كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دراماتورجيا

دلبرين موسى

كثير من أعمال الدراما السورية هذا العام حظيت بإنتاج سخي وبجهد إخراجي عال على صعيد الصورة والإيقاع والإبهار والموسيقى والديكور والأزياء والمجاميع، لكن المعادلة الدرامية لا تقبل أنصاف الحلول، إذ اعتمدت الكثير من هذه الأعمال المحظوظة إنتاجياً بنصوص مفبركة وباهتة و (ملطوشة)، فإن كان المخرجين والمنتجين في السنوات الأخيرة تعمدوا إهمال دور الكاتب في الشارات وطبعاً قبل ذلك في الأجر.
اليوم حتى هذه النقطة لم تعد مهمة، فصار البعض يعتمد على نجوم ونصوص مفصلة تفصيلاً لتلائم شخصية أو اثنتين، حتى لو كانت قائمة على أحداث غير منطقية، (طبعا هذا ليس خطأً- لو كان الناتج متوازناً)، ورغم الضجيج الإعلامي- الإعلاني لبعض الأعمال إلا أن كل ماعُرض هذا العام من دراما سورية يؤكد مرة بعد مرة ان النص هو الأساس، النص يُشكل القاعدة التي يُبنى عليها كامل البناء، واهمال النص ينسف كل الجهود الإنتاجية والإخراجية...
إذا كان البعض يُريد فعلاً دراما سورية حقيقية فلا بد من إعادة الإعتبار للكُتّاب، والأهم ان يُمنح المخرج نفسه وقتاً ليس بالقصير لقراءة النص وإعادة تفكيكه وتركيبه (أليس المخرج كاتباً ثان للنص- كما كان يُقال)، وربما آن الآوان الإعتماد الفعلي لا الشكلي على الدراماتورج كواحد من أعمدة صناعة الحبكة الدرامية وضبطها، وسوريا فيها عدد غير قليل ممن أختصوا بالدرماتورجيا...