كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الأميركي يتنصل والإسرائيلي يتخوف.. و"إيران" تصل الفضاء

حسين علي- فينكس- خاص

"البيت الأبيض" يتهيأ للاعتراف بالكارثة التي تسبب بها الرئيس الأسبق "دونالد ترامب" المتمثلة بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني 2018، و"إيران" لم تعد ترى أي ضرورة للإكمال في المفاوضات النووية فهي لم تعد تجدي نفعاً بحسب الخبراء، أمّا على الصعيد "الإسرائيلي" فقد كشف معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي" في تقريره الاستراتيجي لعام 2022، أن "إسرائيل" لا تستطيع بمفردها مواجهة التحديات التي تفرضها "إيران". سلسلةٌ من المفاوضات استمرت لأكثر من 7 سنوات تخللها الكثير من التعقيدات الأميركية والضغوط الاسرائيلية.

وللحديث حول بانوراما الاتفاق النووي على مدى ثمانية أعوام تحدث "فينكس" مع مستشار القانون الدولي والفيزياء النووية من "بيروت" د. "هادي عيسى دلول" بتاريخ 24.1.2022 والذي قال: لقد بدأت عملية التفاوض في الملف النووي الإيراني من نيسان حتى آب 2015 وعلى مدى 90 يوماً، تم الاتفاق فيها على 154 صفحة مؤلفة من 82 بند وتم تسجيل الإجراءات في "جنيف" بنص قانوني مسجل لدى الأمم المتحدة برقم 2231، وتضمن الاتفاق في ذلك الوقت تخفيض نسبة التخصيب حتى 5% أي مايعادل 3.2 أو 3.4، وفي ذات الوقت يتوقف العمل في مفاعل "آراك" للماء الثقيل، وخروج كل من "نتانس" و"فوردو" عن العمل، والتخلي عن 15000 جهاز طرد مركزي من "فوردو" كون التخصيب سيصل الحد الأدنى الذي سيستخدم لإنتاج الكهرباء في مفاعل "بوشهر"، على أن يكون هناك تفتيش لمدة 90 يوم وبعد انتهاء هذه المدة يتم التوجة إلى "جنيف" مجدداً لاستكمال المفاوضات، وتركز التفتيش على عدم وجود أي خروقات تقنية أو أمنية أو تتعلق بالأمن والسلامة العامّة، ولم يكن هناك أي برنامج عسكري أو خلل من قبل الجانب الإيراني، وفي حال تحققت هذه الشروط يتم الاجتماع مجدداً في "جنيف" لرفع العقوبات عن "إيران" والتي استمرت لمدة تتراوح بين 15 و 20 عام، وبالفعل تمت العملية وتم توقيع الاتفاق.

وتابع الدكتور "دلول" قائلاً: دخل الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" إلى "البيت الأبيض" في عام 2016 واستمر في التلويح حول عدم تكامل الإجراءات وأن هناك أمور منقوصة وأشار إلى فشل سلفه "اوباما" في وضع صياغة صحيحه للاتفاق، مشيراً إلى أن الإتفاق النووي يجب أن يتطرق إلى البرنامج العسكري الإيراني البالستي، وأعطى الأمر في عام 2018 للانسحاب من الاتفاق النووي، وكسر 12 بند من الاتفاق، وخلال ثلاث سنوات من 2015 حتى 2018 "إيران" حصلت على 20% من أموالها المجمدة فقط، ومع بداية العام 2019 أطلقت "إيران" تحذيرها الأول، وبالمقابل الاتحاد الأوربي على لسان "فريدريكا موغريني" أكد على فكرة عدم قبول خروج "أميركا" من التفاهم النووي، وهي تستند بذلك على التقارير الأممية الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذّرية، والتي تتحدث عن أن "إيران" لم تخل في أي بند من بنود الاتفاق، وأبدت مقترحاً تحت مسمى التبادل التجاري يتخطى العقوبات الأميركية ويعطي "إيران" شيئاً مما كان يجب أن تحصل عليه من التفاهم النووي، وبعد شهر بدأت "فريدريكا" تتنصل من تنفيذ المقترح وأن اجراءات البنك الدولي تحتاج لوقت وأعطت مقترح ثاني فشلت أيضا بتنفيذه.

بندين مقابل بندين

وتابع المستشار "دلول" قائلاً: في مطلع شهر نيسان 2019 تم إعلان الانسحاب الإيراني التدريجي من التفاهم النووي بندين مقابل بندين كل 6 أشهر من أجل إعطاء فرصة للأوروبيين فتم إعادة تشغيل "آراك" وبعض الأجهزة وارتفاع نسبة التخصيب إلى 20%، ولكن بعد اغتيال القائدين "سليماني" و"المهندس" اتخذت "الجمهورية الإيرانية" قراراً بكسر باقي بنود، وعدم إعطاء فرصة جديدة.

