كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حين تصنع "أذن ترامب المقدّسة" الخراب القادم

أحمد حسن- فينكس

ربما، ونقول ربما، لم يكن للرصاصة التي أصابت "أذن ترامب" سوى مهمة واحدة وهي اجتراح معادلة طرديّة جديدة وكتابتها على "لوح" العالم السياسي لتنضم إلى معادلات وأفكار كبار فلاسفة السياسة، ومفادها أن الطنين في "الأذن الرئاسية الأمريكية" سيتحول إلى هدير خراب في ساحات الكوكب بأسره، وأن "الشعبوية الفظّة والجشعة" هي "الموديل" الرئاسي القادم والذي يجب على الجميع ارتدائه لكن "بتفصيل" يتناسب مع مقام ودور كل رئيس دولة على حدى.
فقبل أن "تنشف" الدماء عن "الأذن المقدّسة" أعلنت شبكة "سي إن إن" الأمريكية –وبالطبع من يقف خلفها- ونقلاً عن أشخاص مطلعين! بأن واشنطن "تلقت معلومات استخباراتية من مصادر بشرية خلال الأسابيع الماضية حول مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال ترامب".
وقبل أن ينتهي ترامب من إعلانه اختيار "جيه دي فانس" نائباً له في السباق للرئاسة الأمريكية، قال هذا الأخير "إن بريطانيا قد تصبح دولة إسلامية بسلاح نووي في ظل حكم العمال"، ورغم أنه، ومعه صحيفة "الغارديان"، أوضحا إنها مجرد نكتة، إلّا أن "الطقم" السياسي البريطاني، الذي يعرف ترامب ونائبه جيداً، لم يستطع الابتسام لأن " بعض النكات قد تكون مستفزّة".
وللإيضاح أكثر فإن من يعرف "السي أن أن"، ومصادرها المطّلعة! يعرف جيداً أنها أطلقت إشارة البدء لتوجيه فوهة المدافع في ولاية ترامب القادمة نحو ايران، وذلك أمر معتاد أمريكياً، لكن خطورته بالنسبة إلينا تتمثّل بأن من يعرف عملية الاستتباع الإقليمية يعرف جيداً أن المدافع "العربية" ستتجه نحوها أيضاً، وبالتالي فإن فاتورة "الجزية" و"الحماية" سترتفع مليارات أخرى، وأن "اتفاقيات ابراهام" ستعود إلى طاولة التداول قريباً جداً، والمهم أن أحداً في المنطقة لن يتعامل منذ لحظة "أذن ترامب" مع جو بايدن إلّا كرئيس سابق وأولهم نتنياهو، وما يعنينا من ذلك أن مجزرة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مستمرة حتى إشعار آخر، وبالمناسبة فإن "مدير صندوق التحوط الملياردير الصهيوني بيل أكمان، الذي كان من أبرز الداعين إلى إزاحة عميدة الدراسات الاجتماعية وعميدة كلية الآداب والعلوم في جامعة «هارفارد» كلودين غاي، بسبب موقفها المناصر للقضية الفلسطينية"، أعلن دعمه الصريح لترامب. وأيضاً من يعرف "فانس" جيداً يعرف أن "النكتة البريطانية" هي تعبير فعلي عن حقيقة توجهاته كونه المدافع القوي "عن سياسة الحماية للتجارة الأمريكية التي تبنّاها ترامب، وكذا فرض تعرِفات جمركية على البضائع المستوردة"، وبالتالي لا حلفاء هنا بمنأى عن الضرر الترامبي القادم.
خلاصة القول، السيناتور تيم سكوت من ولاية "ساوث كارولينا" أعلن في مهرجان لحزبه الجمهوري ووسط تصفيق حاد، إن "الشيطان ظهر في ولاية بنسلفانيا وهو يحمل بندقية، لكن الأسد الأميركي نهض على قدميه وزأر"، وعلى ما يبدو فإن "الزئير" موجه نحو الجميع، ففيما قال 80 في المائة من الناخبين المشاركين في استطلاع رأي عام لوكالة رويترز إن "البلاد تخرج عن نطاق السيطرة"، فإن100 في المائة من سكان كوكب الأرض سيقولون، لو عممّت رويتر استطلاعها عليه، إن العالم بأسره يخرج عن نطاق السيطرة ويدخل حفلة جنون قاتلة، لأن "البلطجة" هي شعار المرحلة القادمة، لذلك يا "بلطجية العالم اتحدوا".. ثم ليكن الخراب.