كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون

المشرف على الدراسة د. عبد الله حنا- فينكس:

حديث شيّق وشامل لنجار بيتون عن دير الزور وريفها
مُجري اللقاء الدارس في المعهد النقابي بدمشق أحمد طالب
المتحدث: محسن خلوف الطلب الناصر من مواليد 1933 في دير الزور، ومهنته معلم نجار بيطون ومنتسب إلى نقابة عمال البناء والأخشاب. جرى أخذ الحديث بمكتب النقابة مساءً يوم السبت الواقع في 15/4/1989
كتب الدارس نقلا عن المتحدث:
جدي كان يسكن في أرك – هي قرية قريبة من تدمر. وما يقارب من قبل مئة عام أتى إلى دير الزور. سابقا كان يعيش على الزراعة وتربية الأغنام في قريته، وبسبب الجفاف نزل إلى دير الزور واشتغل حجاراً، وكان يحمل الحجارة على الجحيش والبغال. سمعت عن جدي أنه كان يعمل قطاعا للطرق أحيانا، وكان يغزو القرى القريبة التي كانت تعادي قريتهم. هذا العمل كان خارج عن نطاق عمله الأساسي. وأيضا سمعت عنه أنه كان يحصل على الغنائم هو وجماعته من الغزوات ويوزعونها على الفقراء والمساكين المحتاجين. وأسمع عنه أنه كان رجلا بكل معنى الكلمة. فكان ذا شيمة ورجولة وأنا لا أبالغ بهذا الكلام، فإذا أردتم أن تسالوا عنه فاسألوا.
وكانوا أيضا يعملون بالأرض ويفلحونها على الأبقار والبغال والحمير لأنه لا يوجد معدات وأدوات هندسية لعدم تطور الحياة بهذاك الوقت. وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي كانت الأقوال المتداولة بينهم: (العشا بعشا والغدا بغدا)
أما من الناحية الاجتماعية فكانت الحالة سيئة للغاية بسبب كثرة الأولاد وأحيانا يتراوحون أكثر من خمسة عشرة نفرا (أي ولدا) من الزوج والزوجة ومن رجل واحد وامرأة واحدة. كانوا جميعا ينامون بغرفة واحدة، حتى الدواب تنام معهم بنفس الحوش أو بالياخور، مما ينتج عن ذلك تدهور الحالة الصحية وكثرة الوفيات لعدم اهتمامهم بالأمور الصحية، لأنهم كانوا يعيشون على السليقة.
(بعد الحديث عن الجد وجّه الدارس السؤال):
نعود ونتابع الحديث عن مهنتك التالية: كما قلت لك أنني أعمل معلم نجار بيتون الآن، أما سابقا فكنت عاملا عاديا أشتغل حجّارا، وعملت أكثر شيء بمقلع الإسفلت "بالبشري" (أي جبل البشري إلى الجنوب الغربي من دير الزور) لما كان عمري 15 سنة. وكنّا هناك نحفر الزفت بالقزمة لمّا تكون درجة الحرارة عالية جدا، وفي الشتاء نحفر الزفت بالمسامير المسطحة. وكما نستعمل العدد والأدوات التالية:
القزمة والبسمار والمهدّة. وبالنسبة للتعبئة: المذاري والمخماشة، ونحصل عليها من الحداد يصنعها لنا صنعا محليا على النار، والتبريد بماء السقاية، وبعدها تطور عمل الاسفلت، والمواد الأولية له كانت البارود وهي صنع محلي، وأيضا كان المفر صنع محلي لكي نفر به اللغم.
