كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المغنية التونسية (ذكرى)

ولدت ذكرى بنت محمد الدالي في مدينة المرسى في تونس في 16 سبتمبر 1966، وقد صرحت ذكرى في لقاء تلفزيوني في برنامج (نجوم لا يعرفها أحد) الذي عرض عام 2001 بأن "ذكرى" هو اسمها الحقيقي، وأن سبب تسميتها بهذا الاسم هو أن والدها كان يعمل في الحرس الوطني، وصادف شهر ميلادها الذكرى 11 لتأسيس الحرس الوطني، فسماها ذكرى.
بدأت ذكرى الغناء أثناء وجودها في المدرسة وكان والدها يشجعها على الغناء على العكس من والدتها التي لم تتقبل فكرة أن تكون مغنية. بعد وفاة والدها بدأت والدتها بدعمها كما فعل جميع أشقائها.
في سنة 1980 شاركت ذكرى في برنامج المسابقات «بين المعاهد» بأغنية «أسأل عليا» لليلى مراد وهي نفس الأغنية التي شاركت بها بعد ذلك ببرنامج الهواة «فن ومواهب» وأحب الحكام صوتها وفازت بالجائزة الكبرى في النهائي يوم 23 يوليو 1983 بأداء مبهر ورائع لأغنية «الرضى والنور» لأم كلثوم. فانتبه لصوتها الملحن التونسي عز الدين العياشي وذلك كان تذكرة دخولها لكورال البرنامج.
في سنة 1983 سجّلت ذكرى أول أغنية لحنها عز الدين العياشي خصيصاً لها وهي «يا هوايا»، وفي نفس العام أدت أول حفلة في مهرجان قرطاج بتونس، انضمت بعدها إلى فرقة الإذاعة والتلفزة التونسية بقسم الأصوات وهناك قابلت السيد عبد الرحمن العيادي الذي لحّن معظم أغانيها فيما بعد.
خلال العشرة سنوات في تونس قبل انتقالها لمصر، صدر لها 30 أغنية 28 منها من ألحان عبد الرحمن العيادي أشهرها: لمن يا هوى ستكون حياتي وكيف سأعرف ما هو آتي؟، حبيبي طمن فؤادي، إلى حضن أمي يحن فؤادي، ودعت روحي معاه من يوم ما ودعني.
و في سنة 1987 شاركت بمهرجان الأغنية التونسية وحلت في المركز الثالث بأغنية «حبيبي طمن فؤادي». وفي سنة 1990 حصل خلاف بينها وبين عبد الرحمن العيادي الذي كان خطيبها آنذلك بسبب احتكاره لصوتها ورفضه أن يقوم شخص آخر غيره بالتلحين لها، لذلك تركته وانضمت لمجموعة زخارف عربية وكانت آخر محطاتها في تونس قبل أن تهاجر.
في سنة 1986م سافرت ذكرى إلى سوريا لتتعلم أصول الغناء والموسيقى برفقة خطيبها حينذاك الملحن عبد الرحمن العيادي الذي رافقها بآلة العود وفي يوم وعلى أنغام أغاني كوكب الشرق عند تواجد الملحن خليفة الزليطني الذي عرض عليها أربعة أغاني ومن أشهرها..حبي النقي.. وأبحرت. وتم تسجيلها باستوديوات دمشق وسرعان ما تم تصوير الأعمال من بعدها انطلقت في السوق الليبي وتواردت عليها الأعمال والتسجيلات.
في سنة 1990 وأثناء تواجدها في المغرب، وافقت على تسجيل عمل غنائي لفنان الملحن محمد حسن الذي كان يعد لسهرة مغاربية في الخيمة الغنائية وغنت ذكرى (عليا ادّلل).
مكثت فترة في ليبيا وأصدرت العديد من الأغاني التي كتبها وألحنها شعراء وملحنون ليبيون منهم محمد حسن، وعلي الكيلاني، وعبد الله محمد منصور، وسليمان الترهوني. وكان آخر ألبوم لها صدر في ليبيا كان "نفسى عزيزة" عام 2003 من تأليف الشاعر الترهوني وفاز بأفضل أداء وكلمات في مهرجان شرم الشيخ في مصر.
هاجرت بعدها إلى مصر لتبدأ منها شهرتها في الوطن العربي. قوة صوتها جعلت العديد من كبار ملحنين مصر يسعون للتعاون معها منهم صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، من أشهر أعمالها باللهجة المصرية: وحياتي عندك، مش كل حب، الأسامي، الله غالب، يا عزيز عيني، كل اللي لاموني، يوم عليك، بحلم بلقاك، ما بنتكلمش، تبعد عني، فرصة أخيرة.
