كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

روح الشهيد الأسمى ترفرف في المؤتمر الإعلامي لمحمد عفيف

فينكس

كُثر من العملاء والخونة العرب، زاودوا على العدو الإسرائيلي، وفاقوه أمنيات ورغبات، على خلفية الاغتيالات التي طالت بعض قيادييها وعلى رأسهم الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله، بهزيمة المقاومة وانكسارها في لبنان.

بيد أن المؤتمر الإعلامي الذي عقده أمس مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، ومن قلب الضاحية الجنوبية، أتى ليؤكد جملة من الحقائق، منها:

-الشجاعة النادرة في عقده للمؤتمر من ركام الضاحية الجنوبية، مع معرفته بأنه مستهدف من قبل العدو الإسرائيلي وعملائه ووكلائه، بدليل قصف مقر مكتب العلاقات الإعلامية في بيروت من قبل العدو قبل نحو عشرة أيام.

تأكيد عفيف أن المقاومة بخير، وكذلك مخزونها من السلاح، ودليلنا كمراقبين على ذلك ازدياد القوة النارية للمقاومة توازياً مع تطورات الأحداث ووقائع الميدان.

-الإشارة إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف المدنيين بذريعة وجود مخازن أسلحة وهذه الحقيقة أكدتها غارات العدو الهمجية على الضاحية ليتبيّن للجميع أنه لاتوجد أسلحة ولامستودعات ذخيرة، وهذه السردية الصهيونية تتبناها فضائيات اعلام البترودولار وبعض الاعلام اللبناني.. الخ.

-تطرق عفيف، وبلطف إلى حد كبير، لسقاطة بعض الإعلام اللبناني والذي فاق -من وجهة نظرنا- في وضاعته وخدمته للعدو اعلام البترودولار الذي وُجد أصلاً لخدمة مصالح العدو الإسرائيلي.. ذلك البعض من الاعلام اللبناني الذي يتبنى سرديات العدو لابل ويُسر بها ويروّج لها دون أن يرف له جفن! قبالة عدم اهتمامه بالحقائق الإعلامية التي يقدمها اعلام المقاومة. طبعاً، ليس فقط بعض الاعلام اللبناني من يتبنى سرديات العدو ويزاود عليها، بل كذلك وكالات إعلامية عالمية كرويترز وفرانس برس وسواها.

- ولعل أهم رسالة أتى عليها المؤتمر الإعلامي أمس في الضاحية، هو التأكيد الثلاثي لعفيف، للمراهنين على سقوط المقاومة، وتسرعهم للاستثمار السياسي، من خلال قوله لهم: "بكير بكير بكير"، مذكّراً إياهم بالخطأ الذي وقعوا فيه إبّان حرب تموز عام 2006، ولعل الكثيرين مازالوا يتذكّرون كيف كان الانقسام في لبنان على أشده وكيف سارع فريق سياسي لبناني لمباركة العدوان الإسرائيلي، ولاداعي لنكئ الآلام السياسية والوطنية لتلك الفترة، لكن ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين.

تأكيد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله على تقصير بعض المؤسسات والأجهزة اللبنانية المعنية في ملاحقة عملاء السوشيل ميديا، والذين ينشطون بطريقة وقحة ومستفزة فاقت حدود أي تصور!

أحسن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، صنعاً، من خلال تجاهل مايُقال عن مصير السيدين هاشم صفي الدين ووفيق صفا (علماً أن ثمة بيان سابق للحزب يفيد أن وفيق صفا لم يكن موجوداً في المكان الذي استهدفه العدو في بيروت قبل بضعة أيام).. نقول أحسن صنعاً، لأن أي جواب بهذا الخصوص ستكون فيه خدمة للعدو.

والأهم من كل ماسبق ذكره، أن اطلالة مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله أمس، أثبتت للجميع مدى تماسك الحزب في بناه السياسية والعسكرية والإعلامية، وانه حزب مؤسساتي ضارب جذوره في أعماق المجتمع اللبناني.

ختاماً، لاحظ كثيرون ممن تابع المؤتمر الإعلامي لعفيف، ومن خلال نبرة صوته، والنقاط الهامة التي ركّز عليها في خطابه، كيف كانت روح سماحة السيد الشهيد الأسمى حسن نصر الله حاضرة في كل حرف ونقطة وفاصلة.. وللأمانة، لاحظنا حضور روح سماحة السيد نصر الله في الخطاب الثاني (الأخير) للشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله؛ ويقيننا أن كلّ شخص في حزب الله أياً كان موقعه العسكري أو السياسي أو الإعلامي تعبق في روحه نفحات عطرة من روح سماحة السيد نصر الله. وعموماً إن دل هذا على شيء فإنه يدلّ على أن من يهتدي بالطريق الذي رسمه سماحة السيد الشهيد الأسمى فلن يضل الطريق، لذا نختم بالقول لأبناء يهوذا من عرب وعبرانيين وغربيين: انتظرونا في الميدان.. إن غداً -وإن طال- لناظره قريب.