كيفية معالجة هذه المواد الأولية وتحويلها إلى مواد مصنعة: نصنع البارود من المواد التالية: فحم خشبي + كبريت + فوسفات + ملح الفوسفات. وكان دورنا أن نصنع البارود محليا عند الحداد العربي وكل هذه الشغلات صنع يدوي على النار. وأيضا نصنع الجرن الذي ندق به البارود بعد تنقيعه بالماء لكي ينخرج ويصبح بارود، ونستعمله للألغام عن طريق المفر اليدوي. وكُنّا وقتها نأخذه و نبيعه للمتعهد بالقنطار، أي 200 كغ، ويحمل على الجمال وأيضا على سيارة تعمل على زرد وتُحَمّل ثلاثة طن. وبعض الأحيان عندما لا توجد سيارة، نُحمّل على جمل يحمل قنطارا، أي عدلين، عدل على اليمين وعدل على اليسار.
والأجور، كان العمره 15 سنة له نصف زلمة أي نصف حصة.
{الزلمة الرجل المكتمل البنية. ومن عمره 15 سنة يعتبر نصف زلمة ويتقاضى نصف الأجر}
وساعات العمل كانت ليلا ونهارا، بالليل نجهز البارود وبالنهار نشتغل. وأجورنا كانت على الإنتاج الذي ننتجه، وكل قنطار ننتجه أجرته ليرتين سوري، والليرة السورية كان إلها فعل وقول. والعُطَل كانت عندما ينتهي العمل.
ومن جهة تسويق الإنتاج حسب طلب الدولة وبواسطة رئيس الورشة، وكانت الورشة مؤلفة من 20 زلمة وكان رئيسها حمد محمد الناصر وتقسم الأرباح حسب الأعمار، الزغير يأخذ نص زلمة والكبير يأخذ حصة زلمة. نحن كنا عمالا منتجين نعمل بخبز بطنا.
أما بالنسبة للحي بالحارة كانوا كلهم عائلة واحدة. أصلا بزمان أول، كُنّا إذا لقينا الباب مفتوحا لأي واحد من الجيران نسكر الباب وندير وجهنا للوراء لأنه نسوان الحارة كانوا كلهم مثل خواتنا، والعلاقات بين بعضنا كانت عائلية. نسهر عالباب للساعة اثنين أو ثلاثة وجه الصبح، وأكثر السهرات كنّا نقضيها بالبيوت بالدواوين. كنت أذهب مع والدي على بعض الدواوين ويوجد بها القهوة المرة والأراكيل وكل واحد منّا يجلب معه أركيلة، أما التنباك والفحم فكان على حساب صاحب الديوان.
بذاك الوقت كنت أسمع عن الغزوات بالبادية. فالبدو سابقا كانوا يغزون العْنِزة، والعنزة يغزون الفدعان، وينهبون جمالهم وحلالهم وخرفانهم وحتى البيوت ويعتبرونها غنائم لهم وهذه المشاكل تجري عدة مرات بالجزيرة والشامية على زمان فرنسا. وكان الغزاية (ناس تغزي ناس). وأيضا قبيلة شمر الخرصة كانوا يغزون العكيدات وينهبون حلالهم والعكس أيضا، بس بِيْهِمْ شغلة زينة كانوا يحترمون العرض.)
{هذه صفة حميدة تُسجّل للبدو بعدم الإعتداء على أعراض النساء المغزوات. وخلال جولاتي الميدانية تواتر خبر عدم إعتداء البدو على من يغزهم. وبعكس ذلك كان المحاربون ممن يحملون التراث العثماني المملوكي، الذين كان أول ما يشغل بالهم بعد قتل الرجال ونهب البيوت الإعتداء على النساء، وهي جزء من "إيديولوجية السبايا" الراسخة الأقدام في تاريخ الغنائم. – المشرف}
أما من الناحية الثقافية: كان الأولاد يروحون إلى الخوجة (المُلّا) لتعلّم القرآن، ولم يكن في تلك الأيام لا شهادات ولا غيرها وأكثر شي كانوا يعلّمون الحروف الأبجدية.
