كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قصة كذبة هيئة الأمم المتحدة

نصر شمالي

في عام 1945 تأسست هيئة الأمم برعاية واشنطن، وفي عام 1949 دعت واشنطن إلى إعادة إدماج اقتصاد المستعمرات المستقلة حديثاً في دورة الاقتصاد العالمي، وهي المستعمرات التي يسكنها 70 بالمائة من سكان العالم!..
لقد أنشئت هيئة الأمم بالضبط لاحتواء المستعمرات السابقة، أي لاستعمارها بطريقة أخرى! وسرعان ما لبت الدول الاستعمارية دعوة واشنطن، وسرعان ما تأسست الهيئات الدولية المتخصصة الكفيلة بتحقيق الغرض المطلوب أميركياً!
لقد تبنت دعوة واشنطن جميع المؤسسات المالية والاقتصادية في الدول الصناعية وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكذلك تبناها بحماسة خبراء المال والأعمال وحكوماتهم في المستعمرات المستقلة حديثاً! وهكذا انطلقت منذ نهاية الأربعينيات حمى محاولات النمو والتطور، و"اللحاق بركب الحضارة" بمساعدة هيئة الأمم وقروضها وخبرائها! وحدث ذلك كله داخل الشبكة/المصيدة التي نصبتها واشنطن والتي هي هيئة الأمم!
وبعد عقود انكشفت اللعبة الربوية الجهنمية عن دمار شامل للأكثرية الساحقة من الأمم، فقد زادت ديون إحدى الدول في أميركا الجنوبية 250 مرًة عن حجم منتوجها القومي بمجمله بحيث أن قيمة ذلك البلد بكامله لا تسدد سوى 1 من 250 من حجم الديون المترتبة عليه!
وقد صارت الأمم تطالب بإلغاء الديون حيث يستحيل سدادها ولو على مدى مئات السنين، وهاهنا أسفرت واشنطن عن وجهها الحقيقي وأدارت ظهرها للشكليات المنطقية والحقوقية والديمقراطية والإنسانية، وعادت إلى أسلوب الاستعمار، إنما بالحروب المخصخصة التي يخوضها المرتزقة لصالح الشركات الربوية العالمية، والتي تأخذ ظاهريآ شكل حروب أهلية داخلية، كما هو الحال في بلادنا وفي العالم عموما اليوم!