كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

صنَاعيِّة ومعلمو حرفة وعمال من إدلب- ح1

المشرف على الدراسة د. عبد الله حنا- فينكس:

صنَاعيِّة ومعلمو حرفة وعمال من إدلب (مجموعة دراسات من إعداد الطالب النشيط عماد الدين نعمة)
الدراسة الأولى لنعمة
مُجري اللقاء الدارس: عماد الدين نعمة.
المتحدث: يحيى دردورة، وعمه الطاعن في السن، في منزلهما بإدلب بتاريخ 7/2/1988.
كتب الدارس:
هناك صناعات ظهرت في إدلب وانقرضت قبل أن يُحْدَث لها نقابات، كصناعة حلج القطن على الدولاب (الحلج اليدوي)، وغزل الشعر والقطن يدوياً، و صناعة المراكيب الحمر (أحذية).
وقد جَلّسْتُ لأتحدث مع يحي دردورة، وعندما لم أجد لديه معلومات عن والده وجده جلست إلى عمه أيضاً (وهو مريض وعاجز وسمعه خفيف) ومن الاثنين أخذت المعلومات التالية:
الجد: سليم دردورة، تولده غير معروف، إلا أن تولده بإدلب. كان عامل بالغاب( ) يقطع القش أيام الموسم وينزله إلى الأسواق ليبيعه. وكانت زوجته وأغلب نساء العائلة تَشُدّ الحصر. وكان يعمل أيضاً شعّاراً (يغزل خيوط شعر). كانت تربيته لأولاده غير قاسية فهو لم يكن متشدداً، وتعلّم أولاده عند شيخ الكُتّاب، حيث لم يكن هناك مدارس في ذلك الوقت. توفي عام 1906 م. وأولاده: محمود، يعمل نفس المصلحة وسنأتي على ذكره؛ وأحمد، عامل بناء عادي بالأجرة سنتحدث إليه أيضاً، ولهما أخ أيضاً عامل عادي بنّاء بالأجرة.
الأب محمود ولد في إدلب. كان يعمل على دولاب حلج القطن (دولاب يحلج القطن المحبوب يُغذى باليد و يُدار بالرجل. طريقة حلج اسطوانية، أي تقص الشعرة من على البذرة قصاً) وكانت هذه المصلحة رائجة حيث كان هناك معلم لديه عدة محالج ويشغّل عنده عدة صُنّاع. والمذكور محمود كان صانعاً، والصانع يأخذ أجرته على الرطل (كل رطل 8 قروش). وأيام الصيف حيث لا يوجد موسم قطن كان يذهب إلى سهل العمق (إلى الشمال الشرقي من الغاب) يقطع القش ويبيعه، وقسم من القش تشده نساء العائلة كزوجته وغيرها. تولده غير معروف، إلا أنه ذهب عام 1904 مع الأتراك (عسكرية مغربية) لمدة سنتين، وبعد رجوعه من المغربية أخذوه للسفربرلك 1914. تزوج عام 1920، واسمه محمود دردورة، تولد إدلب الحي الشمالي.
المتحدث الأول: أحمد دردورة (وهو عم المتحدث يحيى)، تاريخ الولادة 1912، مكان الإقامة الخاصة إدلب الحي الشمالي. مكان أخذ الحديث منزل ابنه هاشم بالحي الشمالي.
وضعه الصحي غير جيد، فهو يمشي بصعوبة، ويسمع بصعوبة، وأثقل عليه المرض. كان يعمل على دولاب الحلاجة عندما كان عمره 15 سنة، حيث كان هنالك عدة أرباب عمل يشترون القطن ويأّمنون الدواليب في الورشة، ونقوم نحن بحلج القطن المحبوب، حيث نمسك القطن باليد وندوّر الدولاب بالرجل.
"المعلمون كان أحدهم من بيت برغل، والثاني من بيت الشوا، وواحد من بيت كراكيش، وواحد من بيت غزال. كنا نأخذ على حلج الرطل برغوتين، ونحلج باليوم 3 أرطال، عدد ساعات العمل على الكيف، حيث أن الأجرة على الرطل. والأرطال الثلاثة تتطلب عمل من أذان الصبح حتى أذان المغرب. كان رب العمل لا يجد من العمال إلا القليل، حيث كان قلة من العمال يعملون بهذه المصلحة. ولم يكن هناك مشاكل حيث كان أرباب العمل يزنون لنا الشغل (القطن المحبوب والمحلوج) بسعر جيد وعادل.
