في كَنَفِ المناطق الشرقيّة.. (قَسَد) تَفرِضُ التجنيدَ الإجباريّ على شُبّانِها..
2021.12.21
رشا الجريجب- الرقة- فينكس:
التجنيدُ الإجباريّ لصفوفِ "قَسَد" هوَ أبرزُ ما يُخيفُ الشبّانَ في مناطقِ سيطرتِها، ومِنها مُحافظةُ "الرقة"، فقد أصبحتِ الهواجسُ والمخاوفُ كبيرة في ظلِّ سيطرةِ تلكَ العصاباتِ الانفصاليّة على المُحافظة، فالشّبابُ اليوم كما يَصِفونَ "لِفينكس" أمامَ مُستقبلٍ ضبابيّ مَحفوفٍ بالمخاطر، ليُمسيَ هذا الخوفُ واقِعاً مَعيشاً يقضي على زهوةِ شبابهِم ويُحطّمُ آمالَهُم وطُموحَهُم..
"تعاميمُ ميليشا قَسَد حولَ التجنيدِ الإجباريّ في مناطقِ سيطرتِها"
هذا وفي تاريخ ٤/٩/٢٠٢١ أصدرت ميليشيا "قَسَد" في تعميمِها رقم /٣/ والذي تُعفى من خلالهِ المواليد من (١٩٩٠ ولغاية مواليد ١٩٩٧) من أداءِ الخدمةِ في صُفوفِها، كما أصدرت بتاريخ ٢٣/١٠/٢٠٢١م عبرَ ما يُسمّى "مكتب الدّفاع الذاتيّ" التابع لها التعميمَ رقم /١٢/ والذي يتضمّنُ ضرورةَ البدءِ بحملةٍ لِسَوقِ الشبابِ إلى التجنيدِ الإجباريّ في صُفوفِها، مُستهدِفةَ الشباب من مواليد (١٩٩٨ وحتى مواليد العام ٢٠٠٣).
وفي سياقِ هذهِ العمليّاتِ والقرارات شَهِدَت مناطقُ سيطرةِ تلكَ الميلشيات انتشاراً تفتيشيّاً كثيفاً على حواجزِها لسحبِ هذهِ الفئةِ منَ الشّباب، فقد أفادت مصادرُ أهليّة "لفينكس" أنَّ عناصرَ قوّاتِ "قَسَد" تحجِزُ الشبابَ تمهيداً لِسَوقهِم إلى التجنيد الإجباريّ، بالإضافةِ لذلك فإنَّ الدوريّاتِ التابعةَ لها تنصبُ الكمائنَ والحواجز، وتخطفُ الشبابَ إلى مُعسكراتِها لتجنيدهم أو لطلبِ فديةٍ ماليّةٍ من ذويهم.
"مُعاناةُ الشبّانِ وأهاليهم من مُمارساتِ قَسَد"
وفي حوارٍ خاصّ أجرتهُ "فينكس" معَ أحدِ شبابِ مُحافظة "الرقّة" يُدعى "أحمد. ص" بتاريخ ١٥/١٢/٢٠٢١م، يقول فيه "إنّهُ يعيشُ حالةً منَ القلقِ والخوفِ والتوتّر، بسببِ تواجُدِ عصاباتِ "قَسَد" الانفصالية في الرقّة، وهذا الأمر يجعلهُ دائمَ التخفّي عنِ الأنظار، فهوَ مَطلوب منذُ فترة للتجنيدِ الإجباريّ، لكنّهُ يرفضُ هذا الأمر، مُوضِحاً "لِفينكس" أنّهُ يتنقّلُ بينَ الشوارعِ الفرعيّة في حالِ أرادَ الخروجَ من منزله أوِ التوجُّهَ للعمل، أمّا عندما تبدأُ "قَسَد" بحَمَلاتِ التفتيش، فإنّهُ يختفي عنِ الأنظارِ تماماً".
ويُكمِل "أحمد" حديثهُ المُطوَّل "لفينكس": "كوني مَطلوبٌ للدفاعِ الذاتيّ في صُفوفِ قَسَد، فإنّني أرفضُ الانضمامَ إليهم، ولا أٌريدُ حَملَ السّلاحِ في وجهِ أبناءِ وطني، كما أنّهُ ليست لديَّ القناعة بما تقومُ بهِ قَسَد باستغلالِ الشبابِ وضمّهم إلى صفوفها، من خلالِ إغرائهِم بالدولارات، والدعم الذي تقدّمهُ المُنظّمات مُختلِفة التمويل والجنسيّات في مُحافظة "الرقة".
وفي حادثةٍ أُخرى رصدتها "فينكس" في مُحافظةِ الرقّة ذكرت أنَّ أبناءَ "الرقّة" وفي صبيحةِ يوم الأربعاء بتاريخ ١٧/٣/٢٠٢١م استيقظت المحافظة على فاجعةٍ هزّتها من خلالِ رمي أحدِ الشباب نفسِه من فوقِ جسر الرقّة الجديد، بعدَ أن قامت دوريّة خاصّة بِما يُسمّى "الشرطة العسكريّة لِقَسَد" بمُلاحقتهِ، فأردتهُ قتيلاً في مياهِ نهرِ الفرات، بسببِ رفضهِ لأوامرهم، وهربهِ من بطشهِم وتجنيدهم القسريّ.
وكان توضيحُ أغلبِ الشّبابِ المُقيمينَ في مُحافظة الرقة لجريدة"فينكس" أنَّ أغلبَهُم لجؤوا لِسُلوك التهريب نحوَ إقليم "كردستان العراق" أو مناطقَ أُخرى، كحلٍّ للخلاصِ منَ التجنيدِ الإجباريّ لصالحِ صُفوفِ "قَسَد"، ولكنَّ هذا الحلّ باتَ صَعباً ومُكلِفاً، كون الحُدود مُغلقة، بالإضافةِ إلى حلِّ التأجيلِ الدراسيّ الذي لم يعُد مُتاحاً إلّا لِفئةٍ مُحدّدةٍ تتابعُ تعليمَها خارجَ المُحافظة، وهو أمرٌ محكومٌ بعُمرٍ مُحدَّدٍ لا يمكنُ تجاوزُه.
وفي إطارِ تحرّي جريدة "فينكس" المُستمرّ عن واقعِ ما يحدُث في المناطقِ التي تُسيطرُ عليها "قَسَد"، وتجنيدها للشبّان وبخاصّة في "الرقة"، علِمَت أنَّ الأمرَ على ما يبدو تعدّى ذلك، من خلالِ زجِّ الأطفالِ والقاصراتِ ضمنَ صفوفها كمُجنَّدين، كما حدث مؤخّراً في مدينتَي "القامشلي" و"الرقة"، ناهيكَ عن مُناشدةِ العوائلِ الكُرديّة والعربيّة "مُنظّمةَ الأُمم المتّحدة" بإعادةِ أولادهم إليهم.
ويُذكر أنَّ مِن هؤلاء القاصرين كانت "أفين ومحمد وخالد وأحمد"، وقد بيّنَ ذووهُم أنّه تمَّ اختطافُ أطفالهِم مِن قِبَلِ ما يُسمّى "مُنظّمة الشبيبة الثوريّة"، وهيَ عبارةٌ عن مُنظّمةٍ مُسلَّحة تنشَطُ في مناطقِ سيطرةِ "قَسَد"، وتُعرَفُ كُرديّاً باسم "جوانن شور شكر".
كما يُضيفُ أولياءُ أمورهِم أنَّهم يخشَونَ مِنِ اقتيادِ أطفالهِم للتجنيدِ الإجباريّ في مُعسكراتِ "حزب العُمّال الكُرد"، كما حصلَ معَ أطفالَ آخرينَ في المنطقة.
ويكمل عمّ "الطفل محمّد" لموقع "فينكس"؛ وهوَ الطفل الذي تمَّ اختطافُهُ من مكانِ بيتهِ الكائن في مَفرق "الجزرة" في مدينةِ الرقّة أنَّ ابنَ أخيهِ الأوسط قد خُطِفَ بتاريخ ٢٨/١٠/٢٠٢١م، وحتى تاريخِه لم يُعرَف أيُّ أثرٍ له، ليؤكّدَ العمُّ المقهور كوالدَي الطفل أنَّ ما يُسمّى "بالإدارة الذاتيّة لِقَسَد" هيَ مَن تتحمّلُ كاملَ حالاتِ اختطافِ القاصرينَ في الرقّةِ وقُراها الخاضِعة لسيطرتِها.
"مُواجهاتٌ شعبيّة واسِعة، وتنديدٌ بقراراتِ تجنيدِ قَسَد للشّبابِ العَرَبِ والكُرد"
إنَّ هذهِ القرارات سابقة الذكر أدّت إلى حِراكٍ شعبيّ في مناطقِ سيطرةِ "قَسَد"، شملت مُظاهَراتٍ مِن قِبَلِ السكّانِ مِنَ العَرَبِ والكُرد، والّذينَ فُرِضَت عليهم وعلى أبنائهم قراراتُ "قَسَد" التعسُّفيّة، وسياستُها السيّئة بزجِّ أبناءَ المِنطقة في حربٍ لا ناقةَ لهُم فيها ولا جَمَل، وبخاصّة أنَّ "قَسَد" لا تمتلكُ جَبَهاتِ قِتالٍ واضحة بعد أنَ شاركت في القضاءِ على "تنظيمِ داعش" الإرهابيّ في عام /٢٠١٧/.
ويبدو من تلكَ القرارات الجائرة أنّها تهدِفُ إلى توجيهِ قوّةِ هؤلاءِ الشبابِ لقتالِ ما يُسمّى "الجيشُ الوطنيّ" التابع لمُرتزقةِ الاحتلالِ التركيّ في شمالِ مُحافظةِ الرقّة ، فيما جاءت تلكَ المُظاهراتُ التي خرجَ فيها أبناءُ الرقّة كغيرهِم مِن مناطقِ سيطرةِ "قَسَد" اعتراضاً على تلكَ القراراتِ التعسُّفيّة واللامنطقية أوالشرعيّة أو الإنسانيّة، لتردَّ عليها "قَسَد" بإطلاقِ النّارِ وتفريقِ المُتظاهرينَ أو سجنهم بعدَ إسنادِ التُّهَمِ الجاهزةِ لهم.
وفي سياقِ تصاعُدِ عمليّاتِ التجنيد يتساءَلُ المُواطنون.. "لِماذا تزجُّ قَسَد" أبناءَ الرقّة في هذهِ المعركةِ الخطِرة؟.. ومُقابلَ ماذا؟.. وما حجمُ الهَدَفِ من ذلكَ، وما أبعادهُ السياسيّة والعسكريّة في المِنطقة، خاصّةً بعدَ أن أدركَ الجميع أنّها تنفّذُ سياسةً سيّدُها "الصهيو أميركي" المُحتلّ للمناطقِ الشرقيّة "خزّان البلاد الاسترتيجيّ"، والناهبِ لخيراتِها الزراعيّة وثرواتِها الباطنيّة...