وبالنسبة للسابقين كانوا يعلمون أولادهم (العصاية يعني واحد – والخمسة كعكة – والخمستين كعكتين – حرف اللام باكور) طبعا هذا الكلام كنت أسمعه من جدي.
وروى لي والدي على لسان جدي أن أحد الأعمام راح إلى الخوجة ليتعلم، فقال له الملا: قول ألف قال له أعرف، فقال له: قول باء فقال له أعرف، فقال له جيم فقال له اعرف. وكل ما يقول له قول يقول له أعرف، فرد عليه الخوجة: يا جحش ابن الجحش إذا تعرف عليش جي تتعلم، قوم انقلع.
***
أما من جهة والدي فكان يعمل حجّار، فهي مهنة جدي وجد جدي ووالدي ومهنتي، وأتمنى أن تكون مهنة أولادي. أي كان يعمل من الساعة الخامسة صباحا وحتى المساء، كان يقوم بحمل الأحجار بواسطة الحمير ونقلها إلى أماكن البناء. وعندما اشتغل والدي في مشروع الجسر المعلق بالدير (دير الزور) كان المقلع يبعد عن الجسر حوالي 15 كم عن مكان العمل. وكان والدي يكسر زوج من من الحجر البازلتي لنقلها عن طريق النهر إلى مكان العمل.
أما من ناحية الوضع الاقتصادي فهو أقل من الوسط، بس كنا مبسوطين ومكيفين. وكان لوالدي أربعة أولاد بما فيهم أنا. وبالنسبة لي درست إلى المرحلة الابتدائية وكنت أكبر واحد سنا في العائلة. أما الأصغر مني سنا فقد تخرج من كلية الحقوق والذي يليه وصل إلى مرحلة الابتدائي فقط والذي يليه عسكري برتبة عقيد حاليا.
أما الكتب التي يقرؤونها هي كتب فتوحات الشام وعنترة بن شداد والزير سالم وأبو زيد الهلالي، وكانت تروى هذه القصص في الدواوين التي تتألف من مجموعة من الحضور ضمن الحي.
أما من جهة أرباح التاجر أو المتعهد فكانت تقريبا نسبة 25 % وكان يوجد خلاف بين المعلم والصانع، لأن الصانع كان يشتغل ليلا نهارا ولا يحصل إلا على قوت بطنه ويأخد ساعات استراحة فقط على الفطور والغداء والعشاء. وكان العامل ينام ساعات قليلة من الليل بسبب التحميل بالسيارة أو على الجمال أو منشان صنع المواد.
ومن جهة أخرى كان الخلاف بين العامل ورب العمل بسبب المشاكل المستمرة حول استثمار أو استغلال جهد أرباب العمل للعمال وسرقة قوت عملهم المعيشي، مما أدى هذا الخلاف إلى منافسة كبيرة وإضراب عن العمل لعدة فترات متلاحقة، وكان هذا الأمر ينعكس حصرا على الطبقة العاملة وعلى لقمة عيشهم لأن رب العمل كان يشكل الطبقة البرجوازية وكنا نسميهم "مصاصي الدماء".
كان الصراع الاجتماعي واضحا من خلال ما ذكرنا وهو استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بحجة الوساطة، أي عندما كان رب العمل يقعد مثل الأفندي ويتَأمّرْ علينا واحد واحد، وما في ساعات محدودة ويسمي هذا العمل عمل إنتاجي ولا يوجد عدالة بين عامل وآخر.
وأذكر حادثة كان شيوخ العشائر (الجبور) في منطقة عجاجة يجيبون عمال بنات لزرع القطن من الضفة الأخرى بالخابور على ظهر سفينة من براميل ويأتي ابن واحد من الشيوخ ويضرب كبل الطرادة أي السفينة بالمسدس وينقطع الكبل وتهوي السفينة على سكر الدواليب وتطمر السفينة بالوحل وماتوا بوقتها خمسة عشر بنية من هذاك الوقت، ويدعون الشيوخ أنه قد انقطع الكبل وذهب ضحيتهم خمسة عشر بنية قضاءً وقدرا حسب ادعائهم.
