كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عيد الجلاء

علي سليمان يونس

نيّف وسبعة آلاف سنة.. مقدسة انتِ يا أرضنا، مجبولة بالطهر والبركات، مضمخة بدماء الشهداء، ترفضين الدنس وتأبين الذل والهوان..
ونحن إذ نحتفل هذه الأيام بعيد الجلاء.. جلاء المستعمر الفرنسي الغاشم عن آخر شبر من أرضنا الحبيبة.. فإن احتفالنا {مجازي}، فهذه الأرض الطاهرة كانت دائماً مطمعاً للأعداء بخيراتها وموقعها.. ولكنهم لم يستطيعوا أن يبقوا فيها أو يقيموا عليها لأنها كانت دائماً تلفظهم، وكان مصيرهم الفرار أو السحق على أبوابها. فكل يوم من أيامنا هو عيد للجلاء.. وهو عيد للزهو وللنصر وللشهادة والبطولة والصمود.
أرض حماها الله وبارك ترابهاً وماءها وهواءها، بشراً وشجرا وحجرا ولأنها محمية من الخالق فهي لا ترضى بالهزيمة ولا ترضى الخنوع والذل. وكانت دائماً مقبرة للغزاة، وفي كل حقبة من حقب الزمن.. كانت تلفظ الطامعين بها المدنسين لأرضها.. ولأنها أرض الخصب والعطاء كانت تلد الأبطال والمقاومين والقادة العظماء.. امثال: يوسف العظمة، وإبراهيم هنانو، وصالح العلي، وسلطان باشا الأطرش، وآلاف الأبطال الذين سطروا بدمائهم ملاحم البطولة والعز والشرف والكبرياء.
واندثرت أسماء المعتدين وعدتهم وعتادهم وجنودهم وقادتهم.. وبقيت سورية على مر الزمن والعصور أرضاً مباركة مقدسة.
وهي اليوم إذ واجهت -ولا تزال- عدوانا كونيا لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل. فإننا نذكر المعتدين الجدد ان يعتبروا من المصير الذي آل اليه تجمع الأعداء والطامعين بها والذين دحرتهم على مر العصور وسحقتهم على أبوابها.
ونقول لهم لان عدتم إليها اليوم من الأبواب والنوافذ والحدود لتثأروا لهزائم من سبقوكم مستهدفين البشر والشجر والحجر.. تنفثون سموم حقدكم الأسود.. تقطعون الرؤوس وتأكلون الأكباد وتبقرون بطون الحوامل، وتنشرون الظلام والتوحش والهمجية والبربرية فإنكم ستندحرون وتهزمون.
فسورية عصية عليكم كانت وستبقى، وسيبقى علمها خفاقا، ونورها مشعاً يضيء سماء البشرية ويبدد دياجير الظلام والجهل.
سورية الخالد الأسد حافظ انتصرت؛ وهي منتصرة بهمة شعبها العظيم، وجيشها الباسل، واصدقائها الاوفياء، وقائدها المقاوم السيد الرئيس الاسد البشار.. والأيام بيننا..
إن كل يوم من أيامها هو عيد للجلاء والنصر لأن دماء الشهداء الابرار ستهزم الغزاة وستزهر فجراً، وتشع نوراً، يتوج مستقبلها القريب بأكاليل الغار.
كل عام وأنتم بخير.