في مصر التقت بالموسيقار هاني مهنا الذي انتج لها ألبومين وهما (وحياتي عندك) عام 1995 وحقق نجاحًا في الوطن العربي، ثم أنتج لها ألبوم (أسهر مع سيرتك) في سنة 1996 الذي لم يلق النجاح المطلوب بسبب عدم توفير الدعاية اللازمة. في عام 1997 صدر لها البوم يحمل اسم (الأسامي)، وفي سنة 2000 أصدرت ألبوم (يانا)، أما آخر ألبوم صدر لها باللهجة المصرية فكان سنة 2003 بعنون (يوم ليك ويوم عليك) حيث سبق موعد صدوره وفاتها بثلاث أيام فقط!
أدت ذكرى اغنيات بأكثر من لهجة منها الخليجية، بل وغالبا ما يقع اعتبارها أفضل صوت عربي غنى باللهجة الخليجية، وقد وقع اختيارها مرات عديدة كأفضل مطربة خليجية، رغم أنها تونسية الأصل. وقد تسبب نجاحها الخليجي في توجه العديد من المطربين والمطربات العرب لإنتاج أعمال غنائية خليجية. اصدرت العديد من الالبومات الخليجية منها: التلاقي (1997)، ذكرى 1 (1998)، ذكرى 2 (2002)، ذكرى 3 (2003)، وش مصيري (2003)، أغاني أعجبتني (2004)، وتبقى ذكرى (2004).
كما غنت العديد من الفديوهات مع العديد من الفنانين الخليجين مثل طلال مداح في أغنية (ابتعد عني) ومع أبو بكر سالم في أغنية (يا مشغل التفكير) ومع محمد عبده في أغنية (حلمنا الوردي) عام 2003، ومع الفنان عبد الله الرويشد في أغنية (مافقدتك) التي صدرت بعد وفاتها.
من أشهر أعمالها في الخليج: يامشغل التفكير، ياللي ملكت الروح، إلين اليوم ، فزيت، ما فيني شي، شهر، ألف عمر، هذا أنا، أطفال، قالها، يا حب، أجيلك شوق، وش أخباري، وينك أنت، هذا أنت، علمني الحب، ابتعد عني، غايب، أحبك موت، المسافر، لاتفكر.
شاركت ذكرى في العديد من المهرجانات المختلفة، قدمت العديد من الألبومات الغنائية والأغاني الفردية، أصدرت خلال مسيرتها الفنية 16 ألبوماً أولها كان عام 1995 بعنوان (وحياتي عندك).
توفيت ذكرى يوم الجمعة 28 نوفمبر 2003 بعد أن أطلق زوجها المصري رجل الأعمال أيمن السويدي النار عليها في منزلهما بالقاهرة وانتحر بعد ذلك، أصدر فريق الأطباء الذي فحص جثة المغنية التونسية ذكرى تقريراً طبياً بعد الانتهاء من تشريح الجثة يفيد بأنها أصيبت بـ 26 رصاصة في جميع أنحاء جسدها وبقيت على قيد الحياة لمدة 15 دقيقة فقط. الضحيتان الأخريان للجريمة هما سكرتيرة ذكرى التي أصيبت بـ 22 طلقة بينما تلقى مدير أعمالها 18 رصاصة أدت لمقتله أيضا. كما ذكر تقرير التشريح أيضاً أن زوج ذكرى الذي انتحر بعد قتل الضحايا الثلاثة أطلق النار على نفسه بوضع البندقية في فمه مما أدى إلى وفاته على الفور.
نقل جثمان ذكرى من مصر إلى تونس على متن طائرة خاصة تابعة لشركة طيران الأقصر استأجرتها قناة روتانا الغنائية الفضائية المملوكة للأمير الوليد بن طلال، بعد أن رفضت اسرتها دفنها في القاهرة.
تركت ذكرى إرثاً كبيراً من الأغاني الجميلة وشكلت وفاتها المفاجئة صدمة كبيرة لمحبيها في العالم العربي.
صدر لها بعد وفاتها ألبوماً غنائياً بعنوان "وتبقى ذكرى"، ضم الألبوم 7 أغاني لمجموعة بارزة من الشعراء (منهم الشيخ صباح الناصر الصباح والامير سعود بن محمد الفيصل وغيرهم). وكانت ذكرى سجلت هذه الاعمال بداية عام 2002 في استوديوهات القاهرة مع الملحنين ناصر الصالح، فهد الناصر، يحيى عمر وأعيد إصدار هذه الأغاني تخليدا لذكراها.
إعداد: محمد عزوز

من موسوعته (راحلون / في الذاكرة) الألف الثالثة