كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص

المشرف على الدراسة د. عبد الله حنا- فينكس:

مُجري اللقاء الدارس في المعهد النقابي بدمشق: غزوان حزام
اسم النقابي وكنيته: عبد الكريم معلوف، مواليد حمص عام 1922 في حي باب السباع، والإقامة الحالية: باب السباع، ومكان أخذ الحديث: في منزل النقابي. المهنة: صب البلاط – النقابة: نقابة عمال البناء
عمل الجد: لم أعرف جدي كما أنني لم اعرف عنه شيئا. أما والدي فقد كان يعمل في النسيج اليدوي وأوضاعنا المالية كانت لابأس (مستورة) وكانت تربيته لي ولإخوتي جيدة جدا. وكان أخوتي يعملون نحاتين أي في نحت الحجارة للبناء، وتعلموا إلى صفوف متدنية أي الثالث والرابع الابتدائي ولم يحصلوا على أي شهادة. كنت أعمل مع والدي بالنسيج اليدوي، لذا فلدي بعض المعلومات عن هذه المهنة.
كان أبناء الحي ممن يعملون في مهنة واحدة ينتخبون شيخ الكار، وكانوا يختارونه ممن يتقنون الصنعة وذوي السيرة الحسنة.
وكان الناس آنذاك ممن حولي يعرفون بأن هناك مهنة النسيج أو مهنة البناء، فمن يرغب بالعمل فعليه إما تعلم مهنة النسيج أو العمل بالفاعل وتَعَلُّم إحدى مهن البناء.
لقد تركت المدرسة من الصف الثالث الابتدائي وكان عمري 13 سنة، وقبل أن أترك المدرسة وبعد تركي لها بفترة قصيرة كنت أساعد والدي في مهنة النسيج، وكان يملك العدة وأدوات العمل التي كان يشغل بها إحدى غرف البيت. وكان رب العمل يقدم لوالدي (الرشق) أي المواد من خيطان ومواد أخرى.
شيخ الكار لعمال النسيج اليدوي كان ينتخب من صناعية النسيج في الحميدية وبستان الديوان وباب السباع كونها أحياء متجاورة، ومعظم صناعية النسيج اليدوي موجودين في هذه الأحياء من حمص. وكانت مطاليب عمال النسيج اليدوي تنحصر آنذاك بزيادة الأجور على القطعة بشكل أساسي، حيث أن ساعات العمل كانت حرة ومتروكة لكل صانع حيث أنهم يتقاضون أجرتهم على القطعة. وكانت المطالبة بزيادة الأجور تمر بالمراحل التالية أو على الشكل التالي:
يقوم العمال بنقل مطاليبهم إلى شيخ الكار ويقوم هذا بدوره بمطالبة رب العمل، وعندما لا يوافق رب العمل على تلبية المطالب، يدعو شيخ الكار العمال إلى الإضراب ويُكَلّف البعض بلم (أي جمع) المطاوي (وهي أداة أساسية يستخدمها النوّالة في عملهم) وذلك بقصد إلزام جميع الصناعية بالإضراب. ونتيجة الإضرابات كانت تُلبى المطالب.
وقد استمر هذا الحال بعمال النسيج حتى عام 1947 على ما أذكر، حيث تشكلت نقابة لعمال النسيج بعد أن صدر قانون رقم 279 في عام 1946.
لم أستمر طويلا بالعمل مع والدي حيث أن والدي ولأسباب تتعلق بضرورة تأمين دخل إضافي لسد مصاريفنا المتزايدة، طلب مني أن أترك العمل بالنسيج وأذهب لتعلم مهنة أخرى وقد اختار لي مهنة صب البلاط آنذاك.
جرى ذلك عام 1936 وكان عمري عندها 14 سنة. وأذكر أيامها أن النضال ضد الاحتلال الفرنسي كان على أشده. وكنت على حداثتي أشارك بالمقاومة مع رفاقي الشباب الصغار، حيث كُنّا نقوم بضرب الفرنسيين، الذين يلاحقون المتظاهرين بحمص، بالحجارة بواسطة المِقلاع التي كنا نصنعه بأيدينا، وكثيرا ما اضطررنا يومها للدخول إلى بيوت لا نعرف أصحابها ونختبئ فيها من الفرنسيين الذين يلاحقونا.
