كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ابن تيمية وتحريم الكمياء

الكيمياء منذ الخليفة معاوية الثاني
ابن تيمية وتحريم الكمياء
وتكفيره لجميع علماء المسلمين وفلاسفـتهم في عصر النهضة الإسلامية الأولى.
د. إليان مسعد
قال ابن تيمية في مجموع الفـتاوى (٢٩/ ٣٦٨-٣٦٩):-
(أهل الكيمياء من أعظم الناس غشاً)- (الكيمياء محرّمة باطلة)- (الكيمياء أشدّ تحريماً من الربا)- واستدل على تحريمها بقوله: (لم يكن في أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ولا من علماء الدين ولا الصحابة ولا التابعين)، طبعا وقوله هذا غير صحيح.
وقوله: (وكل ما أنتجته الكيمياء من منتجات هي مضاهاة لخلق الله، وبالتالي هي محرمة)، وقوله: (الكيمياء لم يعملها رجلٌ له في الأمة لسان صدق، ولا عالم متبع، ولا شيخ، ولا ملك عادل، ولا وزير ناصح، إنما يفعلها شيخ ضال مبطل). وقال عن أبي الكيمياء العالم العظيم جابر بن حيان: (وأما جابر بن حيان صاحبُ المصنّفات المشهورة عند الكيماوية، فمجهولٌ، لا يُعرَف، وليسَ له ذكرٌ بين أهل العلم، ولا بين أهل الدين).
وعن الخوارزمي، الذي كان فقيهاً عالماً، ووضع علم الجبر لتيسير عـلم المواريث في الفقه الإسلامي، قال ابن تيمية: (الجبر والمقابلة وإن كان صحيحاً هذا العلم، إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه، لأنه - يعني الخوارزمي - منجّم ومترجم لكتب اليونان وغـيرهم).
وقد حطّ ابن تيمية في فتاويه وأقـواله على جميع علماء المسلمين وفلاسفـتهم في عصر النهضة الإسلامية، واتهمهم بالكفر والإلحاد والزندقـة والسحر والكذب، كابن سينا، والفارابي، والكندي، واليعقوبي، والرازي، والجاحظ، وابن الهيثم، والإدريسي، وغـيرهم.
وخذ هذه المقولة لتلميذ ابن تيمية النجيب ابن قيم الجوزية من كتابه "هداية الحيارى"، فهي ستلخص لك القضية، وتوضح لك لماذا صرنا أمة متخلفة:

(وإن كان غير المسلمين من الأمم أعـلم بالحساب، والهندسة، والكـمّ المتصل، والكـمّ المنفصل، والنبض، والقارورة، والبول، والقسطة، ووزن الأنهار، ونقوش الحيطان، ووضع الآلات العجيبة، وصناعة الكـيمياء، وعلم الفلاحة، وعلم الهيئة، وتسيّر الكواكب، وعلم الموسيقى والألحان، وغير ذلك من العلوم التي هي بين عـلمٍ لا ينفع وبين ظنونٍ كاذبة).

ملاحظة من فينكس: كان الإماما جعفر الصادق من أوائل المسلمين الذين عملوا في الكيمياء، فهل هو في نظر ابن تيمية ليس عالماً وعربياً ولامسلماً؟!