كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مهنة نسيج "الحطة والزنار".. وحياة نقابيين مناضلين

المشرف على الدراسة: د. عبد الله حنا- فينكس:

منظم اللقاء الدارس في المعهد النقابي بدمشق غزوان خزام.
المتحدثان: زكي النداف، مواليد 1923 في حمص؛ وإبراهيم دعبول، مواليد 1924، وهما من نقابة "الحطة والزنار". وجرى اللقاء في منزل ريمون الصبحة عامل الحطة والزنار بحي الحميدية، حمص، بتاريخ 21-22/4/1989.
كتب الدارس:
تحدث زكي النداف بعد أن قرأت الأسئلة له( )
{أي اسئلة الاستمارة الواردة في المقدمات والتي درّبت الدارسين على كيفية استخدامها لأخذ المعلومات ممن يلتقون بهم.}
ونُوقشت معه بقصد توضيحها فقال:
"كان جدي يعمل بندف الصوف، لذا سميت عائلتنا بالندّاف، نسبة لعمل جدي، وليس لدي معلومات عن جدي أكثر من ذلك.
ولدت في حمص، وبشارع وادي السايح بالحميدية، وما زلت أقطن في ذات المنطقة، وليس لدي هاتف.
والدي كان معلماً في إحدى المدارس التي تشرف عليها مطرانية الروم الأرثوذوكس، وقد مرت فترة كانت حالته المادية جيدة جداً. وأذكر أنني رأيت لديه ليرات ذهب. وقد اختلف مع المطران أبو فانيوس، وهو المسؤول عن المدرسة، فطرده من التعليم بحجة أنه لا يعرف اللغة الفرنسية، وكانت حجة كاذبة. غير أنه أُعيد إلى المدرسة بعد الوساطة، ليعمل ليس كمعلم وإنما كمشرف على الطلاب الدارسين بالمدرسة الداخلية لدى طائفة الروم الأرثوذوكس.
لقد تزوج والدي مرتين، وقام بتربية عشرة أبناء، منهم سبعة ذكور، وقد مررنا كما ذكرت بظروف معيشية كنا نُحسد عليها. غير أنه تغيّر الحال بعد تبديل عمل والدي في المدرسة. ونتيجة تبدل الظروف تركت المدرسة من الصف الثالث، وكان عمري 16 سنة، وعملت عاملاً في مطبعة لدى الصحافي نسيب الشاهين وزوجته ماري شقرا، والأجرة كانت رمزية جداً ولا تُذكَر. وكانت المطبعة التي عملت بها تقوم على إصدار جريدة اسمها "صدى سوريا" وهي جريدة أسبوعية كانت تصدر في أواخر الثلاثينات. وقد تركت العمل بعد سنتين، والسبب أن المطبعة لم تكن تعطل أبداً ولا يوماً واحداً في الأسبوع. وطمعاً في العطلة الأسبوعية عملت على النول اليدوي كأجير لدى اخي الأكبر مني، واستمريت في ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية 1939، حيث أنني، وبسبب الجوع والمرض اللذين وقعا خلال ايام الحرب، قمت بالتطوع بالجيش الانكليزي، وأُرسِلتُ للحرب في إيطاليا، وتمّيت [مكثت] هناك حتى نهاية الحرب. وعدت إلى سوريا وسُرّحت من الجيش عام 1945، مما اضطرني الى العودة للعمل في مهنة النول اليدوي.
وفي عام 1947 انتسبت لنقابة "عمال الحطة والزنار" التي تأسست في ذات العام، غير أنه ولأسباب سياسية إثر الصراع حول قضية تقسيم فلسطين، تم حل النقابة عام 1949 في عهد حسني الزعيم. ثم أُعيد تشكيلها، وجرت انتخابات فيها في عهد أديب الشيشكلي، غير أنني في ذات الفترة اضطررت للهرب إلى لبنان بسبب الملاحقة السياسية. ( )
{يبدو واضحاً أن زكي الندّاف كان عضواً أو صديقاً للحزب الشيوعي السوري. وبعد منع الحزب الشيوعي بسبب موقفه من تقسيم فلسطين وملاحقة أعضائه، التجأ زكي إلى لبنان. وبسبب خوفه الدفين ومعرفته أن الحكم يُكِنّ العداء للحزب الشيوعي آثر التكتم. وأمثال زكي كُثر ممن كانوا حذرين من نائبات الزمن.}
وقد شغلت مركز أمين سر النقابة منذ تأسيسها ولغاية هروبي إلى لبنان، حيث بقيت فيه حتى عام 1957. عدت إلى سوريا واشتركت في انتخابات النقابة التي جرت في ذات العام، حيث نجح العمال الآتية أسماؤهم:
- إبراهيم دعبول: رئيساً للنقابة.
- تركي نعمان: أميناً للسر.
- إليان تلجة: عضواً.
- زكي النداف: عضواً.
- مصطفى حبوس: عضواً.
وكلهم على قيد الحياة حتى اليوم.
وأريد أن أبيّن بأن نقابة الحطة والزنار كانت تتبع لشيخ كار مهنة النسيج اليدوي. وكان شيخ الكار هذا يُنتخب من العاملين بالمهنة على أساس توافر مواصفات معينة، منها الخبرة بالمهنة، ورجاحة العقل، وغالباً كانت تتدخل السلطات لتفرض شخصاً معيناً. وقد انفصلت نقابة عمال الحطة والزنار بصفتها المتميزة وتأسست عام 1947 كنقابة متخصصة ومنفصلة عن أرباب العمل".( )
- وأترك (والضمير يعود إلى الدارس في المعهد النقابي النقابي)
- زكي النداف ليرتاح، والتفت إلى النقابي ابراهيم الدعبول طالباً التحدث في ذات الموضوع فقال:
"ليس لدي معلومات عن جدي سوى أنه كان فلاحاً من قرية صدد انتقل إلى حمص لظروف لا أعرفها، وتوفي قبل ولادتي. إنما حدثني والدي عنه بأنه كان يعمل على النول اليدوي.( )
{تقع صدد إلى الجنوب الغربي من حمص، وهي بلدة سريانية قديمة، ومعظم أهلها كانوا يعملون على النول اليدوي ويصدّرون انتاجهم من عُبيْ وغيرها إلى دمشق وحمص.}
أما عن والدي فهو أيضاً كان يعمل على النول اليدوي (ديمابورد) وترك النول بسبب ضآلة الأجور ليعمل في التلييس (طيّان). وحياتنا المادية كانت لا بأس بها بالمقارنة مع الجوار في الحارة. وقام والدي بتربية اثنين فقط من أولاده، أنا وأخي، وذلك بسبب وفاة البقية.
أنا لم أتقن القراءة والكتابة رغم دخولي المدرسة، ويعود ذلك إلى عدم ميلي للعلم. وقد تركت المدرسة وعمري 8 سنوات فقط، وكنت أنا الكبير بين إخوتي. وفور تركي المدرسة لجأت للعمل كأجير في مهنة النول اليدوي. وأذكر أن والدتي أوصلتني إلى الصانع الذي يعمل على النول (واسمه مطانس الحاصباني) وكان شيخ الكار آنذاك، وقالت له: هذا الولد يجب أن يتعلم الصنعة، وأنا أسلمه لك فاللحم لك والعظم لي. وكانت تقصد من ذلك أن يستخدم الشدة في تعليمي الصنعة. ومنذ ذلك الحين، أي منذ أوائل الثلاثينات أعمل بذات المهنة وتطوّرت فيها. وأذكر أنه خلال الحرب العالمية الثانية تطوعت مع زكي النداف وغيرنا بالجيش الانكليزي، وأُرسِلنا للحرب في إيطاليا، ولم نعد حتى عام 1945، حيث سُرّحت من الجيش، وعدت للعمل في ذات المهنة عام 1946.
خلال الثلاثينات ومنتصف الأربعينات كانت مطاليب الصناعية في مهنة النسيج اليدوي وأيضاً عمال الحطة والزنار باعتبارهم يتبعون لذات شيخ الكار، فإن المطاليب آنذاك كانت تنحصر بزيادة الأجور بشكل أساسي، حيث أن الأجور كانت تدفع على القطعة. ولذا فإن ساعات العمل اليومية مفتوحة ومتروكة للصانع نفسه أمر تقريرها.
وكانت مطاليب الصناع تتم على النحو التالي: يقوم الصُنّاع بنقل مطاليبهم إلى شيخ الكار بدعوة الصناع إلى الإضراب، وتكليف البعض منهم بجمع الحطاوي وذلك بقصد إلزام جميع الصناع بالإضراب. وغالباً كانت تلبى المطاليب نتيجة الإضرابات. وقد استمر الحال بنا نحن الصناعية هكذا حتى عام 1947، حيث قمنا بتأسيس نقابة عمال الحطة والزنار كنقابة متميزة ومنفصلة عن نقابة عمال النسيج اليدوي. وأُجريت الانتخابات في النقابة الجديدة. وأذكر الأسماء الآتية ممن نجحوا في مكتب النقابة آنذاك:
- عبدالكريم خاتون: رئيساً، وهو متوفي حالياً.
- ذكي النداف: أميناً للسر، وهو موجود هنا.
- رفيق البواب: عضواً، وهو متوفي.
- كامل الطحان: عضواً، وهو متوفي.
- سعدو الشامي: وهو لا يزال على قيد الحياة.
- ابراهيم دعبول: مفتشاً .
- رزوق مصيافي: عضواً، وهو لا يزال على قيد الحياة، ومقيم حالياً بدمشق.
وحُلّت النقابة لأسباب سياسية في عهد حسني الزعيم، وأُعيدت الانتخابات فيها عام 1950 في عهد الشيشكلي. وقد ترأس مكتب النقابة إلياس أورفلي ومعه مصطفى حبوس، وجميل الزمار، إضافة لي ، وزكي النداف. غير أنني في ذات الفترة ولأسباب سياسية هربت إلى لبنان حيث بقيت لغاية عام 1957، حيث عدت وشاركت في انتخابات النقابة التي تحدث عنها الأخ زكي النداف سابقاً". وأضاف: "لم أقرأ كتباً لأنني لا أعرف القراءة والكتابة".
الكتب التي قرأها النقابي زكي النداف كانت خلال الخمسينات وهي: "الأم" لمكسيم غوركي، وتاريخ الحزب الشيوعي السوفييتي. والصحف التي يتذكرها هي: صوت الشعب، الأخبار اللبنانية، جريدة النور. والأحزاب التي يتذكرها: الكتلة الوطنية، عصبة العمل القومي، الحزب الشيوعي السوري اللبناني. خلال الأربعينات: الكتلة الوطنية وعصبة العمل القومي اللذان تحولا إلى الحزب الوطني، ثم حزب الشعب، الحزب الشيوعي، الإخوان المسلمين (وكانوا يسمون أنفسهم شباب محمد ثم أصبحوا إخوان المسلمين) ، الحزب القومي السوري، وفي أواخر الأربعينات ظهر حزب البعث. وكان الاتجاه الوطني هو الغالب بين صفوف العمال والأحياء العمالية.
***
تفاصيل عن المهنة: تحدث النقابيان فقالا: "أيام الجيل الذي سبقنا، كانت كافة العُدَة والأنوال والمواد يملكها رب العمل، والصانع يقدم فقط قوة عمله مقابل أجر يتقاضاه على القطعة، هذا ما سمعناه من أهالينا. وكان رب العمل يتصرف بالإنتاج كما يشاء. ويحكى بأن رب العمل يقوم بتأمين الدكان التي توضع فيها العدة والمواد. وكانت تقام تجمعات (دار كبيرة) لعدة دكاكين لمهنة أنوال الحطة والزنار، ويسمى التجمع آنذاك قيصرية، وقد وجدت عدة قيصريات في دمشق وحلب، أما حمص فكانت الدكاكين فيها موزعة وعدد العاملين فيها قليل".
مكان العمل: وهو الدكان. منها مُلك، ومنها بالآجار. وغالباً ما كانت الأنوال وخاصة التي عليها الصناع أنفسهم تفرز في إحدى غرف البيت الذي يسكنه الصانع ذاته.
الأدوات:
• الغروزة: وهي جمع غرز، وتحدث الغروزة إما بحفر الأرض، وفي هذه الحالة تسمى (الجورة)، وإما تبنى مساطب لحمل الغروزة وتسمى (سرير).