وبدأت العمل في مهنة صب البلاط كعامل صانع عام 1936، وبقيت صانعا خمس سنوات. كان المعلم صاحب العمل مسلم خزام (أبو عارف). وبعد خمس سنوات صرت معلما في مهنة صب البلاط.
قدرتي على القراءة والكتابة لابأس بها، غير أنني لا أحمل شهادات سوى شهادة من المعهد النقابي، حيث التحقت بدورة من 1– 4 ولغاية 9/4/1967 ونجحت بدرجة جيد. وكنت أقرأ الجرائد والمجلات وأذكر منها: النداء اللبنانية، السوري، الفجر، النور، الفيحاء ونضال الشعب، إضافة إلى جريدة الأخبار اللبنانية ومجلة روز اليوسف المصرية.
أما الأحزاب السياسية فكنت أسمع بحزب الكتلة الوطنية، حزب العصبة، الحزب الشيوعي السوري، حزب القوميين السوريين، وفيما بعد حزب البعث.
أما عن هوية هذه الأحزاب فكان المعروف أن الكتلة والعصبة حزبين رأسماليين يرأسهما المتنفذون بالحكم، أما الحزب الشيوعي وحزب البعث فهما حزبان وطنيان تقدميان، أما الحزب القومي السوري فهو حزب برجوازي محافظ وقومي متعصب لسوريا الكبرى.
أعود إلى مهنتي التي تعلمتها في مطلع عمري وهي مهنة صب البلاط الموزاييك، وتركت المدرسة لأن العلم كان لأولاد الأغنياء فقط، وبقيت في هذه المهنة طوال عمري الذي مضى، حيث لم أتعلم غيرها.
أما المواد التي نستعملها في صناعة البلاط فكانت بالدرجة الأولى الاسمنت، وكان يستورد من الخارج بنوعيه الأبيض والأسود مع بعض المواد الأخرى كالصباغ. و هناك مواد كانت تؤمن محليا من البحص بأنواعه، وهذه تصنع وتحول بيد عاملة محلية مع استخدام آلات بدائية، وتعتمد على العنصر البشري أكثر من الآلي. وكانت عملية تصنيع البلاط تحتاج إلى خبرة خاصة في عمليات النقش والتلوين.
أما ساعات العمل فقد كانت قبل عام 1954 تستمر من بزوغ الفجر حتى غياب الشمس، وظروف العمل كانت سيئة جدا والعمل بحد ذاته مرهق للغاية حيث يبقى العامل يحضر وينقل البلاط وينزله بالماء ويخرجه منه طوال النهار وكثيرا ما كان الدم يسيل من أصابع أيدينا المنتفخة من الماء والمغطاة بالدم.
تصريف الإنتاج: كان يتم عن طريق رب العمل ولا علاقة لنا بالأمر لا من قريب أو بعيد. لذلك فإن الأرباح تعود إليه وليس لنا نحن العمال سوى أجورنا المتفق عليها. ولم تكن هناك قوانين تحمي العمال، وكثيرا ما يحصل خلاف بين أرباب العمل الكبار مع الصغار حيث أن الكبار كانوا ظالمين أكثر من الصغار وطمّاعين جدا. إضافة إلى خلافات كانت تنشأ بين العمال وأرباب العمل بسبب قسوة العمل وظروفه وضآلة الأجور، حيث كان العامل الفني أي الصانع الماهر جدا يتقاضى 4 ليرات والعامل العادي ليرتين فقط وذلك خلال الفترة بين 1944–1946.
وفي عام 1947 تأسست نقابة سُميّت نقابة عمال صب البلاط وكنت من مؤسسيها ورقمي 1 فيها، ولا يزال رقمي المتسلسل هذا موجود في سجل النقابة وفي اتحاد عمال حمص. وبعد تأسيس النقابة جرت الانتخابات ونجحت في رئاسة النقابة وكان هناك 32 نقابة بما فيها نقابتنا ومن هذه النقابات: الغزل والنسيج – الكهرباء – النسيج اليدوي – البناء – البلاط – النجارة العربي – نجارة الموبيليا – الخياطة – المطاعم والمقاهي – عمال الدولة والبلديات - شركة الأي بي سي – الفرّانة والخبازة – التلييس والتطيين- الحدادة الافرنجية – المطابع – النسيج الآلي – الحطة والزنار.
تأسس اتحاد عمال حمص وترأسه شفيق الشيخ فتوح من نقابة النسيج الآلي، ولما جرى انتخاب ممثل العمال في لجنة تحديد الأجور بين شفيق الشيخ فتوح وجميل عثمان) (نجح الشيخ فتوح الذي كانت البرجوازية وأرباب العمل يدعمونه. غير أن الأمور لم تبق على حالها، وتطور الوعي بين العمال والنقابات خاصة في الخمسينات، حيث جرى في عام 1956 انتخابات لاتحاد حمص وكان الشيخ فتوح يرأس نقابة عمال النسيج الآلي، وجرى الاتصال بعمال المهنة أمثال وهيب الحراكي وطه المصري وسعيد الشيخ فارس وآخرون من العمال الوطنيين والتقدميين وتم إسقاط شفيق الشيخ فتوح في نقابته في اجتماع الهيئة العامة، وبعدها جرى تعاون بين التقدميين وانتخب عبد الواحد غليون رئيسا للاتحاد وهو من نقابة النفط. وأمام هذا الواقع الجديد قام الشيخ فتوح وبدعم من صبحي الخطيب رئيس الاتحاد العام بإقامة اتحاد جديد في حمص أسموه الاتحاد التقدمي ويضم نقابة الفرانة والتلييس والفواخرجية والنسيج اليدوي وغيرها وكان مجموعهم 7 نقابات من أصل 32 نقابة. وقد شارك الشيخ فتوح في الاتحاد التقدمي آنذاك بالمكتب التنفيذي: عبدالهادي السيد – صبري حصرية – عبد الحسيب فواخرجي وغيرهم لا أذكرهم.
وفي عام 1957 ومنذ بدايته جرى تعاون بين القوى التقدمية، وتم إسقاط صبحي الخطيب من الاتحاد العام وهو الذي كان يدعم الاتحاد التقدمي في حمص ودمشق الذي كان يرأسه طلعت تغلبي. وبذلك تم حلّ الاتحاد التقدمي وعادت النقابات جميعها إلى اتحاد عمال حمص في عام 1957 واستمرت هكذا.
أهم نضالات نقابتنا المطلية: منذ تأسيس نقابتنا كان لي شرف النضال مع رفاقي لإثبات وجودنا كتنظيم نقابي يدافع عن مصالح العمال وكانت مطالبنا آنذاك بشكل رئيسي:
تحديد يوم العمل بثمان ساعات
عطلة اسبوعية مأجورة للعمال
إجازة سنوية مأجورة للعمال
زيادة الأجور
ومارس أرباب العمل الذين تضامنوا ضد نقابتنا الضغط علينا للإقلاع عن مطالبنا، ونظرا لعدم رضوخنا لضغوط أرباب العمل سُرّحت من العمل في عام 1948، أنا ورفاقي ابراهيم شيحة (نائب رئيس النقابة)، حسين شيحة (أمين سر النقابة). ولم يقبل أحد من أرباب العمل بتشغيلنا بعد تسريحنا، مما اضطرّ رفاقي للسفر إلى حلب للعمل هناك، وحلُوا النقابة. فذهبت للعمل مع إخوتي في نحت الحجارة. وفي عهد حسني الزعيم عام 1949 أرسل ورائي رب عمل، واسمه عبد القادر عبد المولى وعملت عنده ستة أشهر، وانتقلت بعدها للعمل عند رب عمل آخر هو جبران شاهين. وعندها قمت بالدعوة لإعادة تشكيل نقابة ونجحت في ذلك، وفي الانتخابات نجحت رئيسا للنقابة. وكان معي في مكتب النقابة بديع البواب وعبدو الناشط وصلاح بلاسم وغيرهم، واستمرينا في مطالبنا ونجحنا عام 1954 في تحديد يوم العمل بثمان ساعات، وفي عام 1956 حققنا يوم العطلة الأسبوعية المأجور، ورشحت إلى لجنة تحديد الأجور كممثل عن العمال، ونجحنا في تحديد الأجور لعمال البلاط ودعينا بقية النقابات للعمل على تحديد الأجور لعمالهم، وقد تم تحديد الأجور لعدد من النقابات آنذاك.
وفي عام 1957 انتُخِبْتُ عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للعمال وكان مركزه دمشق وبقيت فيه عامين وكان المكتب التنفيذي ممن أذكرهم:
مصطفى البوشي رئيسا للنقابة وهو من عمال الكهرباء بدمشق
علي تلجيني أمينا للسر وهو من عمال حلب
حبران حلال عضوا من دمشق – نقابة البناء
حسن صاصيلا من دمشق – نقابة البناء
جوزيف مارديني من دمشق – نقابة النفط
ابراهيم جهماني من حوران
عمر قشاش من حلب – نقابة عمال الطباعة
جميل ثابت من حلب
صلاح زنزول من حماة
عمر السباعي من حمص – عمال النفط
عبدالكريم معلوف من حمص – عمال صب البلاط
والبقية لا أذكرهم حيث كان المكتب التنفيذي مؤلفا من 16 عضوا على ما أذكر.
وأذكر أن رئيس مجلس الوزراء صبري العسلي قد دعانا في ذلك الحين بعد نجاحنا إلى بيته لتناول الشرابات، مباركا لنا بالنجاح.
وفي أيلول 1957 وجهت الدعوة لنا للمشاركة في المؤتمر الرابع لاتحاد العمال العالمي، وكانت أول مرة نشارك فيها في مثل هذه المؤتمرات باسم الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا. والدعوة وجهت لنا عن طريق بعض الدول الصديقة مثل تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديموقراطية وجرى ذلك بعلم من الحكومة السورية آنذاك.
لقد عقد المؤتمر بمدينة لايبزيغ الألمانية الديموقراطية، وقد دعانا اتحاد العمال البلغاري لقضاء ثلاثة ايام في بلغاريا قبل سفرنا إلى لايبزيغ، حيث بقينا 15 يوما في ألمانيا. وبعد المؤتمر قضينا 15 يوما في تشيكوسلوفاكيا بدعوة من اتحاد العمال فيها.
لقد شارك في وفد سوريا إلى المؤتمر الرابع لاتحاد العمال العالمي كل من:
عبدالكريم معلوف
عمر السباعي
جبران حلال
عمر قشاش
ابراهيم بكري بصفة مراقب
حسن البيك بصفة مترجم
ميشيل ابو طارة بصفة مترجم
نجاح الساعاتي ممثلة عن نقابة الصيادلة
وشارك يومها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر
من سوريا: نجاح الساعاتي و عبدالكريم معلوف
من لبنان: فهد زهور
لقد شارك في المؤتمر آنذاك ممثلون عن مئة تنظيم نقابي في العالم ومن مختلف البلدان. والشيء الذي كان مميزا للمؤتمر، هو أن أول قمر صناعي سوفييتي أرسل تحية مباشرة من الفضاء إلى المؤتمر المنعقد في لايبزيغ.
لقد ترأس المؤتمر النقابي الإيطالي ديفتريو، وتولى أمانة السر النقابي الفرنسي لويس سيان. وبعد عودتي من المؤتمر جرت انتخابات المكتب التنفيذي لاتحاد عمال حمص، ونجحت في هذه الانتخابات وبقيت حتى عام 1959.
وفي عام 1959 اعتُقِلْتُ وأودعت السجن لمدة عشرة شهور بسبب نشاطاتي النقابية.)
{ لواقع أن الإعتقال جرى بسبب كونه عضوا في الحزب الشيوعي السوري، حيث قامت المخابرات السلطانية أيام الجمهورية العربية المتحدة بإعتقال الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم وإيداعهم السجون مددا مختلفة دون محاكمة ولا من يحزنون. وكان يُطلق سراخ كل من يعلن تبرّؤه من الحزب الشيوعي وكيل التهم له. والمتحدث معلوف تجنب الحديث عن هذه الواقعة بسبب استمرار سيطرة المباحث السلطانية، التي ظهرت أيام الوحدة بين سورية ومصر واستمرت هي الحاكم الفعلي إلى يومنا هذا المشرف }.
