كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

على خلفية تقديس الطوباويين المسابكيين الموارنة الثلاثة

شربل زوان- فينكس

قرَّر البابا فرنسيس يوم الخميس 23 أيار/مايو 2024 تقديس الطوباويين الأخوة المسابكيين الموارنة الثلاثة: فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل مسابكي، كما وصادق الحبر الأعظم على تصويت الجلسة العادية للكرادلة والأساقفة من أجل إعلان قداسة الطوباويين ايمانويلي روييس ورفاقه السبعة من رهبنة الإخوة الأصاغر الذين إستشهدوا مع المؤمنين العلمانيين الموارنة فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل مسابكي، الذين قُتلوا بسبب إيمانهم المسيحي في دمشق بسوريا بين 9 و10 تموز/يوليو سنة 1860..وسيتمّ تقديسهم جميعاً في الفاتيكان..(ألف مبروك للكنيسة المارونيّة في سوريا ولبنان والعالم..)
- وفي التفاصيل فقد إستقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس الثالث والعشرين من أيار/مايو في الفاتيكان عميد دائرة دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيللو سيميرارو، ووافق الأب الأقدس على مراسيم صادرة عن هذه الدائرة الفاتيكانية تتعلق بــ:
أعجوبة منسوبة إلى شفاعة الطوباوي جوزيبي ألاّمانو، كاهن مؤسس معهد Istituto delle Missioni della Consolata، من مواليد كاستيل نووفو دون بوسكو (إيطاليا) في ٢١ كانون الثاني يناير ١٨٥١، وتوفيّ في تورينو (إيطاليا) في ١٦ شباط فبراير ١٩٢٦؛
أعجوبة منسوبة إلى شفاعة الطوباوي كارلو اكوتيس، مؤمن علماني؛ من مواليد ٣ أيار مايو ١٩٩١ في لندن (إنجلترا) وتوفيّ في ١٢ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٠٦ في مونزا (إيطاليا)؛
أعجوبة منسوبة إلى شفاعة المكرَّم خادم الله جوفانّي ميرليني، كاهن من جمعية Congregazione dei Missionari del Preziosissimo Sangue؛ من مواليد سبوليتو (إيطاليا) في ٢٨ آب أغسطس ١٧٩٥ وتوفيّ في روما (إيطاليا) في ١٢ كانون الثاني يناير ١٨٧٣؛
استشهاد خادم الله ستانيسلاو كوستكا سترييخ، كاهن أبرشي؛ من مواليد ٢٧ آب أغسطس ١٩٠٢ في بيدغوتشش (بولندا) وقُتل في ٢٧ شباط فبراير ١٩٣٨ في لوبوني (بولندا)؛
استشهاد خادمة الله ماريا مادّالينا بودي، مؤمنة علمانية؛ من مواليد ٨ آب أغسطس ١٩٢١ في سغلغيت (المجر) وقُتلت في ٢٣ آذار مارس ١٩٤٥ في ليتير (المجر)؛
الفضائل البطولية لخادم الله غولييلمو غاتّياني (اوسكار)، كاهن من رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين؛ من مواليد ١١ تشرين الثاني نوفمبر ١٩١٤ في بادي (إيطاليا) وتوفيّ في فايينسا (إيطاليا) في ١٥ كانون الأول ديسمبر ١٩٩٩؛
الفضائل البطولية لخادم الله ايسماييلي مولينيرو نوفيلّو، مؤمن علماني؛ من مواليد ١ أيار مايو ١٩١٧ في توميوزو (إسبانيا) وتوفيّ في زاراغوزا (إسبانيا) في ٥ أيار مايو ١٩٣٨؛
الفضائل البطولية لخادم الله انريكو ميدي، مؤمن علماني؛ من مواليد ٢٦ نيسان أبريل ١٩١١ في بورتو ريكاناتي (إيطاليا) وتوفيّ في روما (إيطاليا) في ٢٦ أيار مايو ١٩٧٤.
كما وصادق الحبر الأعظم على تصويت الجلسة العادية للكرادلة والأساقفة من أجل إعلان قداسة الطوباويين ايمانويلي روييس ورفاقه السبعة من رهبنة الإخوة الأصاغر، وفرنسيس وعبد المعطي ورفائيل مسابكي، مؤمنين علمانيين، قُتلوا في دمشق (سوريا) بين ٩ و١٠ تموز يوليو ١٨٦٠، وقرر الحبر الأعظم الدعوة إلى كونسيستوار سيتعلق أيضا بإعلان قداسة الطوباويين جوزيبّي ألاّمانو، ماري - ليوني بارادي، ايلينا غويرّا وكارلو أكوتيس.
*..هذا وكان البابا فرنسيس قد أعلن في وقت سابق من العام الجاري عن رغبته برفع الطوباويين الشهداء الأخوة المسابكيين الموارنة الثلاثة الى مرتبة القديسين مع ثمانية رهبان فرنسيسكان إستشهدوا معهم بالسلاح الأبيض في 10 تموز/يوليو سنة 1860 داخل كنيسة دير الفرنسيسكان في دمشق على يد مسلحين متطرّفين..
وجاءت تفاصيل ذلك في حلقة "ظواهر" من تيلي لوميار وفضائيتها نورسات بعنوان:" قداسة الأخوة الطوباويين المسابكيين.."مع المطران الياس سليمان رئيس المحكمة الإستئنافيّة البطريركيّة المارونيّة، ومع الكاتب والباحث في التاريخ الكنسي الأستاذ ساسين العاقوري، وقد بُثَّت يوم الأربعاء في 24 نيسان/أبريل 2024 الساعة العاشرة والنصف ليلاً، وكانت الإعادة الثلاثاء في 30 نيسان/أبريل 2024 الساعة الثانية والنصف بعد الظهر..
* جدير ذكره أن تذكار الطوباويّين الأخوة المسابكيّين الثلاثة الشهداء الموارنة: فرنسيس، وعبد المُعطي وروفائيل مسابكي، يقع في 10 تموز/يوليو من كل عام..
والمسابكيون كانوا معروفين بتقواهم وقوة إيمانهم ووَفرة غناهم وكَرَم أخلاقهم وعطفهم على الفقراء والمحتاجين..
كانوا جميعهم قد تجاوزوا الستين من العمر (وهم من تجّار الحرير المعروفين، متزوجون ولهم أولاد كُثر، ما عدا روفائيل كان أعزباً).
في عام 1860، يوم ثار المسلمون والدروز في لبنان ودمشق وسائر الدول المجاورة على المسيحيين، لجأ الإخوة المسابكيّون الثلاثة وعائلاتهم مع عدد كبير من المسيحيين، الى دير الرهبان الفرنسيسكان في دمشق، بعد أن أضرم المسلمون النار في حيّ المسيحيين هناك..دخل اللاجئون مع الرهبان الى الكنيسة يُصلّون، ثمّ إعترفوا وتناولوا القربان المُقدَّس. وظلّ فرنسيس في الكنيسة جاثياً أمام تمثال العذراء مريم الأمّ الحزينة، يُصلّي برباطة جأش..
وبعد منتصف الليل، دخل الدير عُنوة، جمهور من الرُعّاع الهائجين، مُدجَّجين بالسلاح الأبيض من خناجر وفؤوس وسيوف وبلطات..فذُعِر اللاجئون ولاذ بعضهم بالفرار وإختبأ البعض الآخر.. وهرع الباقون الى الكنيسة ليَحتموا بها. فأخذ أولئك الرُعاع يَصرخون: "أين فرنسيس مسابكي؟
فدنا فرنسيس منهم، غير هَيَّاب، قائلاً لهم: "أنا فرنسيس مسابكي ماذا تطلبون؟".
فأجابوه: جئنا نُنقذك وذويك بشرط أن تُجحدوا الدين المسيحي وتَعتنقوا الإسلام، وإلاّ فإنّكم تَهلكون جميعكم..
فأجابهم فرنسيس: "إنّنا مسيحيّون، وعلى دين المسيح نَموت. لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الرب يسوع". ثم إلتفت الى أخوَيه وقال لهما: "تشجّعا واثبتا في الإيمان، لأن إكليل الظفر مُعَدٌّ في السماء لمَن يَثبت الى المنتهى"..
فأعلَنا، فوراً إيمانهما بالرّب يسوع بهذه الكلمات: "إنّنا مسيحيّون ونريد أن نَحيا ونموت مسيحيين"..
فإنهال المضطهدون إذ ذاك ضرباً عليهم بالسلاح الأبيض(بالخناجر والفؤوس وغيرها)، وقتلوهم فنالوا إكليل الشهادة، وذلك في فجر اليوم العاشر من تموز/يوليو سنة 1860..
وقد أعلن السعيد الذكر البابا بيّوس الحادي عشر تطويبهم في اليوم العاشر من تشرين الاول/أكتوبر سنة 1926.. وقد حدث ذلك بمسعى من الطيِّب الذكر المطران بشاره الشمالي رئيس أساقفة دمشق للموازنة آنذاك..
واليوم تُحفظ ذخائر الأخوة المسابكيين في صندوق خاص تحت المذبح الكبير في الكاتدرائية المارونيّة في دمشق..كما أن هناك كنيسة صغيرة تحمل إسمهم في منطقة كشكول الشعبيّة بضاحية دمشق..فيما جرى شراء قطعة أرض كبيرة على إسمهم في منطقة صيدنايا السورية..
وفي وقت لاحق كَشفت أبحاث الكاتب الديني ساسين العاقوري عن حصول نِعم وشفاءات بشفاعة المسابكيين، وأبرزها حصل بشفاء معدة الطبيبة السوريّة المارونيّة رهف لبّس.. مع العِلم أن تقديس شهداء الإيمان في الكنيسة الكاثوليكيّة ليس بحاجة إلى أيّة عجيبة شفاء مثبتة..

أحفاد المسابكيين حاضرون اليوم من خلال أعمال مختلفة لهم في العالم ولبنان، والمعروف منها أوتيل مسابكي - شتورا، وألبان وأجبان مسابكي وغيرها..لتَكُن صلاتهم معنا والى الأبد، آمين.