• المطواية: وتركب على الغروزة، ويشد إليها القماش ويلف عليها.
• القبب: وهي تحمل الدفة.
• الدفة: وهي التي يستخدمها العامل في دق القماش (الخيوط المحاكة).
• الزقازيق: ومهمتها هي تنظيم عملية تبادل الخيوط لتتم عملية الحياكة.
• الدوس: يستخدمه العامل برجله لتبديل طبقة الخيوط كي يمر بينها المكوك.
• الجحش: وهو يحمل السدي أو الحرير أو الرشق.
• المرد أو الطلبة: وهي عبارة عن أسطوانة خشبية تربط بسقف الدكان لحمل خيوط الحرير المدلاة والمعلق في نهايتها الأباليج.
• الأباليج: وهي قطع من الحجارة تربط بواسطة بيايير لشد ملف خيطان الحرير.
• الدولاب: ومهمته لف الخيطان على المواسير التي توضع في المكوك.
ومجموع هذه الأدوات تسمى العُدة أو (النول).
المواد:
يقدمها رب العمل وهي عبارة عن:
• الرشق: وهي عبارة عن خيوط الحرير أو خيوط النباتي وتسمى السدي.
• اللحمة: وهي عبارة عن خيوط حرير أو نباتي وتستخدم في الحياكة وتتداخل بشكل متعامد مع السدي.
• القصب: في حال كون الحطة أو المنسوج المطلوب يجب أن يكون منقوشاً.
• الصمغ والنشاء: وتستخدم لتقوية وتقسية الخيوط قبل حياكتها.
الأجور: كانت تدفع على القطعة، وكانت إجمالاً متدنية، وتختلف بحسب نوع الحياكة المطلوبة، الأمر الذي كان يدفع بالصناع لتأمين حياتهم بالحد الأدنى إلى زيادة ساعات العمل لتصل في معظم الأحيان إلى 15 ساعة باليوم. وبشكل عام الصُنّاع كانوا نوعين: صناع مهرة يعملون بالحطة المنقوشة بالقصب ومستوى حياتهم كان أفضل من الصناع العاديين الذين يعملون بالحطة العادية (السادة) وهؤلاء دخولهم متدنية نسبياً. ورغم تدني الأجور المدفوعة للعاملين في المهنة فإن مستوى حياة الصناع العاملين بالحطة والزنار كانت أفضل من مستوى حياة غيرهم من الصناع العاملين في مهن أخرى.
العلاقات بين الصناع وأرباب العمل:
- كان رب العمل "يقرمط" على العمال، أي لا يدفع لهم كامل أجورهم المستحقة.
- الأجور على القطعة لم تكن واحدة وتختلف من رب عمل لآخر.
- الأجور بشكل عام كانت متدنية جدا بالمقارنة مع الجهد المبذول (ساعات العمل الطويلة). وقد عرفنا كيف كانت تعالج قضية مطاليب الصناع ايام شيخ الكار، غير أنه بعد تأسيس النقابة عام 1947 بدأت العمل من أجل:
• تحديد أجور القطعة بشكل موحد.
• تنظيم العمل بهدف حماية الصُنّاع من المنافسة التي كانت تقع فيما بينهم.
• تنظيم وتوحيد العمال في المهنة لرفع مستوى معيشتهم.
• العمل من أجل إيجاد نص تشريع يحمي العمال من البطالة ويمنع رب العمل من تسريح العامل في حالات الكساد.
• السعي لإيجاد العمل للعمال بواسطة مكتب دائم للعمل.
• العمل لإيجاد صندوق مساعدة يهدف مساعدة العمال من حيث تأمين الغذاء والدواء والمسكن والتعويض والمكافآت وتعليم الأبناء.
وقد تضمنت الهويات التي أصدرتها النقابة عام 1947 صفحات دونت عليها هذه الأهداف.
نضالات النقابة المطلبية:
"مقابل نقابة عمال الحطة والزنار كان هناك نقابة أرباب العمل، وبدأت نقابتنا عن طريق لجنة تحديد الأسعار، التي تضم مندوب وزارة الاقتصاد ويسمى آنذاك رئيس مكتب العمل، كما تضم اللجنة ممثلاً عن نقابة أرباب العمل وممثلاً عن نقابة عمال الحطة والزنار. وكان مكتب نقابتنا يُسمّي مندوبه إلى لجنة تحديد الأسعار. ورغم كل محاولاتنا آنذاك لتحديد الأجور وبشكل موحد للأعمال الواحدة عن طريق اللجنة، فإن أرباب العمل كانوا لا يلتزمون بقرارات اللجنة ويفرقون بين الصناعية من حيث الأجور التي تدفع لهم. وكان من يساعدهم على ذلك المنافسة بين الصُنّاع أنفسهم.
لقد قامت النقابة بعدة إضرابات، وقادت الصناع للإضراب عن العمل أكثر من مرة، بهدف تحديد الأجور وزيادتها، وحققت نجاحات عديدة في هذا المضمار. كما قامت النقابة بقيادة إضراب طريف والهدف منه هو استمرار لمطلب سعى إليه شيخ الكار سابقا وهذا المطلب مضمونه كالآتي:
باعتبار أن أغلب العاملين في مهنة الحطة هم من المسيحيين، فكانوا يطالبون بأن يقوم رب العمل في يوم اثنين الراهب (وهو عيد ديني) بدعوة البرخانة (وهي مجموع العاملين لدى رب عمل واحد) ، التي تتبع له إلى سيران ليوم كامل منذ بزوغ الفجر حتى غياب الشمس، ويتكفل رب العمل خلال هذا اليوم بدفع كافة المصاريف من أجور نقل عمال البرخانة ذهاباً وإياباً إلى مكان السيران وتكاليف الفطور والغذاء والعشاء مع العرق الذي يمثل المشروب الذي يتناوله الصناع في السيران طوال اليوم ومنذ الصباح حتى المساء. وقد نجحت النقابة في تنفيذ هذا الطلب وأصبح ساري المفعول منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا. كما تمكنت النقابة من تحسين الأجور أكثر من مرة وفي كل إضراب كان العمال ينالون زيادة في الأجور. كما ناضلت النقابة من أجل إصدار نص تشريعي يضمن تثبيت العمال والتأمين على حياتهم ومستقبلهم. ولكن لم ننجح في ذلك بسبب الظروف السياسية والأجهزة الحكومية التي كانت تدافع عن مصالح أرباب العمل. وهناك سبب هام أخر ساهم في عدم نجاح نقابتنا في مسعاها هذا، ألا وهو نظرة جميع الجهات إلى عمال المهنة على أنهم مقاولين باعتبارهم يتقاضون أجرهم على القطعة ويملكون خاصة بعد الثلاثينات العدة والدكان. والواقع أن نقابتنا كانت تحارب بكافة الأشكال كون قيادتها معروفة باتجاهاتها التقدمية والسياسية".( )
النضالات الوطنية والسياسية:
"الواقع أن نقابتنا لم تتصدّر مباشرة لقيادة أي نضال وطني او سياسي بشكل تختص به وحدها دون غيرها. لكن عمالنا شاركوا وكانوا دائماً سباقين للمشاركة في كافة التظاهرات والمسيرات التي دعت إليها نقابات أخرى واتحاد عمال حمص. وذلك في معرض النضال ضد الديكتاتوريات والأحلاف الاستعمارية، وفي تأييد عمال النفط في نسف أنابيب النفط أيام العدوان الثلاثي على مصر، كما شاركت في احتفالات الأول من أيار التي أقيمت عام 1954 ودعت له نقابتي عمال النجارة ونقابة عمال الأي بي سي.( ) ويلاحظ بشكل واضح أن نقابتنا لم تظهر فيها تيارات فكرية أو سياسية يمينية أو رجعية، وكانت السيطرة كاملة لحملة الفكر التقدمي منذ تأسيسها".
النشاط النقابي خلال الوحدة بين سورية ومصر عام 1958
"لم يكن هناك أي نشاط ملموس، حيث ساد جو من الضغط للحد من نشاط العمال ونقابتهم، خاصة في المجال السياسي وحيث غابت الانتخابات وساد نوع من التعيين للقيادات النقابية.
وأخيراً نقول شكراً لكل من اهتم ويهتم بتاريخ الحركة العمالية والنقابية".
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب