كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دراما على هامش الزمان والمكان

دلبرين موسى

تبدو الكثير من نصوص الدراما هذا العام وكأنها تقفز فوق الزمان والمكان، وكما يعلم الجميع لايمكن لأحد الهروب من الزمان فهو يتورط به من حيث لا يدري عبر اللباس والهواتف والطعام ووسائل النقل والبيئة وحتى الكلام، فلماذا اختارت معظم نصوص هذا العام القفز فوق الحدث الاكثر درامية في السنوات العجاف التي عاشتها سورية وماتزال..؟ وهي متورطة درامياً في زمان ومكان الحدث..؟
نفحات من هذه السنوات تمر عبر لسان بعض الشخوص، في حين الحدث يُحلق في عالم فانتازي، بحيث تفقد الدراما أي هوية لها، سيما وأن معظم كتاب دراما هذا العام ينطلقون من مفاهيم غير منطقية كإعتبارهم العنف تشويقاً، والإبتذال جرأة، والمبالغة واقعية، من أين جاء الكتاب بهذه القوالب الجاهزة..؟
ولعل الفضيحة التي يُحاول بعض الكُتاب مداراتها بكثير من المهارة هي اتكاءهم على محاور لأفلام عالمية، وأخرى عربية لنحصل في النهاية على كوكتيل غير متجانس.
أفهم وأقدّر بطبيعة الحال حاجة الكاتب إلى تسويق عمله، وأنه الحلقة الأضعف في صناعة الدراما (رغم أن العكس يجب أن يكون صحيحاً)، وان قرار صناعة الدراما بيد من لا يملك الخبرة والمعرفة أو بيد من يملك الخبرة والمعرفة العالية بحيث يُنهي عن سبق إصرار المشروع المعرفي للفن عبر تميع كل شيء تحت يافطة التسلية والتشويق وتحت شعار "الجمهور عايز كده".