كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"إيلاف" والذكاء الاصطناعي وعثمان العميري والمجالي

نصر المجالي:

أما بعد.. ومع إطلاقها في الأسبوع الأخير، الذكاء الاصطناعي لإسناذ أدائها المهني تماشيا مع متطلبات العصر الإعلامي الرقمي، تواكب "إيلاف" التطوّرات المتسارعة في العالم، وتؤكّد حضورها البنّاء والفاعل في عالم التقنية الحديثة (الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي)، لتكون أول صحيفة إلكترونية ناطقة بالعربية فيها، فإن هذا اليوم يصادف ذكرى عبقرية مرموقة لإطلاق (إيلاف) كأول يومية عربية عبر أثير الإنترنت يوم 21 من مايو (أيار) 2001 من عاصمة الضباب لندن، على يد الصحافي العربي المتميز الجهبذ عثمان العمير (الصورة).
ولا زلت أذكر لحظة مكالمته الهاتفية لي عصر ذات يوم ربيعي ذلك العام، وأنا في مكتبي بوكالة (يونايتدبرس انترناشيونال UPI) وكانت في مقر تلفزيون (MBC) في لندن، للانضمام للزلزال غير المسبوق في بلاط الصحافة العربية، وكان ما كان وكانت خطوة وداعي الأخير للصحافة الورقية، واستمرت (إيلاف) منبراً عربياً ليبرالياً منيراً ساطع الحقيقة في مواجهة عالم يلفه الظلام والرعب، عصياً متجبراً متشدداً بعنت وقهر في التعاطي مع الحريات والمعرفة والفكر المستنير، تسيّدته أنظمة وأدوات قهر مستبدة في مصير الشعوب، مدعومة بتجبر واستكبار من عصابات المتشددين الظلاميين وأئمة الكراهية أعداء الرأي والرأي الآخر والانفتاح والشفافية والإنسانية سواء بسواء، فكانت لـ(إيلاف) معاركها ومواجهاتها التي ظلت تنتصر فيها على الدوام.
كنت غادرت (إيلاف) العام 2006، لنحو سنوات ست بعد أن أطلقت منافستها ورصيفتها (آرام) التي أعلنت توقفها لظروف لا داعي لشرحها في هذا المجال، وعدت إلى حضن إيلاف مجددا بعد اتصال هاتفي من عثمان العمير، وكان أقصر اتصال هاتفي بين اثنين، حيث فاجأني بالقول: متى أول تقرير منك؟ قلت غدا.. فأغلق الخط، وكان ما كان، وكانت العودة العام 2012 إلى هذه اللحظة.
فقط للتذكير، عثمان العمير زميل تاريخي، بطعم ونكهة مختلفتين عن بقية الكائنات الحية، لقد امتدت علاقاتي مع هذا المتفرد لعقود لندنية مثيرة وكنا نفترق ونلتقي أوقاتا كأنها الأمس والبارحة، وقد كنت عملت معه لسنوات مديرا لتحرير صحيفة (الشرق الأوسط) حين كان رئيسا لتحريرها، عثمان العمير هنئيا للصحافة بك، وهنيئا لك بها فقد رفعتها إلى آفاق غير مسبوقة وبهمة عالية لا تلين..!