كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الحياة في قرية "المعمورة" من تربية دودة الحرير إلى الهجرة إلى لبنان وزراعة التفاحيات

د. عبد الله حنا- فينكس:

مُجري اللقاء الدارس: صلاح أحمد حبقة من دريكيش.
المتحدث: أحمد محمد خليل. عمره 60 عاماً حين تاريخ اللقاء به. ولد في المعمورة التابعة لمنطقة الدريكيش/ ناحية دوير رسلان، وتقع إلى الشرق من منطقة الدريكيش بحوالي 13 كم.
كتب: الجد عمله مزارع، وهو متوفي، وله ولدان: حمدان خليل، وهو يعمل كمزارع؛ ومحمد خليل، مزارع أيضاً.
إن ملكية الأرض الزراعية تعود لأهالي القرية منذ أكثر من مئة عام ولا أعرفها إلا كذلك. كان والدي يعمل في الزراعة كفلاح صغير في ملكيته الخاصة. إن الملكيات الزراعية في القرية هي من النوع الصغير تتراوح بين 50 دونم وواحد دونم للمالك الواحد.
تبلغ مساحة هذه القرية حوالي 5000 دونم وعدد سكانها لا يتجاوز 1300 نسمة.
كانت تربية المواشي بحجوم صغيرة تتراوح بين 3-5 نعجات للبيت الواحد، يتم رعيها بواسطة أهل القرية أنفسهم بالتناوب، ومن لا يرعى يدفع أجراً، وهم قلة.
دخلت المدرسة الابتدائية القرية منذ عام 1923 بفضل جهود المناضل الشيخ صالح العلي في عهد الانتداب الفرنسي، وهي المدرسة الابتدائية الوحيدة على مستوى ريف منطقة الدريكيش.
كانت القرية تعيش على موارد الهجرة إلى لبنان، وقسم منهم التحق بوظائف الدولة من عسكريين وموظفين هرباً من الفقر. كان المهاجرون إلى لبنان يقضون هناك حوالي تسعة أشهر كل عام للعمل ويعملون على تربية وتعليم أولادهم حيث يمكن القول أن القرية منذ عام 1970 لا يوجد فيها أمي واحد ممن تتراوح أعمارهم بين 1-10 سنوات.
كانت المحاصيل الزراعية هي الحنطة والشعير والذرة كمحاصيل استهلاكية (غير معدة للبيع). تعتمد في إنتاجها للبيع على تربية دودة الحرير وتشارك المرأة الرجل في العمل في الزراعة والحقول وتربية دودة الحرير الخ... وقد دخلت المرأة ميدان المدارس والتعليم مثل الرجل حيث يمكن أن نلاحظ أن 52 % من طلاب الثانوية هم من الإناث، ويتم التعليم بشكل مختلط منذ أكثر من 45 عاماً.
بعد عام 1975 حصل تغيّر جذري في القرية حيث حُرم السكان من مورد الرزق الوحيد: لبنان بسبب الحرب الأهلية،( ) فالتجأ السكان إلى العمل في حقولهم وإلى الحرف الصغيرة داخل سوريا (نجار باطون، خياط، عتّال الخ...). كما تغيّرت نوعية الزراعات. فقد تم استصلاح الأراضي وتحويلها إلى أراضي مغروسة بالتفاحيات، وكان ذلك بمساعدة الدولة حيث مدّت الفلاحين بين عامي 1975 – 1983 بحوالي 3 مليون ل. س حيث بلغ عدد الأشجار المثمرة المنتجة حاليا 20.000 غرسة، وهناك أكثر من 50.000 غرسة صغيرة، وهناك تطور ملحوظ في هذا الاتجاه. وازداد دخل القرية من أرضها، فبعد أن كان لا يتجاوز 20.000 ل. س عام 1975 أصبح من التفاحيات فقط 1.000.000 مليون ل. س سُلمت بفواتير رسمية إلى الدولة، وبيع بأكثر من 50.000 ليرة للقطاع الخاص (مهرب).
هذه الزيادة في الدخل تعود إلى ترك العمل في لبنان بسبب الحرب، وعودة المواطنين إلى أراضيهم حيث عملوا على استغلالها. يقوم عمل المواطنين الآن بشكل مزدوج. فقسم كبير منهم يعمل لدى الدولة حيث يبلغ دخل القرية من الدولة (رواتب موظفين) ما يزيد عن 150.000 ل.س شهرياً، وهؤلاء الموظفين نفسهم يعملون بالزراعة.
دخلت الثانوية إلى القرية عام ،1977 والإعدادية عام ،1970 ودخلتها الكهرباء عام 1982.
دخلها طريق الزفت منذ عام 1965. يوجد في القرية: فرن واحد، 23 سمان، تاجر صغير، محل نوفوتيه، مركز توزيع غاز، خياط واحد، حلاق واحد، سيارات عامة وميكروباص واحد، سيارات صغيرة ومتوسطة 10 سيارات، سيارات خاصة لا يوجد، لكن هناك سيارات تعود للدولة تزيد عن 20 سيارة مع الموظفين.( )
{ هذه إحدى ظواهر تكوّن "بورجوازية بيروقراطية" تستخدم سيارات الدولة مع بنزينها وإصلاحها، وتتنعم بها معتبرة إياها ملكية خاصة. هذه الظاهرة الصغيرة لها أبعاد وعواقب لا مجال للحديث عنها هنا.}
تشرب القرية بواسطة الينابيع الكثيرة فيها. وحفر فيها حوالي 30 بئر صغير لا يكفي سوى منزل صاحبه للشرب ولإرواء حوالي دونم واحد بقرب المنزل.
تعتبر القرية مركزاً حضرياً لتجمع سكاني يزيد عدد سكانه عن 7000 سبعة آلاف نسمة يحيطون بالقرية من جهاتها الأربعة.
هناك توقّع بأن أراضيها الزراعية البسيطة سوف تكون خلال أعوام قليلة من المناطق المصدّرة للتفاحيات بشكل أساسي، ويتوقع أن يزيد دخلها من التفاح قبل عام 1990 عن خمسة ملايين ليرة سورية.
حصل انحسار تدريجي لتربية دودة الحرير لكن ليس لذلك أثر اقتصادي على أهل القرية.
لا يوجد مهر في القرية منذ أكثر من عشرين عاماً.
الحياة الاجتماعية ريفية مختلطة لم تدخلها بعد حياة المدينة بشكلها مطلق. لكن الحضارة قد دخلتها من أوسع أبوابها فاختلطت مع العادات والتقاليد الريفية، ويمكن أن أقول أنها قد خلقت مجتمعاً متكاملاً متعاوناً يعيش الحضارة وفق متطلباته.
ملاحظة من فينكس: جرت الدراسة في النصف الأول من ثمانيننات القرن الماضي.
المتة.. ماهيتها وأماكن انتشارها.. فوائدها وأضرارها
الدمشقيون المسيحيون رواد الفنون والصناعات الدمشقية منذ ألفي سنة
معاصر العنب في "حدتون" وصناعة الدبس
الاقتصاد السوري.. أين كان قبل عام ٢٠١١ وأين أصبح الآن؟
بنغلاديش.. قصة نجاح آخر!
الأعيان والفلاحون في "مقتبس" محمد كرد علي لعام 1910
"أرباب الوجاهة" يستولون على الأرض ويتحولون إلى طبقة إقطاعية "عثمنلية" معادية للتقدم
قمة البريكس الخامسة عشرة والنظام العالمي الجديد
دير الزور وريفها في حديث مع نجار بيتون
حياة عامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق
محمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك – حمص
عبد الكريم معلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيا في جمص
العمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي - حلب
من عامل مطعم في حلب إلى "قيادي نقابي"
نموذج لعامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث- إدلب