كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الفنان إيلي شويري يودّع مسرح الحياة بعد رحلة مليئة بالعطاء

فقد لبنان والعالم العربي أمس الأربعاء 3 أيار 2023 الملحن والشاعر والمطرب إيلي شويري عن عمر 84 عاماً، بعد أن أثرى الساحة الفنية على مدى ستة عقود بباقة من الأغاني الوطنية والأعمال المسرحية الغنائية.
ولد إيلي شويري في بيروت في 27 كانون الأول عام 1939 وتزوج عام 1966 من عايدة أبي عاد التي رزق منها بثلاث بنات هن نيكول وكارول وسيلينا.
يفتخر إيلي شويري بكونه ولد في العصر الذهبي للفن مع محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ورياض السنباطي وفيروز و صباح وعبد الحليم حافظ وكارم محمود ومحمد عبد المطلب وفايزة أحمد ووديع الصافي وغيرهم من عمالقة الفن الذين رسموا خريطة الأغنية العربية.
لم يكن يعلم شويري أن حادث السير الذي تعرض له وإصابته بكسر في يده سيشكل انطلاقته الحقيقية في عالم الفن وبالتحديد في اروقة الإذاعة الكويتية عام 1960 حينها دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام، وكان في العشرين من عمره. فجمعته الصدفة يومها بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود مع زميل له يدعى مرسي الحريري، وهو ملحن مصري كفيف.
بقي إيلي في الكويت أكثر من سنة، احيا خلالها بعض الحفلات الصغيرة وتعرف على الموسيقى الخليجية وتعلم ايقاعاتها.
عاد إلى لبنان وأصبح عضوا في فرقة كورال فكان من ضمن الفريق المرافق لعدد من الفنانين بينهم فهد بلان ونزهة يونس.
عام 1963 عَلِمَ شويري ان هناك تحضيرات تجري في الكواليس لإحياء مهرجان بعلبك بإشراف الموسيقي روميو لحود. فقصده في مكتبه ووعده بإعطائه دورا صغيرا في مسرحية «الشلال»... في تلك الاثناء كان الأخوان رحباني (عاصي ومنصور) يبحثان عن وجوه فنية جديدة، فأعجبا بأداء إيلي على المسرح، وهكذا بدأ رحلته مع الفن الأصيل معتبرا ان هذه الفرصة خولته التعرف على موهبته. فشارك مع الرحابنة في 25 عملاً مسرحياً حيث أسندا إليه دور "فضلو" في مسرحية (بياع الخواتم) عام 1964 وفي الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين في العام التالي.
وشارك في معظم المسرحيات التي قدمها الرحبانية وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية من (دواليب الهوا) مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها (أيام فخر الدين) و(هالة والملك) و(الشخص) و(ناطورة المفاتيح) و(صح النوم) وصولا إلى (ميس الريم).
ووصفه الاعلامي الراحل سعيد فريحة مؤسس دار الصياد بأنه ايقونة في معبر الرحابنة.
ومنذ بداياته الفنية ترجم شويري عشقه لبلده بالأناشيد التي صارت على كل لسان إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ومنها (بكتب اسمك يا بلادي) التي ألفها ولحنها عام 1973 وغناها أول مرة المطرب اللبناني جوزف عازار ومن ثم ترددت على لسان العديد من الفنانين العرب.
ومن أبرز أغنياته (صف العسكر) و(يا أهل الأرض) بصوته وأغنية (تعلا وتتعمر يا دار) التي غنتها الراحلة صباح.
وفي عام 1975 قدم بالتعاون مع الصحفي الراحل سامي غميقة برنامج (يا الله) وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحا لافتا كما وقف إلى جانب صباح على المسرح في عرض (ست الكل) وكتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل (زرعنا تلالك يا بلادي) و(بلدي) و(أنت وأنا يا ليل) و(من يوم من يومين) و(يا بحر يا دوار).
تغنت ماجدة الرومي من ألحانه (سقط القناع) و(مين النا غيرك) و(ما زال العمر حرامي) وتنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية (أيام اللولو) التي أثارت في حينها نزاعا وتنافسا على أدائها إلى أن صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.

منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017 تقديرا لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية.