدرس فيها غاية هذا العمل، ومقدار ارتباطه بمبادئ الحزب وأهدافه، وتحدد الأجهزة الحزبية المطالبة بتنفيذه. والمؤسسات القيادية في الحزب مسؤولة عن أن تفسر للحزب وللشعب كل كمل حزبي تقره حسب أهميته وخطورته. وذلك بالبيانات المكتوبة والتصريحات الرسمية والنشرات الداخلية، ولا يقر أي عمل حزبي في أجهزة الحزب إن لم يكن صادراً عن مؤسسة مسؤولة مرتبطة بالقيادة.
7- تقر سياسة الحزب وتوضع خططه من قبل هيئة جماعية مسؤولة في الحزب ضمن صلاحياتها المقررة في النظام الداخلي.ويشترك أعضاء هذه الهيئة جميعاً في مناقشة الخطة ودراستها ويوافقون عليها بالتصويت، وعند الموافقة عليها تصبح ممثلة لإرادة الحزب ولا يجوز انتقادها أو مناقشتها بعد إقرارها.ويبدأ تنفيذها بأوامر حزبية مطلقة، ولا يقبل أي انتقاد من قبل الأعضاء المكلفين بتنفيذها، ويحق للأعضاء والأجهزة الحزبية بعد التنفيذ أن توجه الانتقادات بشكل ملاحظات خطية تناقش فيها الخطة المنفذة بحرية تامة إلى المرجع القيادي المسؤول، ويلزم الأعضاء بتبني مبررات المرجع القيادي.
8- دستور الحزب ونظامه الداخلي والقرارات التي تتخذها مجالس الحزب في مؤتمراتها هي المرجع الوحيد لإقرار أعمال الحزب ووضع خططه وتحقيق الانضباط الداخلي فيه.ولا يجوز أن يتخذ أي قرار انضباطي في الحزب إلا وفق النظام الداخلي. وتقدر مكانة الأعضاء الحزبية بمقدار تمسكهم بالانضباط الحزبي.
9- خطة الحزب في المرحلة الانتقالية هي تحقيق التماسك الداخلي في الحزب والعمل على دعم روح الانضباط والنظام فيه وتصفية الحزب من العناصر غير الجديرة بشرف عضويته والعمل على الاتصال بالجماهير الشعبية ونشر شعارات الحزب بينها، والإشراف على تنظيمها ضمن هيئاتها المختلفة وإعدادها للمرحلة النضالية التي تمر بها الأمة العربية.
خلاصة
من كل ما تقدم يمكن أن نستخلص الأمور الآتية:
1- إن القيادة الثلاثية، التي كانت بعد سقوط الديكتاتورية العسكرية، السلطة الوحيدة في الحزب لا تزال بعد عامين ونصف هي السلطة الوحيدة فيه.
2- إن عدم تعاون أفراد هذه القيادة في المرحلة الأولى والثانية من حياة الحزب الداخلية قد أوقع الحزب في أزمة داخلية عنيفة هددت وحدته بالزوال.
3- إن مجلس الحزب الذي قام أثناء أزمة عدم تعاون القيادة لم يكن على مستوى المهمة المطلوبة وهي أن يكون مصدراً حقيقياً للسلطة في الحزب.
4- إن قيادة الحزب قد انصرفت انصرافاً تاماً تقريباً إلى معالجة المسائل السياسية ولم تحاول بصورة جدية إقامة كيان حزبي صحيح يعطي للسلطة التي تمارسها صفتها الشرعية، الأمر الذي جعلها عملياً تنفرد في تقرير مصير الحزب.
انتخاب القيادة القطرية
في الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء 9/7 / 1957 انعقد المجلس الانتقالي لحزب البعث العربي الاشتراكي في القطر السوري، المنتخب من قبل المكتب السياسي للقيادة القومية، بدعوة من الأمين القطري الدكتور مدحة البيطار وقد تابع جلساته حتى غاية يوم الجمعة في 12 / 7 / 1957 فناقش تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن الوضع الداخلي للحزب وأقر الخطوط المبدئية العامة للتنظيم الداخلي ثم ناقش مشروع النظام الداخلي المقدم من اللجنة التحضيرية وأقره بصيغته النهائية، كما أقر الخطوات الانتقالية اللازمة لتطبيق النظام الجديد.
وقد حضر الأستاذ ميشيل عفلق والأستاذ أكرم الحوراني عضوا القيادة القومية الجلسات الختامية للمؤتمر، وانتخب المجلس أعضاء القيادة القطرية الجديدة، وهم ثمانية أعضاء إضافة إلى الأمين القطري:
جمال الأتاسي- عبد الكريم زهور- علي عدي- عبد الهادي عباس- منصور الأطرش- أدهم مصطفى- فوزي عيون السود- جورج صدقني
الأمين القطري
مدحة البيطار