من نهفات بعض المؤسسات الكارهة للسوريين
2024.03.11
د. إليان مسعد- فينكس
ملك دمشق حزائيل (خزعل) (ومعناها بالآرامية: الله يرى أو رأى الله) مؤسس الدولة السورية في القرن التاسع قبل الميلاد، ألا يستحق شارعاً باسمه! فمن هذا الحثالة قاتل الأطفال بسر بن أرطأة الذي قتل التوائم الثلاث أبناء عبدالله بن عباس وبنت الحارث زعماء نجران، ليكون له شارع عند ساحة التحرير مكان التفجير الشهير؟!
حزّائيل ويرد اسمه كذلك على صورة حزقيل وحزقيال، حكم بين 842 ق. م. -794-ق. م. في عهده أصبحت آرام دمشق إمبراطورية حكمت أجزاء كبيرة من سوريا والشرق الأدنى، ولد في منطقة دمشق الكبرى اليوم وغالباً بمدينة عدرا مكان قوافل تجارة الجمال، وحزائيل حمى دمشق وسوريا من اجتياح شلمنصر الثالث، وافتتح كامل سوريا الطبيعية وسوريا العربية الصخرية و بلاد الشام ووحدها وأنشأ ميناء ايلا على خليج العقبة، وهدّد مدينة أورشليم.
واشتهر حزائيل بأنه مؤسس المذهب العرفاني الغنوصي التوحيدي، وبعدائه للملك يوآش ملك يهوذا ويهوآحاز ملك السامرة لانسحابهما من التحالف السوري الكبير وقتلهما بمعركة تل دان تاركاً نقشاً مهماً هناك يثبت انتصاره عثر عليه المنقب فرانكلشتاين.
أما قبر الملك حزائيل (خزعل) في داريا، فقد حوّلته أوقاف الريف لجامع تصوروا اسمه جامع نبي الله حزقيال (الاسرائيلي - اليهودي)! تصوروا ليحولوا قبر من هزم الاسرائيليين، وذلك بثلاث معارك فاصلة في التاريخ، أهمها معركة بيت صيدا حيث قتل ملكي السامرة وأورشليم يهورام وآخاز، وبشهادة مكتشفها اسرائيل فرانكشتاين الأركيولوجي الشهير ومؤلف كتاب التوراة، وقد رفع الغطاء عنها، وينتقمون من قبر حزائيل بعد ثلاثة آلاف سنة من المعركة ويحولوه لجامع باسم اسرائيلي صرف نبي الله حزقيال الذي عاش ومات قرب بابل وقبره هناك معروف ويزار.
مولاي حزائيل (خزعل) ملك دمشق تمثالك المهيب من العاج بمتحف اللوفر بأمان، وإلّا لكانوا حطموه كما فعلوا بتدمر وفسيفساء معرة النعمان وتمثال أبو العلاء المعري وكتابات ايبلا وقبرك بداريا، وكان لي شرف زيارة تمثالك باللوفر بباريس حيث يقبع سعيداً بأمان في شباط 1984، وإلقاء التحية لك وعليك،
والآن بماذا اعترفت التوراة حول الملك حزائيل؟
حزائيل في التوراة
أولاً قصة وفاة هدد عازر
أرسل هدد عازر منذ أن كان مريضاً حزئيل إلى النبي اليشع لمعرفة المزيد عن المسار الإضافي لمرضه. قال إليشع لحزائيل إن هدد عازر سيتحسن، لكنه سيموت بعدها. كذلك تنبأ اليشع بأن حزئيل سيصر ملكاً جديداً، وهذا ما حصل
وبالحرب اللاحقة ضد مملكة السامرة.
بعد عودته إلى هدد عازر، أبلغه حزائيل عن الشفاء بحسب النبوءة. لكنه لم يخبره ببقية كلمات النبوءة عن الموت. الوصف التالي للتوراة لوفاة هدد عازار غير واضح: سفر الملوك الثاني الأصحاح 8 :«14 فانطلق من عند اليشع ودخل إلى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع. فقال قال لي انك تحيا. وفي الغد أخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجه هدد عازر ومات وملك حزائيل عوضا عنه». ليس من الواضح تماماً من الذي أخذ اللبدة أهو حزائيل و«على وجهه» إن كان المقصود الملك)، حتى وإن كان السياق يفهم منه ذلك.
بعد وفاة هدد عازار، صار حزئيل الملك الجديد.
الحرب ضد يورام ملك السامرة الذي حاول التملص من التحالف الآرامي الكبير بقيادة دمشق، ويقول سفر الملوك:
في نفس الوقت الذي قام فيه ياهو ضد يهورام ملك السامرة وأخزيا ملك يهوذا وقتلهما، شن حزائيل حرباً ضد مملكة السامرة، وانتصر بها في النهاية.
ثم الحرب ضد يواش ملك يهوذا
نحو السنة 23 لحكم يوآش ملك يهوذا قاد حزائيل حملة ضد مملكة يهوذا. وبعد أن هزم جت واحتلها، صارت أورشليم هدفه التالي. وبتسليم كنوز المعبد ودفع الجزية لدمشق تمكن يوآش من إنهاء الحرب، وبالتالي أصبح تابعاً لحزائيل وضمن التحالف بقيادة ملك آرام دمشق وكل ماسبق أكدته مكتشفات نقش تل دان.
أما الأهمية التاريخية لملك دمشق حزائيل فتتلخص بما يلي:
الملك حزائيل ملك آرام دمشق وزعيم التحالف الآرامي الكبير (السوري) هزم الآشوريين والسامرة (اسرائيل) ويهوذا، وأوقف مصر وراء سيناء، واستوعب البدو حتى وادي القرى،
موحداً ممالك آرام في سوريا القديمة من طوروس الى الحجاز، ومن سيناء الى بابل بفدرالية فريدة.
حازائيل (Hazael) ملك آرام دمشق استلم الحكم بعد انقلاب على بن حداد الأول 842 ق. م، وقدر ان يوحد الإمارات الآرامية كلها بنموذج دفاعي سياسي.
قاد حملة كبيرة ضد السامرة و يهودا وفيليستا في بلاد كنعان (فلسطين) وانتصر عليها بمعركة الرمثا وتل دان و سيطر عليها، ولم يرفعوا بعدها عقيرتهم وبقوا جميعاً تحت حكم آرام دمشق حتى سقوط الجميع بعد قرن ونصف بيد العسكريتاريا وآلة الحرب الآشورية، وقد ألزم مصر وآشور حدودهما، وصد آشور عن دمشق عدة مرات وفتح التجارة العالمية.
وهذه الامبراطورية السياسية التجارية الدفاعية الآرامية صمدت بوجه الغزو الآشوري لسوريا وحمت دمشق رغم الحصار، وحمت المصالح الاقتصادية للجميع، وعرف حازائيل من نصبه التاريخي بتل دان بالجولان في سوريا على حدود فلسطين (تل القاضي) وهو مذكور بالعهد القديم عدة مرات مع اعتراف بالهزيمة.
قبره في داريا شيدت عليه الأوقاف جامع باسم نبي الله حزقيال اليهودي فتصوروا!