كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مقابلة مع عامل فواخيري بدمشق

المشرف على اللقاء د. عبد الله حنا

مُجرية اللقاء الدارسة في المعهد النقابي بدمش لمياء أنوا / دمشق.
المتحدث: ابراهيم الشربجي. من مواليد دمشق 1898. مكان الإقامة الحالية: شام، مهاجرين، شورى-فواخير. مكان أخذ الحديث: منزله ومكان عمله (سابقاً) بتاريخ 15/3/1988 ومهنته فواخيري.
كتبت الدارسة نقلا حرفياً عن المتحدث: ( )
{تركنا النص كما هو وكما نقلته الدارسة باللهجة العامية المحلية للفواخيري. ومن النص يمكن فهم مستوى هذا الفواخيري الطاعن في السن، وهو ينتظر رحمة ربه - المشرف}.
كان أبي يشتغل "مئاء" و"شربات" و"شأف" (شقف) وورث هالشغلة من أبوه. وأنا لما كنت صغير كنت أشتغل مع أبي، وأول ما طلعت أعدت (قعدت) عند أبي، وكنت وديله (أنقل له) الشغل عالميدان والآعة والساحة وباب مصلى، وكنت أحمل الشغل عالحمار، أسأ الله هديك الأيام (كانت تلك الأيام حلوة) أبي ورثها من جدي وهو يغني: "وأدك (قدك) المياس يا عمري، أنت أحلى الناس في نظري، ولا تشوفوني بهالحالة، ألي كمر [حزام] ألي شاله، وأبي ورثها من جدي، وأدك (قدك) المياس يا عمري".
كل أخواتي تعلموا الفواخير وصاروا معلمين. كنا أنا وأخواتي نحب بعض، ونشتغل سوا مع أبي، بس أنا كنت ودي الشغل [أنقل مواد العمل] لأني أنا كنت الكبير، وكانت الحالة منيحة، أحسن من هلق، لأنو كنا عايشين سوا ببيت واحد، ناكل سوا وننام سوا، مو مثل هلق كل واحد قاعد ببيت لحاله.
ما تعلمت غير هالشغلة. كنت أشتغل مئاء وشربات ومطامير وشأف (شقف)، نشتغلهم على الدولاب، وكنت صوّل وأنبش و زء (زق) الشغل من جوا لـ برة، وبعدين نجيب المتعيشة ( )، أي الباحثين عن العمل، عالشغل، ونشوي الشغل ببيت التنور و نوئده (نوقده) من الظهر، ونزء (نزق) الوئيد (الوقيد)، ونوئد (نوقد) التنور بالمعدّية، ونزء (نزق) الشغل عالمعدّية، ونحطه ببيت التنور نص النهار، ونشوي الشغل، بعدين نبيعه للمتعيشة، "أسأ الله هديك الأيام". كنت جيب الشغل من مطرح اسمه "العمارة". (جيب وئيد (وقيد) وحطب وأشكال وألوان والطراب (التراب). كنت جيب حمل الطراب (التراب) من المزة، الحمل كان بنص ليرة ذهب. كانوا يجيبولنا الحمل ويأخذوا حأه (حقه) ، "الله يرحم جدي"، هالكار كان كار الزنكيل.( )
كان يجي واحد يشتغل شراكة مع الشغل من عندنا يشتغل معنا، يعرك ويدوس وينبس ويطالع الشغل من بيت التنور.
" الله يرحم أمي".. وبكى.. كانت تجيب لي زوادة عالشغل. نشتغل من عبكرة (من الصباح) للظهر، وبعد الظهر نرد نبيع الشغل "اسأ لله هديك الأيام". أنا كنت حمّل الحمل وبيعه وجيب مصاري مجيديات.
وهو يغني: لا تشوفوني بهالحالة أواعي الفرمنشالة، ألي كّمّرْ والي شاله.
ما كنت أتخانأ (أتخانق) أنا والشغيّلة، كانوا كتير أوادم. (لطفاء) كنا نجيب الطراب (التراب) مثل ما قلت لك، ونحطه بالمًصْوَّل.
المُصول: عبارة عن حفرتين، كل واحد منهما 2 م بـ2 م. واحدة أعلى من الأخرى، والعليا فيها بالوعة كبيرة كي ينزل ماء الطين من الأولى حتى الثانية. "ونصول في الطراب ونحطه بعدين على جنب حتى ينشف شوي، وبعدين نساوي العركة ونفركها عالمعركة".
العركة: العجينة الطينية.
المعركة: عبارة عن حجر كبير مالس يوجد أمام دولاب العمل وتعجن قطعة الطين لتصبح جاهزة للعمل من ثم تعطى للذي يجلس على الدولاب كي يصنع منها عدة أشكال. "وبعدين نقسمها شأف (شقف) صغار ونشتغلها عالسنديان، يا [إما] مطمورة، يا [إما] شأفة (شقفة)، يا [إما] حئ (حق).
السنديان: دولاب العمل.
"وبعدين من إيمها على جنب لتنشف، (بعدين منكون عمرنا الوئدة (الوقدة) ببيت التنور لحتى يحمى، وبعدين منفوت الشغل لينشوى ويصير جاهز. يغني "أدك (قدك) المياس يا عمري".
(أخذ سحبة من سيجارة) " كنا نأله (نقول له) الطم باشا، كنت خبي الدخان من أبي تحت العركة، كانوا بالأول أوادم وغفل".
"والله الجيران كانوا أوادم وكانوا يساعدوني، مثل أبو داوود وأبو محمد، ونسهر تعليلة بالبربأة، العدسة هيه مثل حكاية موأة ونسهر فيها ونحكي مثل هلأ (هلق) إنتو ما بتحكوا عن الفخار؟ (الفكرة غير مفهومة).
البربأة: عبارة عن فسحة أمام باب الفاخورة الخارجي حيث كان يوضع فيها الشغل حتى ينشف قبل إدخاله إلى التنور. "والشغل والبيع والشرة (الشراء)، اسأ لله هديك الأيام، كنا نروح نبيع الشغل بالغوطة كنا نخالطهم وناخد من عندهن أكل وشرب ويعزمونا لعندهن.
كنت أعطي للشغيلة وأت (وقت) العيد مصاري خرجية ليرتين، كانت الليرة تحكي،( ) نصرفها فراطة، يكوموا لي فراطة هالأد (هالقد).( )
{هالقد": بهذا الحجم أو بهذه الكمية. تستخدم مع الاشارة باليدين للإيحاء بالكمية التي يتحدث عنها. - المشرف).
كنت آخد وأية (أوقية) اللحمة بأرشين (بقرشين) من الزسر الأبيض (الجسر الأبيض) "اسأ الله هديك الأيام".
ونساوي حلو على إيدنا مثل حكاية الفطاير بأشطة (بقشطة)، اسأ الله هديك الأيام. أبي الله يرحمه كان يحب "السمبوسك".( )
كنا نأرا (نقرأ) جريدة مثل يللي هلأ (هلق) بيأروها (بيقروها) وكانوا ياخدوها الأكابر، أبي الله يرحمه كان يأعد (يقعد) يأرا (يقرأ) الجريدة، هديك الأيام الجريدة مكتوبة أسامي زلم (رجال)، هادا يروح عالبلد، وهادا عالضيعة، وأسأ الله هديك الأيام.
كنا نروح على الأهوة (القهوة) بالزسر (الجسر) الأبيض ونشوف العالم، تأعد (تقعد) العالم فيها حكواتي وكركوز وعواظ، ( ) وسندوء (صندوق) السمع. أيه الله يرحمهن".
ولما سألته عن الأحزاب قال بصوت عالي وحاد: "ما كان في أحزاب، كل واحد آعد (قاعد) بحاله، نمشي الحيط للحيط ونأول (نقول) يا ربي الستر. ( ) نحنا مالنا أحزاب، كانوا الأحزاب بحالها، والله ما بعرف الحزب بدي أسأل عليه.
من الأول كنت أشتغل أنا وأخي، ما رحنا لمطرح، وخدمت العسكرية بالبلد بالصالحية".
" شو هاي النقابة؟ " وضحك ثم بكى.
تعليق الدارسة: هذا العامل الفقير يعيش الآن أيامه الأخيرة في بيت ابنه المتوفي وتحت رعاية زوجة ابنه وبناته اللواتي يأتين يومياً لخدمته وبالكاد يتعرف عليهن وعلى أولادهن. 
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب