كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مقتطف من كتاب "فساد النظام العالمي"

نصر شمالي

في العام 1241 م، أي بعد بداية الحملات الفرنجية بحوالي 150عامأ، وبفضل تلك الحملات وتفاعلاتها الإجمالية، ارتقت الصناعات الحرفية وانتعشت التجارة في أوروبا عموماً، فتأسس في ألمانيا وهولندا "اتحاد المدن التجارية"، وكان نهوضه الذي اكتمل في القرن الخامس عشر بداية الانهيار العالمي لنظام الحرفة والتجارة العربي الإسلامي..
وفي أواخر القرن الخامس عشر، مع سقوط غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس، صار الاتحاد يضم نحو أربع وستين مدينة/دولة، فامتدت فروعه من مدينة نانت على اللوار إلى مدينة نوفجورود في أقصى الشمال الغربي الروسي عبر ألمانيا وبولونيا.. وقد توفرت لذلك الاتحاد الأوروبي جميع أسس الدولة: الجيوش، والأساطيل البحرية، والسلطات الاتحادية التي تسن القوانين وتبرم المعاهدات.. الخ، فكان مشروعآ عالميآ يليق بنهايات عصر قديم (العربي) وبدايات عصر جديد (الأوروبي)..
وإنه ليفترض أن يكون مفهوماً أن حلف الأطلسي القائم الآن ليس سوى استمرار بلا انقطاع لذلك الاتحاد الأوروبي القديم، الذي أمسك بزمام العالم منذ أواخر القرن الخامس عشر، وما زال!
----------
دمشق - عن كتابي "فساد النظام العالمي" الصادر في عام 1995