كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"ولاد بديعة" في مرمى نيران الناقد جوان ملا

كتب الناقد جوان ملا عن الحلقات من 16 إلى 20 من مسلسل "ولاد بديعة"

* يبتعد "ولاد بديعة" عن التركيز على موضوع ميراث الإخوة ليتجه للإضاءة نحو قصص الشخصيات الأخرى، يبدو ذلك تمطيطاً في بعض الأحيان، وجنوحاً عن الحكاية الأصلية لتبرير ما سيجري في بداية كل حلقة، لكن يعود العمل إلى السكة في الوقت المناسب.
* استفسارات عديدة يخلقها العمل لا تحمل الكثير من المنطق، نسألها كأصدقاء فيما بيننا ونطرحها، هل يمكن للذهب أن يُخبَّأ في هكذا مكان مثل طاولة خشبية؟ هل يمكن لكل هذه الكمية أن تُحمَل بأكياس قمامة دون أن تسقط؟ هل يمكن خداع رجال يمان بهذا الشكل؟ هل يمكن أن يأخذ شاهين البكالوريا في أربعة أشهر وهو لا يبدو عليه الثقافة أو قراءة الكتب؟ وفي حال فعلَ ذلك لماذا بقي الطقس شتوياً والامتحانات بالأصل صيفية؟ هل من الممكن أن تقتنع روزينا لاذقاني بقصة يحيى والباروكة التي ابتكرها مختار وألا تسعى لإنقاذ صديقها وتأخذه للطبيب؟ نتغاضى ونُكمِل.
* يمثّل محمود نصر دور الرجل الذي يؤوّل الآيات القرآنية حسب أهوائه، يخدر صديقه ويسعى لقتله بناءً على نص قرآني، يسرق حلم أحد القارئين ويتلو الآيات في المسجد، والجميع عبر وسائل التواصل يصفق له ويهلل، ويوجد مثل شخصية مختار كثيرون مازلنا نصفق لهم ونهلل.
* لقاء الإخوة عند سكك القطارات على أطراف الدباغات يحمل فكرة مهمة تمثّل العُمر الذي يجري سريعاً لكنه متوقف بنفس الوقت عند الماضي، مشهد دفن سكر لجنينها كان مؤلماً رغم أنه سوريالي.
* يتقدم مصطفى المصطفى خطوات مهمة ليستقطب الأضواء من جديد في مشهد انتصار الديك، يقدم ابراهيم الشيخ ابراهيم مشهداً جيداً بلغة جسده حين رماه محمود نصر في الشارع، لا أثر فاعل لنادين تحسين بيك بشكل كبير، وقدم هافال حمدي وولاء عزام ورامز الأسود تعابير وجه ممتازة في حلقة العرس، حلقة صلح الإخوة كانت تمهّد لهدوء عاصف ذكي، تنفيذ مشهد اقتحام بناء يمان كان مدروساً ووسام رضا حجز مكاناً مرموقاً له في الشاشة سريعاً ويستحق ذلك بعد أدائه وتأثره بقصة حبيبته أوصاف، يُعابُ على العمل أن الشخصيات فيه كلها يغلب عليها طابع الشر، ويبرر المُشاهِد أيضاً شرورها.
* عرفتُ مؤخراً أن ظهور شخصية شوال للفنان عبد الهادي الصباغ في العمل المقتبسة من مسلسل هوا أصفر للكاتبَين علي ويامن هي خاصية موجودة في الدراما تُسَمّى "كروس أوڤر"، ما تعني اقتباس شخصيات من مسلسلات سابقة لنفس الكُتّاب وطرحها في عوالم جديدة كمشروع واحد مستمر، ربما لا أعلم كثيراً بماذا تعود هذه الخاصية على الحكاية، وكيف يمكن استخدامها بالضبط علمياً وعملياً، لكن سبقَ وأن طُرِحَت طريقة شبيهة في أعمال سورية كوميدية بالتحديد، وبغاية كوميدية بحت، ولم تكن من ذات مشروع الكاتب والمخرج وإنما وُظِّفَت ضمن مواقف طريفة فقط، مثال بسيط على ذلك هو تشبيه أمل عرفة لصباح الجزائري في مسلسل دنيا 2 بالممثلة التي تظهر في مسرحية كاسك يا وطن، وموقف مشابه آخر في مسلسل "شو حكينا" حين تشاهد سامية الجزائري نفسها في التلفاز بشخصية "أم محمود" من جميل وهناء "على ما أذكر" ويشبّهونها عائلتها الجالسة معها فيها، "أي اقتباس شخصيات من أعمال لأعمال"، الموضوع مختلف في ولاد بديعة طبعاً لكن الشيء بالشيء يُذكَر.