كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

روسيا- أوكرانيا.. هل هناك ترتيب قريب لهدنة؟

دنيا عبد القادر- فينكس

لا تنوي روسيا على إنهاء حربها في أوكرانيا وعقد هدنة إلا بعدما تحقق أهدافها وتؤمن مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية أيضاً، وبعد أن تطمئن من عدم انضمام أوكرانيا أو غيرها من دول الجوار إلى حلف (ناتو) وجعل كييف منطقة محايدة منزوعة السلاح. وفي هذه الأثناء يمكن القول إن الهدنة تعد حلاً منطقياً ومرغوباً فيه سواء من الجانب الغربي والأمريكي من جهة أو من الجانب الروسي وحلفائه من جهة أخرى، لكن الهدنة تعتبر فقط مسألة وقت؛ فكلا الجانبين ينتظر أن يرى من الذي ستُستنزف قوته أولاً حتى عندما يأتي موعد تلك الهدنة يكون معروفاً أي من الطرفين سيتنازل أكثر للطرف الآخر.

من سيبدأ الهدنة أولاً؟

من الواضح حتى الآن أن تلك الهدنة ستبدأ من جانب الغرب أولاً، فعلى الرغم من محاولات الغرب المستمرة في دعم أوكرانيا وفرض عقوبات لم يسبق لها مثيل على روسيا إلّا أنه من الواضح أن روسيا لا تلتفت لكل ذلك، لذا فهي ليست الجانب الذي سيجلس أولاً على طاولة المفاوضات، والدليل على ذلك ما قاله مستشار الرئيس الروسي «فاليري فادييف»، (الخميس) 2 حزيران 2022، إن «الحرب في أوكرانيا لن تنتهي حتى تتحقق الأهداف التي وضعها الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في إقليم دونباس»، باعتباره أهم هدف استراتيجي لروسيا.

وفي وقت سابق كذلك، قال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» إن خطط الولايات المتحدة لبيع طائرات مسيرة لكييف لاستخدامها في ساحة المعركة ضد روسيا لن تغير معايير ما تسميه موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا. لذا فكل ما سبق يدل على أن روسيا لن تكون المبادرة بالهدنة، ولكنها في الوقت نفسه لن ترفض أي دعوات للهدنة، كما أن الغرب سيسعى إلى الهدنة بعد أن يكتشف فشله في طي ذراع روسيا؛ وبشكل عام هناك أهداف تتعلق بكلا الجانبين بشأن الهدنة، يمكن توضيحها ما يلي:

أهداف قبول روسيا للهدنة

1. خشية إلحاق الأذى بحلفائها

منذ أن بدأت الحرب في أوكرانيا، لجأ الغرب إلى سلاح اقتصادي يدر عائداً مادياً مهماً على موسكو؛ أملًا في أن ينجح ذلك في كف الأيادي الروسية عن كييف، وتمثل ذلك في سلاح العقوبات التدريجية التي فُرضت على روسيا ورئيسها والموالين له فضلاً عن شركات ومصارف هامة، إلى أن امتدت العقوبات لتشمل محاولة التوصل لاتفاق، يوم (الاثنين)، الموافق 30 نيسان/أبريل، يهدف لخفض الواردات من النفط الروسي بنسبة 90%، بحلول نهاية العام الجاري، لكن قابلت روسيا تلك العقوبات، بتأكيد الكرملين، (الأربعاء 1 حزيران 2022)، أنه على أوروبا تحمّل العواقب السلبية للحظر المفروض على النفط الروسي، لأنّها ستعيد توزيعه على الأسواق الأخرى.

إذ ترتبط روسيا بعلاقات جيدة وإيجابية مع الدول الخليجية وعدد من الدول العربية منها، مصر والجزائر وسوريا، فضلاً عن تعزيز علاقاتها في عدد كبير من الدول الإفريقية، ومنذ الحرب توطدت تلك العلاقات ولكن على الرغم من قوة هذه العلاقات إلّا أن لا أحد ينكر أن الحرب في أوكرانيا أثرت وما زالت تؤثر على هؤلاء الحلفاء، لا سيما في ظل أزمة القمح العالمية وارتفاع الأسعار المتزايد والتضخم، وهو الأمر الذي سيدفع روسيا لقبول الهدنة خشية إلحاق الأذى بحلفائها أو خسارة علاقتها معهم خاصة وأنها تبحث فيهم عن أسواق جديدة لها بدلاً من القارة الأوروبية.