***
وكنت أيضا أركّب لأحمد بيك الشرباتي، أحد إقطاعيي البلد في دمشق، محركات ديزل في معمل المسامير في الغوطة. وجاء زلمة أحمد الشرباتي على إحدى البنات العاملات اللاتي يجمعن المسامير من الأرض وقتها لأن تذهب معه إلى غرفة المعلم. وقد تصديت له لأنها دخلت عليّ دخالة عرض، واعترفت لي بأن زلمة أحمد الشرباتي كان يريد الافتعال بها.
وأذكر أيضا أن بيت دهموش بدير الزور كانوا يأخذون القروض الزراعية بواسطة اقاربهم المسؤولين في المصرف الزراعي. ويديّنون بالفائدة للفلاح والعامل. وكثير من أمثلة الاضطهاد والعبودية التي كان يعاني منها أهل هذه المنطقة.
وأيضا أذكر بيت هنيدي كانوا يستعملون نفس الأساليب. وبيت عاني وبيت السبع كانوا يعطون العامل والفلاح بالفائدة، وأيضا بيت جمعة اليوسف. وكان البرازية يأتون من مدينة حماة ليضمنون أراضي زراعية لأجل فلاحة القطن ويجلبون الفلاحين بالقوة ويقتلونهم ويشغلونهم ليلا نهارا ولا يعطونهم إلا قوت بطنهم.
العلاقة بين المدينة والريف، كان ابن الريف ينزل من المدينة ويضطهدونه زلم الإقطاعيين والرأسماليين ويسمونه شاوي أي متخلّف، علما أن ابن الريف له عدة خواص منها الكرم والأخلاق والجودة وعفّة النفس والسماح والدفاع عن الشرف والعرض.
أما التنظيمات الحرفية التي عشتها فكانت نقابة عمال مهن البناء، وكنت عضوا بالهيئة العامة. وهذه النقابة تضم أرباب العمل وهم الحرفيين والعمال بنقابة واحدة، بحيث أنه كان العامل ما له اي كلمة لأن الحرفي رب العمل كان هو القائد النقابي بذاك الوقت، وكان العامل لا حول له ولا قوة. و كنت أسمع سابقا عن شيخ الكار لما يصير خلاف بين عامل ورب العمل وكان شيخ الكار هو الذي يحل الخلاف أي يذهبون ليتشارعوا عنده و نوعا ما من الشرع... الذي كان يقتضيه شيخ الكار فهو لا ينحاز لأحد.
لقد انضممت إلى النقابة في عام 1954 لأنني كنت عامل ومن حقي الانضمام إليها أفضل من غيري، وحينذاك تأسست النقابة في عام 1947 وكان اسمها "نقابة البنائين"، وبعدها في عام 1954 صار اسمها "نقابة عمال المهن والبناء". وكانت الإشتراكات أثناءها ربع ليرة سورية والمصاريف كانت خاصة بمكتب النقابة. وكان دور النقابة شبه معدوم، لأنهم كانوا يشكلون طبقة مستغِلة ويعتبرون أنفسهم هم القادة. وكانت أغلبية أعضاء النقابة تقف مع الحزب لأنهم كانوا ينادون بالوحدة العربية ورفع سوية الفلاح والعامل. عدد أعضائها كان من خمسة إلى تسع أعضاء.
كان ارتباطهم بالنقابة أحيانا إيجابي عندما تخدم مصالحهم، وأحيانا سلبي عندما لا تخدم مصالحهم، وقيادة النقابة تألفت من معلمين و أرباب عمل وكانت ثقافتهم محدودة جدا. والأسماء التي أذكرها: علي الحسن، معلم بناء (رئيس النقابة)- وحسن الطه، والاسطة حسين الاسماعيل (معلم ميكانيك) ويوسف المهية (معلم تلييس) وعبدالله الحسن الجاسم (معلم بناء) وتركي الطلاع (معلم بناء) و حسن العيد (معلم ميكانيك). وكانت ثقافتهم محدودة ووضعهم المادي جيد. أما من ناحية عناوينهم فهم معروفين بدير الزور وكلهم متوفين.)