وفي عام 1963 عدت للعمل النقابي وانتخبت مجددا رئيسا لنقابة عمال البلاط، وأصبحت بعد الدمج نقابة عمال البناء والأخشاب، ثم أعيد انتخابي إلى المكتب التنفيذي لاتحاد عمال حمص وعضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام واستمريت رئيسا لنقابة عمال البناء والأخشاب حتى عام 1972.
وفي عام 1971 تم إيفادي إلى معهد برناو بألمانيا الديموقراطية وهو يسمى معهد النقابات العليا وحصلت على شهادة المعهد.
في عام 1972 تركت النقابة والاتحاد،لأتفرغ للعمل في مجلس إدارة الجمعية التعاونية السكنية للحرفيين التي بقيت فيها حتى الآن. وبعد تركي العمل النقابي انتدبني اتحاد عمال حمص لأشرف على إكمال مبنى الاتحاد بحمص حيث كان على الهيكل.
كُرّمت أكثر من مرة من نقابتي واتحاد عمال حمص، وآخرها كان تكريمي في مؤتمر اتحاد عمال حمص .
أهم القضايا المطلبية التي تحققت خلال الفترة ما بين 1947– 1958
تحديد الأجور وتصنيفها
زيادة الأجور باستمرار
تحديد ساعات العمل بثمان ساعات
العطلة الأسبوعية المأجورة
الإجازة السنوية المأجورة لمدة شهر استنادا إلى القانون 279 لعام 1946 وقد أنقصت إلى 14 يوم بموجب القانون 91 لعام 1959
إقامة صندوق تعاوني للعمال للمساعدة الاجتماعية في حالات المرض والمداواة والولادة والزواج والوفاة
متابعة قضايا العمال لدى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل منذ عام 1946 وحلها بمختلف الأساليب الممكنة
مهن البناء بشكل عام
كان الصراع داخل النقابات سياسي وطبقي ووطني، حيث كانت الرجعية تسعى للسيطرة على النقابات بهدف صرفها عن خطها المعادي للاستعمار، وتَمنعُها من الاحتفال بأول ايار، وتحافظ على مصالح أرباب العمل. ولا زلت أذكر أننا كنا نحتفل بأول أيار بشكل غير علني، وشاركت نقابتنا في الاحتفال الذي جرى عام 1954 في مقهى المنظر الجميل، وكان أول احتفال مرخص به من قبل السلطات بناءً على طلب النقابات، كما أذكر التضامن العمالي الكبير بين جميع النقابات مع نقابة عمال النفط في إضرابهم الكبير عام 1956 بعد أن نسفوا خطوط التايبلاين تضامناً مع شعب مصر ضد العدوان الثلاثي.
كان هناك وعي طبقي وكانت الأفكار الاشتراكية هي الغالبة، وكانت تدفع بالنقابات بالاتجاه الوطني المعادي للاستعمار والأحلاف الاستعمارية، وأوردت سابقا أمثلة على ذلك وما الصراع مع شفيق الشيخ فتوح وصبحي الخطيب والاتحاد التقدمي إلا تعبير عن ذلك.
خلال الفترة من عام 1947 وحتى عام 1958 لم يكن هناك في النقابات أي مظهر من مظاهر العشائرية أو العائلية أو القبلية، وإن الصراع كان يجري كما بيّنتُ سابقا بين ما هو وطني وتقدمي وبين من هم أعداء لذلك. والانتخابات كانت تجري بشكل سري وديموقراطي، ولا شك كانت تجري في معظم الأحيان تطبيقات داخل النقابات كما فعل الشيخ فتوح عام 1956، إلا أنه كان يجري في مواجهة ذلك تحالفات وتعاون بين القوى الوطنية والتقدمية.
خلال فترة الوحدة وحتى عام 1963 لم يكن هناك نشاط محسوس أو ملموس للنقابات، حيث ساد جو من الضغط على النقابات ونوع من التعيين لقيادات التنظيمات النقابية.
وأخيرا أرجو أن تكون إجابتي قد وفت بشيء من الغرض المطلوب، وأتوجه بالتحية والشكر إلى المهتمين بالحركة العمالية والنقابية وبتاريخ هذه الحركة. 
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب