كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

نداء صالح: جارة عمتي.. صاحبة التنورة القصيرة

زيارة عمتي... إحدى المتع القليله التي سمح بها والدي... أحببت هذا البيت الذي لا تدخله الشمس الا من زاويه صغيرة... ووقعت في غرام السلم المؤدي للطابق الثالث حيث يضيء وجه عمتي...
حفظت وجوه جيران عمتي.. حتى أنني بقيت أتابع بشغف تفاصيل همومهم اليوميه...
كلّ الثرثرات تشغلني.... حتى الثرثرات التي تدور همساً وغمزاً ولمزاً حول جارة عمتي التي سكنت القبو.....
أقصر تنورة رأيتها في حياتي.... أجمل ساقين..... ووجه كالبدر.. بعيون واسعه يحيط بها كحل أسود... شعر أشقر..... هذا ما أذكره.. امرأة تعيش وحدهافي قبو... مثار جدل هائل... ومحط أنظار الجيران رجالاً ونساء... وأطفالاً... ويافعين...
ابنة عمتي.. أسرّت لي.. أن تلك المرأة ابنة ليل... تخرج ليلاً.. وتعود صباحاً... ربما تعمل راقصة...
حياة كهذه تبدو مثيرة للشك والتساؤل... بالنسبه لحياة بسيطة كحياتنا....
انا وابنة عمتي عملنا على حبك خيوط القصة...
... مطلقة... هجرها زوجها... لديها طفل في مكان ما.... الخ من الخيوط المتشابكة التي قد تصل بنا الى مستوى اللعبه..
الى أن... رأيت منزلها يتحول الى ما يشبه الحصن.... فعرفت بأن ثمة ما يخيفها.....
... صاحبة أقصر تنورة رأيتها.... قُتلتْ..
القاتل أراد التشفي من تلك المرأة... فنحر عنقها... وقصقص جسدها الى قطع صغيرة.... وملأ ابريقاً من دمها.... ثم غسل به.... السلم الذي أحببته.... قبل أن يتلاشى في العدم.....