وبعد عودة التفاوض طلبت "إيران" ضمانات محددة لضمان عدم الإنسحاب وتكرار سيناريو "ترامب" مع الرئيس الحالي "بايدن" أو أي رئيس قادم سيدخل "البيت الأبيض" وبعد جلسات عدة وصلت ل 6 جلسات تفاوض في "جنيف" لم يقدم الأميركي أو الأوروبي أي ضمانات، فبادرت "إيران" بتقديم حل يعتمد على المعدات الموجودة في "أبو ظبي" وبعض الدول الخليجية، وهي عبارة عن معدات "أميركية" "فرنسية" "بريطانية" تشترك بأعمال حفر وتنقيب عن النفط وتقدر قيمتها بحوالي 28 مليار دولار، على أن تكون هي الضمان في حال انسحاب الأميركي من الاتفاق الجديد، لكن دون جدوى.

إدارة يهودية أميركية مستثمرة

وأشار "دلول" أن إدارة الرئيس "بايدن" تتميز بأنها إدارة مستثمرة والمستثمر يخاف دائماً وهو يختلف عن الاسرائيلي "ترامب" الذي يؤيد مفهوم الحرب والمواجهات، فالتأخير يعني للمستثمر خسارة مستمرة في الأموال، حيثد.عيسى دلول وجدت إدارة "بايدن" بعد الجلسة السادسة والسابعة أن كل هذه الإجراءات هي خسارة للوقت ولافائدة من الصدام والصراع مع "الجمهورية الإيرانية" ولكن هناك إصرار واضح من قبل "الإسرائيلي" على إدراج "أميركا" في حرب مع "إيران" ولذلك يحاول اليهودي الأميركي التملص من ذلك، وعليه لم يحضر الجلسات التفاوضية وترك الأوروبيين في الواجهة، فإذا أراد "الإسرائيلي" تقديم إملاءات فسوف تكون على من حضر وكون الأميركي لم يحضر فسوف تكون على "الأوروبيين" وبهذا أي فشل قادم يتم القاؤه على الأوروبيين ويبقى الكرت الأميركي فعالاً وبعد فترة تقوم برمي هذا الكرت وتعطي استثمار جديد فهي كمستثمر يهودي أميركي مصالحة لاتتعارض مع مصالح المقاومة من باب لكم أرض الملسمين ولي بترول المسلمين، وهذا ما يعمل عليه اليهودي الأميركي، أمّا الاسرائيلي فهو من يعاني من مشاكل كونه يعلم أن الأميركي يمكن أن يبيعه بصفقة، وهو بالمقابل يتخلى عن أميركا وغيرها من أجل تحقيق حلم توسع الدولة اليهودية الكبيرة، ومن هذا المنطلق هناك صراع بين الاثنين.

أجهزة طرد جديدة

وأكّد الدكتور "دلول" أن "إيران" وصلت اليوم لتخصيب أكثر من 60% وتم تنزيل أجهزة الطرد المركزي الجديدة RI8 وقريباً ستكون كل من RI9 و RI10 تزامناً مع أبحاث الفضاء واخراج الأقمار الصناعية إلى الفضاء، وبكل صراحة العودة الآن إلى التفاهم النووي هي غير مجدية لأن من أهم العثرات التي كانت بالتفاهم مع اللجنة في "فيينا" هو موضوع الضمانات من ناحية والالتزام من ناحية وموضوع التعويضات على الأموال المجمدة من ناحية ثالثة والتي كان من المفترض أن يتم تسييلها من عام 2015، وبعد "كورونا" وغيرها من الأزمات لم يبقى لها قيمة تذكر فقد ارتفعت الأسعار معدل 4 أضعاف وبالتالي إذا حصلت "إيران" على ذات الأموال المجمدة فلن يكون هناك فائدة منها بدون الحصول على تعويضات على المدة الزمنية التي ذهبت وبالتالي هذا الأمر يعتبر مشكلة جديدة يعرقل موضوع التفاهم.

وشدّد المستشار القانوني على أنّ "إيران" تحتاج لضمانات وتعويض وأي اقتراحات أخرى يعني خسارة المزيد من الوقت، وهو ما لايريده الايراني فمنذ عام 2015 هو لم يخسر أي جهاز طرد أو مركز أبحاث ولكن خسر الوقت، حيث أن "إيران" لديها الكثير من الأبحاث التقنية.

أصل المشكلة

وأرجع الدكتور "دلول" المشكلة بين إيران والغرب و"إسرائيل" إلى أصلها قائلاً: في واقع الأمر مشكلة "إيران" مع الغرب تتمثل في شقين "الأول" هو مشكلة تقنية عسكرية والثانية مشكلة تقنية علمية، والمشكلة التقنية العسكرية يخاف منها الصهيوني فهو يخاف من تطور قدرات "إيران" النووية وبرنامجها النووي فهو يخاف من أن تصل إيران إلى قدرة كبيرة في تسريع التصنيع العسكري الباليستي في وقت قياسي ولذلك يعتبر الاسرائيلي أنه المتضرر الأول من السلاح سواء في يد حزب الله أو الجمهورية العربية السورية أو في يد أنصار الله باليمن أو حتى في يد الحشد الشعبي العراقي، والطرف الأخر المتأذي هو اليهودي في الخارج والذي يهتم بموضوع التقنيات، فقدرة "إيران" على الوصول إلى عقاقير لمعالجة "السرطان" والأمراض المستعصية سيزعج الامبريالية العالمية الماثونية والتي تتحكم في الكوكب من خلال الأمراض والأوبئة والفايروسات وبيع العقاقير كما يشاؤون بالأسعار التي يضعونها والتي لاتعطي نتائج مثل العلاج الكيميائي لأمراض السرطان، فهم يتخوفون من قدرة جامعة "طهران" على إيجاد عقاقير لعلاج السرطان موازية لما تقدمه أو محسنه وتعطي فعالية أكبر فبالتالي الشركات العالمية ستفلس ولذلك أصبحت "إيران" عدو للمحفل اليهودي في الخارج المتعلق في الصناعات.

