كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ملاحظات حول التماثيل المؤابية

عبد الهادي الدهيسات
أولها أن التماثيل المؤابية، أو تلك التي تعود للفترة المؤابية نادرة جدا. وأهم ما وجد منها على الإطلاق إثنان واحد في ذيبان وهو حجر ميشع المشهور، والثاني هذا التمثال الذي وجد في فقوع، والتي كانت تعرف في ذلك العهد بأسم رجم العبد. وهناك لقى بسيطة تعود للفترة المؤابية على شكل أرحية من البازلت أو اجزاء منها، بعضها عليها كتابة باللغة المؤابية وبأحرف فينيقية كتلك المكتوب بها حجر ذيبان..
أما الملاحظة الثانية بخصوص هذا الأثر وهي مهمة، فهي أن الباحث النابه مؤاب وبني حميدة قد لفت انتباهنا إلى أثر لقدم حيوان ما زال موجودا على طرف رأس ذلك الأثر، والذي نستنتج منه أنه كان يتربع على رأس ذلك المحارب، وهي طريقة معروفة خاصة في التماثيل الأشورية المبكرة جدا. ونستطيع منها أن نحدد الأبعاد الحقيقية للجزء العلوي من التمثال. علما أن بعض الأجزاء من ذلك الحيوان الذي قد يكون فهدا أو غيره ما زالت ماثلة على الحجر...
ثالثا: الجزء السفلي من التمثال، ولنقل من الركب إلى الأقدام، مفقود. وأظن أنه ما زال تحت أرض البرج الدائري القديم الذي قبع فيه التمثال آلاف الأعوام.. ومكان البرج والمغارة القريبة التي تحدث عنها ساولسي موجودة حتى الآن تحت الأبنية الحالية...
رابعا: قدرت ما أنفقه دوق لوين و هو الممول لكل الأنشطة التي رافقت نقل هذا التمثال بمبلغ ثلاثبن ألف دولار، و ذلك ان النابليونية كوحدة نقد وقد عرفت في عهد نابليون الثالث تعادل عشرة فرنكات. وهناك فئات منها تزيد على ذلك..
خامسا: قيل بأن التمثال يحمل أربعة أحرف، لكننا لم نرها، أما أنا فإنني أعتقد أنه يخلو من أية كتابة كانت..
سادسا: قد يمثل هذا التمثال قائدا مؤابيا مشهورا، يحمل رمحه ويعتمر خوذته، وهذا أمر شديد الندرة في التماثيل القديمة.. أعني الخوذة في التماثيل التي تعود الى نهاية الألف الثاني ق.م وما قبله، والخوذة واضحة أكثر في رسم ساولسي وهو أول من شاهده من الغربيين..
سابعا: من أفضل الآراء التي سمعتها حول هذا الأثر أنه يمثل الإله بعل، إله مؤاب المشهور. في ذلك العهد البعيد جدا كان لكل مدينة بعلها الخاص
الذي يمثلها ويحميها، فهو يشبه الإله بعل الذي وجد في رأس شمرا في سوريا..