كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. عبد الله حنا: الدعوة لتحرير المرأة وانتشار السفور في مصر

بدأ عصر النهضة العربية والتنوير الاسلامي يدقان أبواب المجتمعات العربية الراكضة منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وكان من إحدى مظاهر هذه النهضة الدعوة لتحرير المراة وإخراجها من القمقم الذى وُضعت فيه لقرون طويلة. ومع عصر النهضة تبلور تيار تحرير المرأة في أوساط المتنورين المسلمين مما دفع قاسم أمين وبتوجيه من الإمام محمد عبده إلى إصدار كتاب تحرير المرأة عام 1899. وقد اعلن الكتاب بجرأة أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وأن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين. ولقيت دعوة تحرير المرأة تأيدا من شخصيات مصرية هامة كسعد زغلول وأحمد لطفي السيد.

وجاءت ثورة 1919 الوطنية (بتحالف المسلمين والأقباط) واشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي فيها في مظاهرة 20 مارس 1919 لتفتح الطريق أمام الحركة السياسية للمرأة والدخول في معركة السفور والحجاب من أبوابها الواسعة.
وقد ولعب سعد زغلول قائد حزب الوفد وزعيم الحركة الوطنية المصرية دورا في دفع معركة تحرير المرأة نحو النصر. فقد دعا النساء اللواتي تحضرْنَ خطبه أن يزحن النقاب عن وجوههن ففعلن. وتميزت عشرينيات القرن العشرين في مصر بسير مثقفيها على خطى النهضة والتنوير. وقد نشرت عام 1928 الكاتبة نظيرة سيف الدين كتابها "السفور والحجاب" الذى أثار سجالا طويلا في المجتمع حين ذاك, بين أنصار السفور والحجاب.
كما كان لمثقفي مصر التنويريين دور في معركة السفور والحجاب في الربع الثالث من القرن العشرين. فقد دخلوا بجرأة وعلمية في موضوع موقف الإسلام من الحجاب.