2. تجنب اندلاع ثورة داخلية

يوجه الكرملين الإعلام الروسي الرسمي لتبرير الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه اندلع لحماية البلاد وكرد فعل على هجوم كان محتملاً شنه على موسكو من قبل أعداء البلاد، لكن في ظل الحالة الاقتصادية التي تعانيها روسيا، لن تفلح تلك التبريرات دائماً في تهدئة غضب الروس في الداخل، لا سيما وإن استطاعت القارة الأوروبية في إيجاد بدائل سريعة للطاقة والاستغناء الكلي عن خدمات روسيا. لذا قد يوافق «بوتين» على قبول الهدنة كنوع من المسكنات المؤقتة لتهدئة الوضع في الداخل وتخفيف آلام المجتمع الروسي، ومن ثم نجنب اندلاع ثورة غضب داخلية من شأنها أن تطيح بنظام القيصر الروسي.

أهداف الغرب والولايات المتحدة من الهدنة

1. تجنب غزو روسيا لدول أخرى

في الوقت الذي تعتقد فيه الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن يمكن ردع روسيا بالعقوبات الاقتصادية؛ كشف تقرير لموقع «ذا ديلي بيست» الأمريكي عن توقعه بأن روسيا تفكر في غزو دول جديدة، «لتحطيم الغرب كهدف نهائي»، واستدل التقرير على ذلك وفق ما عُرض في البرنامج التلفزيوني الحكومي الروسي «60 دقيقة»، ناقش خطوات التصعيد الروسي المتوقعة خلال الفترة القادمة، قبل أن تكشف تصريحاته عما تضمره القيادة الروسية تجاه دول أوروبية أخرى.

إذ قالت مقدمة البرنامج «أولغا سكابيفا» أنه ربما حان الوقت للاعتراف بأن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ربما وصلت إلى نهايتها، «بمعنى أن حرباً حقيقية قد بدأت». وتابعت قولها «نحن مجبرون على إجراء نزع السلاح ليس فقط لأوكرانيا، ولكن لتحالف الناتو بأكمله».

من جانبه، أكد عضو الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية «فلاديمير أفاتكوف»، أحد ضيوف البرنامج، أنه «في الواقع، نحن بحاجة إلى تذكر كلمات فلاديمير بوتين، الذي قال إن أي شخص يحاول التدخل في العملية العسكرية الخاصة سيدفع ثمنًا باهظاً».

وقال عضو البرلمان الروسي «أوليغ ماتفيتشيف» أنه إذا بدأت بولندا أي تدخل، فإن حدودها الحالية ستكون بلا قيمة.

ورداً على سؤال حول احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي «سيرغي ريابكوف»، قوله في وقت سابق إن أي استمرار لشحنات الأسلحة، وهي في زيادة، ترفع خطورة مثل هذا الأمر، حسب وكالة «رويترز».

وفي سياق ذلك، كان قد أمر «بوتين» وزير الدفاع «سيرغي شويغو»، في مطلع آذار/مارس الماضي، اقتراح عمليات إعادة انتشار عسكري على الحدود الغربية لروسيا؛ رداً على تلك التي قام بها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا الشرقية.

وفي منتصف أيار/مايو الماضي، قال نائب رئيس مجلس الدوما الروسي «أوليغ موروزوف»، إن بولندا تحتل المرتبة الأولى في قائمة الانتظار لاجتثاث النازية منها بعد أوكرانيا.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال الزعيم الشيشاني «رمضان قديروف»، حليف «بوتين»، إنه مستعد لمهاجمة بولندا، داعياً الدول الأوروبية لاستعادة أسلحتهم، التي أرسلوها إلى أوكرانيا.

كل تلك التصريحات السابقة أرادت منها روسيا -عبر إعلامها- إيصال إنذار أخير للدول الأوروبية وواشنطن يحذر من ازدياد الوضع سوءاً ما لم تحاول الدول الأوروبية وواشنطن الكف عن دعم كييف وعقد مفاوضات واضحة ومحددة؛ منعًا من امتداد الحرب الأوكرانية إلى سائر دول القارة العجوز، ومن ثم الانجراف نحو حرب عالمية شاملة.

لذا يتعين على قادة الحلف النظر إلى خطر رد الفعل المبالغ فيه من جانب روسيا، في حالة استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا من جهة واستمرار أيضاً ترحيب الناتو لانضمام السويد وفنلندا من جهة أخرى، فقد بدأت روسيا ثلاث حروب بسبب احتمال توسع الناتو، حيث غزت جورجيا عام 2008 وشبه جزيرة القرم في عام 2014 قبل الحرب الحالية. وعلى الرغم من أنه من الواضح أن روسيا غير قادرة على شن حملة عسكرية كبيرة أخرى الآن، إلا أنه لا يمكن استبعاد قيام «بوتين» بشيء غير عقلاني؛ رداً على أي توسع للناتو من شأنه أن يجعل الحلف على بعد 200 ميل من موسكو.

2. فتح الموانئ وتجنب أزمة سلاسل التوريد

ستساعد الهدنة بالتأكيد في التوصل إلى اتفاق بشأن فتح الموانئ ومن ثم تصدير الغلل الغذائية وتصدير الحبوب؛ تجنباً لتعطل سلاسل التوريد؛ خاصة بعد ما حدث عند إغلاق مدينة «شنغهاي» الصينية وإعلان الهند عن وقف تصدير الحبوب بسبب الجفاف.

3. تجنب ارتفاع الأسعار المتزايد

فقد حذرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، من أن قرارات الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن النفط والمنتجات النفطية الروسية بشكل تدريجي، وكذلك حظر التأمين على السفن التجارية الروسية، سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من ارتفاعات الأسعار وزعزعة استقرار أسواق الطاقة واضطراب سلاسل التوريد، ومن ثم لن يكن في مصلحة أحد زيادة تلك الأسعار وما سيصاحبها من زيادات في معدلات التضخم والبطالة.

خاصة في ظل مساهمة روسيا وأوكرانيا بقرابة ثلث إمدادات القمح العالمية في حين أن روسيا دولة رئيسية مصدرة للأسمدة، وأوكرانيا دولة رئيسية مصدرة للذرة وزيت دوار الشمس.

4. تفرغ الولايات المتحدة لمواجهة الوحش الصيني

تريد الولايات المتحدة أن تتفرغ لمهدد أكبر وأخطر من حربها مع روسيا ألا وهو الوحش الصيني، هذا العملاق الاقتصادي، الذي أصبح لا غنى عنه، لذا يخدم انضمام السويد وفنلندا هذا الهدف الأمريكي بل سيزيد من العبء على واشنطن للدفاع عنهما في حال تعرضهما لأي هجمات مستقبلية محتملة ومن ثم سيشغلانها عن معركتها ضد بكين.

5. تجنب التصعيد في البحر الأسود

يعتبر البحر الأسود، الذي تطل عليه 6 دول من بينها تركيا وأوكرانيا وروسيا، شرياناً رئيساً لحركة السلع عند مفترق طرق أوروبا وآسيا، إذ يمثل أهمية بالغة للعديد من البلدان الأخرى وراء حدود الدول المطلة، بسبب تجارة الطاقة والصلب والمنتجات الزراعية، وتوفر هذه المنطقة، التي تُعرف بأنها إحدى سلال الخبز في العالم، عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب والزيوت النباتية سنويًا من موانئها، ويُصدر النفط الخام من 3 موانئ نفطية رئيسة، على طول الساحل الشرقي للبحر الأسود في روسيا وجورجيا، لذا فهو أحد الأسباب الذي دفعت وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» للتشديد على التزام بلاده بتطبيق بنود اتفاقية «مونترو» الخاصة بعبور السفن الحربية من المضائق التركية أثناء الحروب، مؤكداً أنه لا ينبغي بأي حال أن يتحوّل البحر الأسود إلى منطقة منافسة استراتيجية، وإلّا فقد تكون لذلك تداعيات خطيرة للغاية. ومن هنا حاولت تركيا لعقد مفاوضات بين موسكو وكييف لأسباب من بينها تجنب التصعيد في تلك المنطقة، في ظل مطالبة الغرب بإنهاء الحصار المفروض على موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود حتى تتمكن البلاد من البدء في تصدير القمح مرة أخرى.

بوادر الهدنة وتسوية الحرب

1. مكالمة الـ 80 دقيقة

أظهرت مكالمة، يوم 28 أيار/مايو 2022، اليت أجراها «بوتين»، محادثة هاتفية مع المستشار الألماني «أولاف شولتس» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، والتي استغرقت 80 دقيقة، بوادر أمل لعقد هدنة و انفراجة قريبة، إذ أبدى «بوتين» استعداد موسكو لاستئناف المفاوضات بشأن حل النزاع، الذي تم تجميده بسبب كييف، كما أبلغ زعيمي فرنسا وألمانيا بأن روسيا مستعدة لمناقشة سبل تمكين أوكرانيا من استئناف شحن الحبوب من موانئ البحر الأسود. مشيراً إلى استعداد روسيا للمساعدة في إيجاد البدائل لتصدير الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وأخبرهما أيضاً بأن روسيا مستعدة لزيادة صادراتها من الأسمدة والمنتجات الزراعية إذا تم رفع العقوبات المفروضة عليها.