وفي ذات السياق أشار الدكتور "دلول" إلى أن خروج "إيران" إلى الفضاء بيّن أكاذيب كثيرة لوكالة "ناسا"، وهذا الخروج سيدفع بإيران لتسجيل نفسها في عالم الرقميات والاتصالات العالمية والشبكية وأن لايكون هذا العالم حكر للأميركي والشركات الرقمية الأميركية وبالتالي تكون "إيران" قد كسرت المثلث الماثوني في هذا الموضوع. ولأنهم لا يستطيعون القول بأن "إيران" مجرّمة لأنها تقوم بأبحاث طبية أو أبحاث علمية وفضائية فيقولون "إيران" تركب سلاح نووي، وهذه هي مشكلة "إيران" مع الغرب.

فشل اسرائيلي 

وحدد التقرير الذي نشرت مقتطفات منه وسائل إعلام إسرائيلية بينها قناة" كان"، ثلاثة تهديدات تواجه "إسرائيل" خلال العام الجاري في مقدمتها "إيران"، والأوضاع في الضفة الغربية و"الحصانة الداخلية" للمجتمع "الإسرائيلي".

وذكر التقرير: إن إسرائيل لن تكون قادرة وحدها على التعامل مع التحديات التي تشكلها ايران".

وأكد باحثون "إسرائيليون" في المركز التابع لجماعة "تل أبيب" أن الإيرانيين افي العام الماضي، تمكنوا، من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية تزيد عن 60% من خلال تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة وقدرات انشطار جديدة.

ويقدر باحثو المعهد أن الإيرانيين يمكن أن يصلوا إلى مستويات عالية من "اليورانيوم" المخصب في غضون أسابيع قليلة إذا تم اتخاذ قرار في طهران.

وفيما يتعلق بمسألة أنظمة الأسلحة، التي يمكن أن تحمل في النهاية رؤوساً نووية، هناك جدل بين الباحثين في المعهد، إذ تتحدث التقديرات المتفائلة عن تطور سيستغرق حوالي عامين وتتحدث التقديرات المتشائمة عن تطور سيستغرق عدة أشهر.

وقرر الباحثون أن إسرائيل لا تستطيع التعامل وحدها مع التحديات التي تطرحها إيران، الأمر الذي يستلزم تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة بغض النظر عن نجاح أو فشل المحادثات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا.

ويعتقد باحثو المعهد أنه على أي حال، سواء تم توقيع اتفاق بين إيران والقوى العظمى، أو تعثرت المحادثات أو فشلت، فإن أي حالة لا يمنع فيها اتفاق إيران من أن تصبح دولة عتبة نووية هو فشل لإسرائيل.

الأميركي يتنصل والإسرائيلي يتخوف.. و"إيران" تصل الفضاء
المنتخب السوري للحساب الذهني يُتوّج عالمياً
ارتفاعٌ كبير في أسعارِ الألبسة.. والوجهة هيَ البالة
أول ضحايا الاحتفال بالعام الجديد
بعدَ أن هجرَها المُزارعون.. الزراعات الأُسَريّة تعودُ إلى الواجِهة بقوّة
في كَنَفِ المناطق الشرقيّة.. (قَسَد) تَفرِضُ التجنيدَ الإجباريّ على شُبّانِها..
تعديات مزرعة الحرية تتسبب بغمر أراضي مزارعي قرية حريصون بمياه الأمطار
دار الحكومة الجديد "بدرعا".. عشرون عاماً وستارة الانتهاء على أعمال الإكساء لم تُسدل بعد
مطحنة "سرايا" مشروع استثماري يزود أفران ومخابز السويداء بالدقيق
أسعار مستلزمات الشتاء تكوي المواطن.. وعين الرقيب تغيب!
10 كراسٍ جديدة لـ"طب أسنان" طرطوس بتصنيع محلي
السويداء: مشروع زراعي يحوٍّل مئات الدونمات من بائرة إلى منتجة
مدرسو الإنكليزية يناضلون على جبهة "إيمار".. والتربية تراهن على "تغيير الذهنية"
السويداء: مزارعو قرية "الهيات" يطالبون بإستصلاح أراضيهم الزراعية
وسط امتعاض المزارعين.. منشأة الحرية تضم أراضيهم (أراضي أملاك دولة) للمنشأة دون وجود قرار تخصيص أو نزع يد