كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تكساس لا تطالب بالانفصال وليس لديها قدرة عليه

عقيل هنانو

لا تطالب تكساس بالانفصال، وليس لديها قدرة عليه، ولا ترغب بالإنفصال.. تكساس يحكمها الجمهوريون، والادارة الاميركية يحكمها الديمقراطيون، وهدا العام هو عام الانتخابات الرئاسية، والمناكفات ببن الحمهوريين والديمقراطيين تشتد في الحملات الانتخابية، لكن هذه المناكفات التي تشتد وتخرج الى العلن تبقى تحت السيطرة، فأميركا ليست الاتحاد السوفيتي، قد تخف سطوتها وقد تتقلص قدراتها وقد تتراجع سياساتها، ولكنها تبقى أكبر الاقتصاديات العالمية، أكبر القوى العسكرية في الكون، قادرة على تدمير اقتصاد العالم أو محو دول بمجملها من وجه البسيطة…
إلى الآن ومع كل إجرام سياسات اميركا، ليس فقط بحق الشرق العربي، ولكن العالم أجمع، أوروبا أولاً وافريقيا واميركا اللاتينية، وآسيا، لا توجد سياسة دولة في هذه الكرة الأرضية و أولهم روسيا والصين تصك أو تخطط أو تتقدم بمشروع دون أن تأخذ مصالح اميركا بعين الحسبان وتوضع سياسات بديلة في حال اعترضت اميركا أو غضبت..
نعم هناك غضب عالمي تجاه الولايات المتحدة الاميركية، وهناك تمنيات جمة لدمار أو خراب أو الانتقام من اميركا، ولكن ذلك الغضب الدفين والعلني وتلك التمنيات لا تؤدي الى تحويل الواقع وتطويع اميركا الى ما نريد، اميركا عالمياً ينطبق عليها المثل الشعبي السوري "عيني فيه وتفو عليه"… اميركا سيدة العالم باعتراف خصومها قبل أصدقائها، يمكن رفض سطوتها ويمكن ممانعة رغباتها ويمكن الوقوف بوجه مطامعها، ولكن لا يمكن هزيمتها، إن أرادت المواجهة والقتال، ولا يمكن التصور أننا قادرون على خوض حرب مباشرة معها.
اميركا تاريخياً ترحل حين يصيبها الملل وتصبح كلفة مكاسبها أكبر من كلفة تواجدها في جغرافية بعينها، كما فعلت في أفغانستان، فنزويلا، كوبا، وكما يحدث الآن في سورية والعراق واوكرانيا، يخف الاهتمام ولكن القدرة على العودة والاهتمام من جديد أمر جد سهل ممكن التحقيق.. أميركا واقع صعب يمكن التعامل معه، ولكنها ليست وهماً ولا تواجه بالأحلام والتمنيات….
فمن يتصور ان خلافاً سياسياً بين ولاية من الولايات أو بين عشرين ولاية وإدارة مركزية فيدرالية سينهي اميركا ويقسم البلاد، أقول كان ذلك حلم يقظة جميل، فيلم في خيالنا قد نتمناه، ولكن الواقع غير ذلك، وافشال خطط اميركا يحتاج إلى صبر وتصميم وإيمان وليس اضغاث أحلام…
لدى اميركا ٩٦ سفارة على وجه المعمورة، ولديها بالمقابل ١٩٨ قاعدة عسكرية ولديها دولار متواجد في كل اقتصاديات العالم، إن انهار على الدنيا السلام، اميركا قوة عظمى ولكنها تخشى الشعوب الحرة والدول المصرة على الاستقلال، اميركا لا يواجهها إلا السادة، لكنها ليست فأراً مسخاً، وليست قطاً وديعاً، هي وحش ضخم رهيب ولا يواجه بأحلام وتمنيات بل بجعل واقع تواجده صعب محال.