2. زيارات «لافروف» وبيان المجلس الختامي

مثّلت زيارات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، إلى دول الخليج، والتي بدأها بزيارة المنامة، أحد الطرق الروسية للالتفاف حول العقوبات المفروضة على موسكو من جهة وأيضاً محاولة من قبل الدول الخليجية للتوسط في هدنة بين روسيا وأوكرانيا، إذ شهدت تلك الزيارات تقديم مقترحات تسهم في إنهاء الحرب بأوكرانيا، خاصة في ظل ما تتمتع به روسيا ودول الخليج من علاقات جيدة، ولا سيما بين موسكو والسعودية والإمارات.

وكانت قد أعربت دول الخليج، (الأربعاء 1 حزيران 2022)، في البيان الختامي لاجتماع دول المجلس على مستوى وزراء الخارجية، موقفها الموحد من ملف الأزمة الأوكرانية وروسيا وذلك، والذي تمثل في دعم المجلس لجهود الوساطة لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ووقف إطلاق النار، وحل الأزمة سياسياً، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاع من خلال المفاوضات.

3. لقاء «بوتين» والاتحاد الإفريقي

بدعوة من «بوتين» توجه الرئيس السنغالي، وهو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي «ماكي سال» ومعه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي «موسى فكي محمد»، (الخميس 2 حزيران)، إلى روسيا للقاء «بوتين»، في سوتشي، اليوم (الجمعة 3 حزيران 2022)، وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا، وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها على الدول الإفريقية خصوصاً، وتتمتع السنغال بعلاقة جيدة مع روسيا.

وتعتبر تهدئة الحرب أمراً هاماً بالنسبة إلى القارة الإفريقية، خاصة في ظل امتداد تأثيرات الحرب إلى عدد كبير من دول القارة، التي تعتمد على الحبوب والزيوت الروسية والأوكرانية، إذ طلب الرئيس السنغالي، أول من أمس الأول (الثلاثاء 31 أيار 2022)، من قادة أوروبا، القيام بكل شيء للإفراج عن مخزون الحبوب المتوافر في أوكرانيا، لكنه عالق بسبب العملية العسكرية الروسية التي فرضت حصاراً في البحر الأسود وتحظر الوصول إلى مرفأ أوديسا، الذي تمر به حوالي 80% من صادرات أوكرانيا.

4. تردد «بايدن» يعطي أملاً

على الرغم من تخصيص الإدارة الأمريكية برئاسة «جو بايدن»، منذ أيام، ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إلّا أن واشنطن تخشى الانجرار هي وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي إلى صراع مباشر مع موسكو، وهو الأمر الذي يفسر ما كتبه «بايدن» في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والذي قال فيه «سنزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوراً وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا»، لكنه عاد وأكد أن بلاده لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ يمكنها ضرب العمق الروسي، وهو الأمر الذي يعني أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ربما يهدف إلى الضغط على روسيا من أجل توقف الحرب في أوكرانيا وليس الانغماس في حرب الكل ضد الكل.

5. «زيلينسكي» يعترف

كان يوم (الخميس 2 حزيران 2022)، بمثابة اعتراف مؤلم للرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» إذ أكد أن روسيا أصبحت تحتل حاليًا نحو 20% من أراضي بلاده، وجاء هذا في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية من السيطرة الكاملة على إقليم لوغانسك (شرقي أوكرانيا)، متهمًا جميع التشكيلات العسكرية الروسية الجاهزة للقتال بتورطها في هذا العدوان، مضيفاً أن الخطوط الأمامية للمعركة تمتد عبر أكثر من 1,000 كيلو متراً.

وما زاد تلك التصريحات ألمًا بالنسبة إلى «زيلينسكي» كشفه عن عن مقتل ما بين 60 و100 جندي من الجيش الأوكراني يومياً في الحرب الدائرة منذ 99 يوماً، في حين يصاب نحو 500 آخرين بجروح، واصفاً الأمر بالوضع الصعب جداً.

يمكن القول بعد كل ما سبق: هو أن الحرب في أوكرانيا بمثابة حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة ولكن في ساحة خارج حدودهما. فكلا الجانبين يتجنبان المواجهة المباشرة ولكن مع دخول الحرب في شهرها الرابع تزداد معاناة العالم بأسره، وهو الأمر الذي يدفع عدد من الدول مثل تركيا وألمانيا وفرنسا فضلاً عن دول خليجية وإفريقية للدعوة إلى عقد مفاوضات بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» من أجل التوصل لهدنة تفضي إلى وقف إطلاق النار.