بقيت في هذه المصلحة سنتين تقريباً حتى صار عمري 17 سنة. عملت سكيفاتي (تصليح أحذية مستعملة) بدون أجر حتى تعلمت الصنعة مدة ثلاث سنوات حيث تعلمتها وصرت أعمل بها في القرى. كان عندي خرج،( ) وتنكة ماء، وعُدّة أذهب بها أيام موسم الحصاد وأُسَكّف.
الأجور كانت من برغوت صغير إلى برغوتين كبار، ثم تركت المصلحة في سن العشرين. وعملت في شركة ألمانية عند المعلم أبو شكر. وهذه الشركة كانت مهمتها التنقيب عن البترول في المنطقة، حيث حفروا بئر في الرام الشمالي وبئر في وادي حاج عيسى وبئر شرقي الرام وبئر في قرية دينية وبئر في ميدانكي شمال حلب.
الأجور كانت نصف ليرة باليوم، والعمل من طلوع الشمس حتى غيابها، وعلاقتهم مع رب العمل أبو شكر جيدة، حيث كان تعامله مع العمال جيد، وقد انتهت هذه الشركة قبيل الحرب العالمية الثانية.
أيامها لم نكن نفكر في إيجاد تنظيم نقابي لأن التعامل جيد مع أبو شكر. ثم أصبحت أعمل عامل مناول بنّاء (أناول الحجارة للمعمار)، حيث شاركت في بناء الحمصي بإدلب عام 1940 تقريباً، ومدرسة المتنبي، والمستشفى. واستغرقت الفترة بمجملها 5 سنوات، وبنايات أخرى أيضاً. كانت أجرتي ليرتان سوريتان، والعمل من الفجر حتى المغرب، ثم تَدَرّجَت أجرتي حتى أربع ليرات باليوم عام 1963. وبعد أن عجزت عملت ناطور بنايات، حتى عجزت كلياً عن العمل.
عندما بدأت العمل في مناولة الأحجار كانت أجرتي ليرة ثم ليرتان، والمعلم كان يأخذ زيادة ليرة عن الصانع، حيث كان العمل مياومة للمعلم أيضاً. كنا نقف بالورشة بالساحة ننتظر المعلم، ثم يأتي المعلم ويختار منا عامل، ويفاصل على الأجرة، ويذهب به إلى العمل، وهكذا (هذه الطريقة موجودة حتى الآن). لم يكن هناك من إشكالات بين العمال والمعلم ورب العمل، حيث لم يكن هنالك من رابط يربط بينهم، حيث أن العامل إن لم يعجبه العمل يذهب إلى معلم آخر ويترك الورشة، ولذا لم نفكر بإيجاد تنظيم نقابي، ولم يكن هنالك من نقابات".
ثقافته: "درست وتعلمت عند شيخ الكُتّاب، والمطالعة كانت في القصص الشعبية كالزير سالم وبني هلال والتغريبة".
عن الزواج والمهر: "تزوجت عام 1930، والمقدم كان 15 ليرة ذهب على رقبتي( ) أي ذمتي 500 قرش عملة دارجة (حاليا 500 ق.س). أما الجهاز فكان صندوق خشب ومراية وفرشة صوف ولحافان. وبعد سنتين اشتريت صينيتين نحاس، وصحون نحاس، ومعالق نحاس، وطباخات فخار (شغل الشتورية)، ومعالق خشب وأبريق شاي (جينكو).( ) بالنسبة للتدفئة كان عندنا "دفية (يقصد الموقد) في الحائط لها وجاق( ) للسقف. كنا نلم حطب من البرية ونحزمه ونوقده في الشتاء. السهر كان على لمبات الكاز حيث لم يكن هنالك كهرباء. وقد تم وصول التيار الكهربائي حوالي عام 1940، عندما أحضر وحيد دويدري موتور كهرباء وشغّله على حسابه، وصارت العالم تشتري الكهرباء منه". 
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب