كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

جول لباد: توقّعت أن يترك “صبحي” أثراً لكن ليس إلى هذه الدرجة

أمينة عباس
يُحسب للمخرج سامر البرقاوي في معظم أعماله إصراره على تقديم وجوه جديدة للساحة الدرامية، وفي كل مرة يؤكد لنا مدى نجاحه في اختيار دماء جديدة تتمتع بالموهبة والإمكانيات وتترك أثراً واضحاً، ومن هذه الوجوه التي لم تمر مرور الكرام في مسلسله “تاج” الممثل الشاب جول لباد في تجربته الأولى بعد التخرج عام 2022، حيث يؤدي شخصية “صبحي” التي تركت أثراً واضحاً بمَشاهد وإن كانت قليلة، لكنها كشفت عن حضور تلقائي وعفوي واحترافي يدل على ممثل متمكن استطاع من خلالها بكل ثقة أن يقف خلف كاميرا البرقاوي وأمام الفنان تيم حسن وممثلين كبار آخرين في عمل كبير، لكن كيف تعامل لباد مع فرصته الأولى وماذا يقول لزملائه الذين ينتظرون فرصهم، يجيب لباد: “شعرت بكل هذه الأمور قبل وأثناء التصوير، وكان كل ما يشغلني هو كيف سأقدم نفسي إلى الجمهور بطريقة جيدة جداً، وكيف أوظّف كل أدواتي وأؤدي دوري بكل أريحية وثقة للوقوف أمام نجوم كبار، وأشعر أن الخوف والثقة والتحدي والإصرار يجب أن يكونوا موجودين عند الممثل طوال فترة عمله، وغياب هذه الأمور يعني شعور الممثل بالاسترخاء تجاه الشخصية التي سيقدمها، وهذا أمر خطر، فمن دونها لن يكون هناك دافع لتقديم ما هو مختلف وتوظيف كل أدوات الممثل لصالح الشخصية”.
ويحدثنا لباد عن استعداده لشخصية “صبحي” وكيف سخّر ما تعلمه في المعهد لتجسيدها، وصولاً إلى الصيغة النهائية بالقول: “أثناء قراءتي للنص، ثم أثناء التدرب عليه عملياً والوقوف مطولاً عند الحوارات والتفكير ببناء الشخصية، تذكّرتُ ملاحظات أساتذتي الذين رافقوني على مدار أربع سنين في المعهد أمثال فايز قزق، وعروة العربي، وحسن عويتي والذين ساعدوني على تكوين شخصيتي كممثل، وأشير إلى أن الوصول إلى الصيغة النهائية للشخصية تمت بعد دراسة طويلة عن الحقبة التي يتناولها المسلسل، كذلك البيئة التي كان “صبحي” يعيش فيها، وبذلك استطعت تكوين شخصيّة صادقة وعفوية وبسيطة بساطة أهل القرى بعد أن تم النقاش حولها مع المخرج على مدار جلسات عدّة قبل التصوير، وكان قد أبدى موافقته على بعض الأشياء ورفض بعضها وغير بعضها الآخر ضمن جو مريح جداً بالنسبة إليّ، ما جعلني أشعر بالراحة أثناء التصوير.
وبسؤاله عن توقعاته حول نجاح الشخصية، فيجيب لباد: “لم أتوقع هذا النجاح بهذه الطريقة، وكنتُ أتوقع أن تترك الشخصية أثراً عند الناس، ولم أتخيّل أنها ستكون بهذه الدرجة، وأنا سعيد بالتعليقات الإيجابيّة وكم المقالات التي تُكتَب عن الشخصية التي أديتها، والفضل يعود إلى الأستاذ عمر أبو سعدة الذي كتب الشخصية بطريقة جميلة جداً وللمخرج سامر البرقاوي الذي أخرجها للمشاهد بصورة جميلة جداً، لذلك أشكرهما وأتشكر كل من ساعدني في تجربتي الأولى”.
ويبين لباد: “أبرز ما يميز علاقة الممثل مع المخرج سامر البرقاوي هو الشراكة، فهو يُشعر الممثل بأنه شريك لا مؤّدّ للدور الذي سيقوم به فقط، حيث يتناقش معه كثيراً بالشخصية والنص بشكل عام، ويأخذ رأيه بكيفيّة الطرح، ويقترح ويضيف لاقتراح الممثل من دون أن يجعل وجهة نظره تتغلّب على وجهة نظر الممثل من خلال إعطائه مساحة كبيرة للاقتراح، الأمر الذي ينتج ممثلاً طازجاً وعفوياً”.
وحول الفارق بين الدّراسة والعمل على أرض الواقع، يحدثنا لباد: “ما درسته وتعلمتُه خلال سنوات أربع قضيتها في المعهد وعلى خشبات مسارحه كان مختلفاً، ولا يشبه ما اختبرتُه أمام الكاميرا في المسلسل وأثناء فترة التصوير ومعايشتي للشخصية لساعات طويلة ليؤخذ منها دقيقتان، ومن حيث الحصول على رد الفعل المباشر من الجمهور في المسرح، في حين ينتظر الممثل أشهر عدّة ليعرف ردّ الفعل لدى المشاهد على ما أنجزه، مع تأكيدي أن الأساس في بناء الشخصية يبقى واحداً، وما هو مختلف يكمن في طريقة التقديم للجمهور”.

ولأن التجربة الأولى تجعل الخرّيج تحت الأضواء، وتجعله يختبر مشاعر جديدة، يقول لباد: “في البداية كان كلّ تفكيري منصباً حول كيف سيتقبلني الجمهور، وبعد مشاركتي زادت ثقتي بنفسي، لأن شخصية “صبحي” تركت أثراً كبيراً عند الجمهور وحققت قبولاً أعتزّ به كممثل، لذلك أهم ما يشغلني، اليوم، أن تكون اختياراتي صحيحة وألّا أبقى أسير ما قدمته وأن أسعى إلى تقديم الأفضل، وأبتعد عمّا يمكن أن يعيدني إلى الخلف من خلال اختيار ما يمكن أن يضيف إليّ شخصياً ومهنياً”.

البعث