كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الرابع من نيسان شرقي: نهاية البرد وعودة الخضرة وتفتح الأزهار

غزوان أحمد علي

ونحن في زمن (انقضاء البرد مِن الحر)، نُودّع (البرد)، ونستذكرُ ما ظهر في التّاريخ في ذلك، فقد جاء في كتب التّاريخ أنّ عمْراً بنَ لُحَى الخزاعي الذي كان حاكمَ مكةَ زمنَ الملك [سابور] الفارسي، أنّ عمْراً بنَ لُحَى اتّفق مع معظم تُجّار مكة لأجل الاتّجار بالعبادة، فعمد إلى حَرْفِ الناس عن دين التّوحيد، دين التوحيد الذي كان جاء به نبيّ الله إبراهيم (ع)، وكان عمرو قد وجد في مملكة [سابور] التي كانت على دين التوحيد أعياداً في [التوحيد] في الحَرّ والبرد، فحرّفها قاصداً عامداً، وهواه الاتّجار بالعبادة، فأسقطها على الأصنام، فقال للعرب: "إنّ ربّكم يتصيّف بِــ[اللّات] لبرد الطّائف صيفاً ويشتو بــ[العُزّى] لدفء تُهامة شتاءً"!
فكان عمرو هو [الضّد] للحقيقة، الضّد لما كان مِن توحيدٍ زمنَ [سابور]، ويستمرّ الجدل في [مكة] إلى أنْ جاء [لؤي] الجد الثامن للنبيّ [محمد]، وكان دين [التوحيد] قد أَفِلَ بعد [سابور]، فجدّده [لؤي] في مكّة، وكانَ مِن طُلّابِهِ فيها: الشّاعرُ المكّي المُتحنّف: [شحنةُ بنُ خلف الجُرهمي] الذي تصدّى لــ[عمرو بن لُحَى الخزاعي] قائلاً:
يا عمرُو إنّكَ قد أحدثتَ آلهةً
..................... شتّى، بِمَكّةَ حولَ البيتِ أنصابا
وكانَ للبيتِ ربٌّ واحدٌ أبداً
..................... وقد جعلتَ له في الناسِ أربابا
هي مناسبة عيد الربيع، عيد آخر المطر، عيد [انقضاء البرد من الحر]، عيد: [شمّ النسيم]، كما في مصر، الذين يعدونه مِهرجاناً وطنيّاً، وهو عندَهم يأتي بعد عيد الفصح الشرقي، وفي ذلك نستذكر أيضاً ما جاء في التاريخ عن مشايخ الدعوة الذين استجاب الله تعالى لـدعائهم -في مثل هذه الأيام- حين توسلوا إليه في فترة انقطاع المطر عن حماه وما آلَ إليها من الأمصار والأقطار في عهد السلطان عماد الدين الحموي المُلَقَّب بـــ أبي الفداء، ولهذا سموا برجال الدعوة، وهم (ق): -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻧﻲ ‏[ﺍﻟﺠﺪﻳﻠﻲ] -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺮّ ﺍﻟﺘﻮﻳﻨﻲ -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﺮﻳﺐ ﺣﺮﻳﺼﻮﻥ -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ ﺩﻳﺪﺑﺎﻥ -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﻀﻮﻳﻌﻲ -الشيخ علي الصغير [القصير] -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﻠﻢ البيضا -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ علي [العدة] -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻄﺮﻃﻮﺳﻲ -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ -الشيخ منصور الغرابيلي- قدسهم الله: آمين.
وكلّ عامٍ وأنتم بوافر الخير.