{تضمنت الإستمارة التي درّبت عليه الدارسين بندا بكتابة عناوين من يلتقون بهم وهواتفهم. وكان هدفي أن أتصل بهؤلاء فيما لو تحقق مشروع الكتابة عن الحركتين النقابية والعمالية، ذلك المشروع، الذي أجهضت القيادة النقابية برئاسة عز الدين ناصر، ذي الصلة الوثيقة بالأجهزة الأمنية. المشرف}
أما حسن العيد فهو معلم ميكانيك وهو حي، ويسكن الآن في دير الزور في منطقة حي القصور وتوجد لديه معلومات كافية ووافية عن العمال وعن العمل بذاك الوقت وقبله.
وأعرف ايضا عن النقابات: نقابة عمال النفط – نقابة عمال الحمل والعتالة – نقابة عمال الدولة والبلديات – نقابة النقل البري – نقابة عمال الكيماوية – نقابة عمال الغزل والنسيج – نقابة عمال المحركات الانفجارية التي أحدثت بدلا عنها نقابة عمال السكك الحديدية، ونقابة عمال الأفران.
وأيضا تأسست نقابة عمال صب الاسمنت المسلح في عام 1959، إلا أنها لم يكتب لها النجاح والبقاء حيث أجهضت وهي في المهد، بسبب دور الجهات الأمنية آنذاك في عهد الوحدة، وبسبب إرغام النقابيين لدعوة أجهزة الأمن على حضور اجتماعاتهم، مما أدى إلى فشل هذه النقابة. وكنت أعرف عن اتحاد النقابات في المدينة أنه ضم إليه جميع هذه النقابات، والاتحاد العام أعرف أنه تأسس في عام 1938 وكان دوره يقضي بأنه جاهد لمصلحة العمال قلبا وقالبا.
أما العمل النقابي فقد تركز في المؤسسات الكبيرة أي في قطاعات الدولة مثل شركة نفط النقل الخام وقطاعات الدولة الأخرى لأنه عندما يكون عدد العمال أكثر، فهم لا يجبرون على الانتساب للنقابة.
وأقول إن العمل النقابي تركز على مؤسسة النفط، لأن نقابة النفط هي المشروع الكبير الوحيد في المحافظة، والذي يعمل به أكبر عدد ممكن من العمال واعتقاد العامل بها أنها كانت تدافع عن العمال وعن حقوقهم. والعامل كان في ذاك الوقت مضطهدا ولا يوجد من يدافع عنه غير النقابة لأن أصحاب المؤسسة كانوا أجانب انكليز وتعود جميع امتيازات المؤسسة لصالحهم.
أما بالنسبة للوعي الطبقي داخل النقابة فكان يوجد وعي طبقي، أما درجة الوعي فكانت محدودة والأفكار والمفاهيم غالبا ما كان سائدا فيها الفكر الحرفي.
بالنسبة للأجور كانت حسب النشاطات التي يبذلها العامل، لأن رب العمل كان عنده زلم، وزلمه كانوا يأخذون حصص غيرهم. وكان رب العمل يعطي عيدية ويضحك على العمال ويقول لهم: هاي من جيبي الخاص. وطبعا مو لكل العمال، بس للعمال الواقفين بصفه والذين يدافعون عنه ويعتبرهم زلمه. وكان رب العمل يعمل انشقاق بين العمال عن طريق العرصات تبعه.
أما بالنسبة للمشاعر العائلية والقبلية والطائفية والعشائرية بالعمل النقابي فقد أثرت تأثيرا بالغ الأهمية وللأسف الشديد أنها تؤثر حتى في وقتنا الحاضر.
والانتخابات كانت علنية ويختارون القيادات النقابية بالسر.
بالنسبة للعمل النقابي ايام الانتداب الفرنسي: صحيح كانوا يرهبوننا كأنهم أشباح، وبس صدّقني: إحنا أبطال وجبابرة ومانهاب لا الفرنسيين ولا (الأكبش) منهم.
{الأكبش من الكبش ذكر الغنم المعروف بفحولته. وعندما يقول المتحدث نحن أكبش منهم أي أكثر فحولة وقوة.}
وخَرَيْنا بلحية أبوهم لأننا جميعا نعرف أن الاستعمار مهما حاول من أساليب فهو استعمار. وكنا نتصدى له بكل قوانا لأنه في ذاك الوقت لم يأخذ العمل النقابي حريته، لأن ربعنا الكلاب ولاد الكلب كانوا يفسدون علينا، وهم الذين كانوا يتبرطلون {يرتشون} من العرصات الفرنسيين. بِسْ إحنا بالأخير صرنا نعتبر ربعنا هم العرصات، لأنهم من لحمنا ودمنا (خيو شكون أريد أحشيلك تره فوّرت دمي).
{يبدو واضحا أن نجار البيتون محسن الناصر، كان مضطلاع على كثير من خيوط الحركتين الوطنية والنقابية، وعلى معرفة جيّدة بمدينته دير الزور وأريافها. والملفت للنظر وصفه لعدد من زعماء دير الزور وطريقة سيرهم في ركاب االإنتداب الفرنسي، وبعد وصولهم إلى السلطة المحلية في أعقاب الإستقلال 1946 أصبحوا أكثر تعسفا وضراوة من الاستعمار. استخدم نجار الباطون تعابير ديرية نقلها بأمانة الدارس في المعهد النقابي ومُجري اللقاء أحمد طالب، الذي لا يسعنا إلا شكره ولو بعد عقود من الزمن. أما الكلمات النابية التي تفوّه بها محسن فهي من صميم تعابير أهل دير الزور ولهجتهم، التي كنت استمتع بها أثناء الجولات الميدانية.- المشرف}
من جهة الإقطاعيين كانوا ذيول الفرنسيين وكانوا يمسحون جوخ وبعدها ما تنفسنا إلا بدور الوحدة، الله يرحم هذيك الأيام لأنها أيام عز، وكان في علاقة ترابط قوية بين النضالين الوطني القومي والاجتماعي الطبقي.
أما عن التشريعات، أعرف القانون 279 الصادر عام 1946 والقانون رقم 91 وهو قانون العمل الذي صدر أيام الوحدة مع مصر وقد حظر على النقابات بالعمل السياسي.
أما بالنسبة للنظام فلا أذكر أني قد اطلعت على أي نظام للنقابة، سوى الأعراف التي سبق وذكرتها سابقا. وعلى كل إذا في نسخة من النظام فسأجلبها لك في الإجازة القادمة ولا بد من الحصول عليها.
بالنسبة لعيشتنا والله عايشين أحلى عيشة والحمد الله وشكون ناقصنا مو ناقصنا إلا شغلة واحدة وهي انه لازم نفهم كلنا أنه: يوجد عدو واحد كل العرب تعرفه وهي اسرائيل.
وإلي ملاحظة أريد أقولها: لازم قيادتنا الحكيمة تُكرّم النقابيين القدماء على طول، علشان يشعرونهم أنهم ما زالوا يمارسون عملهم في النقابات والعمل النقابي. وأنا اشكر لفسح هالمجال إلكم لأنه فعلا النقابيين القدماء هم التراث الحقيقي.
{نقلنا كلام المتحدث بعجره وبجره بصدقه ومبالغاته... ناقلين إحدى صور المجتمع.. والله من وراء القصد – المشرف} 
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب