كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ارتفاعٌ كبير في أسعارِ الألبسة.. والوجهة هيَ البالة

زهير النعمة - حلب - فينكس 

"سوق الألبسة الجديدة"

تنتشرُ أسواقُ الألبسةِ الجاهزة و"البالة" في أحياءَ عدّة من مدينةِ "حلب"، من مثل شوارع "باب الفرج" و"العزيزيّة"، و"محطّة بغداد"، و"صلاح الدين"، و"طريق الباب"، في حين يُعدُّ "حيّ باب الفرج" هوَ المركزُ الرئيس والأكثرُ قوّةً بينَ تلكَ الأحياء، بما يحتويهِ على طرفيهِ وتفرُّعاتهِ من عشراتِ محلّاتِ الألبسةِ الجاهزة، ووُرشِ الخياطةِ والتفصيل.

وقبلَ عشراتِ السنين كانَ هذا الشارعُ هوَ الوجهةُ الوحيدة لأبناءِ المدينة، لشراءِ حاجيّاتهم منَ الألبسةِ الرجاليّة قُبيلَ أفراحهِم ومُناسباتهِم وأعيادهِم. وقد شهدَت هذهِ المحالّ حركةً اقتصاديّةً غيرَ مسبوقة، ولم يقتصرِ الحضورُ فيها على أبناءِ مدينةِ "حلب"، بل تعدّاهُ لأبناءِ الريفِ والمُدُنِ القريبة، وحتى من زوّارِ مُدُنِ "الرقة" و"دير الزور" و"الحسكة" والقامشلي"، فقد كانت عمليّةُ الشراء تتمُّ بشكلٍ شخصيّ، أو بغرضِ الإتجارِ والشّحن لتلكَ المُدُنِ المَذكورة.

وقد تميّزتِ الألبسةُ الحلبيّة بنوعيها، سواء منَ القُماش الوطنيّ الخالص أو منَ القُماش الأجنبيّ بجودتِها ومتانتِها ومُنافستِها الأسواقَ الأخرى بأسعارِها، ما وضعَها في طليعةِ الصّناعةِ المحليّة، وتعدّاها لتصديرِ نماذجَ منها إلى البلادِ العربيّةِ المُجاورة.

"سوقُ الألبسة النسائيّة "بحي التلّ"

أمّا الألبسة النسائيّة، فقد انحصرَ بيعُها بشكلٍ خاصّ في شارع "التلّ" الذي يعدُّ من أقدمِ أسواقِ المدينة، وفيهِ كافّةُ الألبسة (النسائيّة والولّاديّة والعرائسيّة والمدرسيّة)، وكانَ هذا الحيّ يشهدُ حركةَ ازدحامٍ لا تهدأ على مدارِ اليوم، لتلبيةِ طلباتِ زبائنِه.

ويُعدُّ حيُّ "التلّ" من أشهرِ أسواقِ الشرقِ الأوسط في المِنطقة بالموديلات الحديثة التي يعرضُها، ومعَ توسُّعِ أحياءِ المدينة في الثمانينيّات دخلَ على الخطّ حيُّ سوقِ "سدّ اللوز" في حيّ "طريق الباب" بالنوعِ ونفسِه، كما الازدحام وطريقة عرض الألبسة، ما وفّرَ على أهالي الأحياء الشماليّة والشرقيّة عناءَ النّزولِ إلى وسطِ البلد والتسوّق من حيّ "التلّ".

وتميّزَ هذانِ الشارعان في العقَدين المُنصرمَين بحركة بيعٍ وشراءٍ غيرِ مسبوقة أنعشتِ الصناعة المحليّة.

وخلالَ الأزمة خرجَ حيُّ "سدّ اللوز" عنِ الخِدمة مُدّةَ أربعِ سنواتٍ قبلَ أن يعودَ إلى وضعهِ الطبيعيّ من جديد بعدَ تحريرِ المدينة.

"أسواقُ البالة تنشَطُ بعدَ رُكود"

مُقابِل حركة ازدهارِ البيعِ والشراءِ التي كانت تشهدُها أسواقُ الألبسةِ الجاهزة (الرجّاليّة - النسائيّة) كانت أسواقُ البالة في حيّ "باب جنين" تعيشُ حالةَ ركودٍ أحياناً، وشدٍّ وجذبٍ أحياناً أُخرى. ونادراً ما كانَ أهالي وأبناءُ مدينةِ "حلب" يفكّرونَ بزيارةِ محلّاتِ البالة والتسوّق منها، ومَن كانَ يذهبُ إليها كان من أصحابِ المزاجِ الخاصّ. ولكن، اختلفَ الحالُ في هذا العام، فقدِ انتعشَ هذا السّوقُ من جديد بعدَ حالة كسادِ سوقِ الألبسة الحديثة، ما دفعَ أصحابَ تلك المحالّ لفرضِ شُروطهم على الزبائن، وادّعاءِ أنَّ ألبستَهم أجنبيّة ومُستوردة وتفوقُ بالجودة الألبسةَ المحليّة وبأسعارٍ أقلّ، في حين يصلُ سعرُ جاكيت الجلد المُستعمل إلى /175000/ ليرة سورية، والبنطال إلى /25000/ ليرة سورية، والحِذاء الشتويّ السَّميك إلى /80000/ ألفاً، والقميص إلى /250000/ ليرة سورية، فأصحابُ محالّ الألبسة المُستعمَلة يعملونَ على مبدأ "التجارة شطارة" لإقناعِ الزبائن بعمليّةِ الشراء.

"أسعار مُلتهِبة"

جريدة "فينكس" تجوّلَت قبلَ يومٍ مِن عُطلةِ نهايةِ العامِ المُنصرم (30/12/2021) في سوقِ الألبسة الحديثة في شارع "القوتلي" بحيّ "باب الفرج"، فوجدنا الرّكودَ والكساد، وفراغَ الأسواقِ منَ الزبائن، نظراً للغلاءِ الفاحش في مُختلفِ أنواعِ الألبسة الرجاليّة، سواء كانت قٌماشيّة أو قطنيّة، أو من الكتّان أو الجينز أو الجلد.

وفي سؤالنا أصحابَ المحالّ عن سببِ ارتفاعِ الأسعار بشكلٍ مُضاعفٍ عن أسعارِ العام الماضي، كانَ جوابهُم "الغلاء" الذي يعودُ لسببين؛ الأول الغلاء وضَعف السيولة، والثاني إيقافُ استيرادِ الألبسةِ والأقمشة ومنعُها، ما انعكسَ على غلاءِ الألبسةِ الوطنيّة، فسعرُ القميص الرجّالي يبدأ من /22000/ ألفاً، وينتهي عندَ /35000/ ألف، بينما أسعارُ بنطال الجينز تتراوحُ بينَ /28000/ ألفاً و/45000/ ألفاً، ومعطفُ القُماش أو الكتّان قد يصلُ سعرُه إلى /150000/ ألفَ ليرةٍ سورية، أمّا مِعطَفُ الجلد يصل إلى /200000/ ألف ليرةٍ سورية، فيما يصلُ سعرُ كنزةِ الصّوف إلى /50000/ ألف، والبيجامة الرياضيّة نوع "بوما" إلى /83000/ ألف ليرةٍ سورية.

"حركةُ بيعٍ خَجولة"

أغلبُ أصحابِ تلكَ المحلّات اشتكى من قِلّةِ البيع وحالةِ الرُّكودِ التي لم يشهدُها السّوق مُقارنةً معَ الأعوامِ السّابقة، بسببِ ضَعفِ السّيولة الماديّة وقلّتها بينَ أيدي المُواطنين، ناهيكَ عنِ ارتفاعِ الأسعار، مُشيرينَ إلى أنَّ صاحبَ المحلّ بالكاد يبيعُ عشرَ قِطَعٍ مُختلفة في اليوم ليُغطّي ما يترتّبُ عليه من مصاريفِ الأمبيراتِ، والضّرائب، والعمّال، والطّعام والشّراب في المحلّ.

وانتقلَ الغلاءُ بشكلٍ أوتوماتيكيّ لسوقِ ألبسةِ النساء في حيّ "التلّ"، فأقلُّ سعر مانطو نسائيّ يقترب من /160000/ ألف ليرة، وكنزة الصّوف الطويلة قد يصلُ سعرُها لِ /80000/ ألف ليرة، والشال المصنوع منَ الصّوف على الرأس إلى /20000/ ألف ليرة، أمّا حذاءُ الكعب العالي فسعرُه /30000/ ألف ليرة، ما أدّى إلى إحجامِ الكثيرِ عنِ التسوّق بسببِ هذا الغلاء، وغيّرَ وجهتَهُ إلى أسواقِ البالة وبسطاتِها.

"آراءُ المُواطنين"

"محمد خير أشقر" مُوظَّف مُتقاعد عمرهُ /60/ عاماً قالَ "لِفينكس": «تجوّلتُ على المحلّات كافّة، ولم أستطعِ الشراءَ أو حتّى دخول أيّ محلّ، فالأسعارُ مُرتفعة جداً، ويصعبُ شراءُ أيّ قِطعة، واكتفيتُ بشراءِ جوارب، وسأتوجّهُ إلى بسطاتِ البالة - وليسَ إلى محلّات الألبسة الجاهزة - لشراءِ بنطالٍ أو مِعطَف، معَ عِلمي المُسبَق أنّهُ ليسَ بالجودةِ والمَقاس المطلوبَين، ولكن ليسَ باليدِ حيلة».

وأضاف الشابّ "إبراهيم حمزة" /18/ عاماَ أنّهُ قَدِمَ معَ أُخته منَ الريفِ القريب: «دفعتُ /42000/ ألفاً ثمنَ كنزةٍ شتويّة، و/30000/ ألفاً ثمنَ بنطالِ جينز، وهذا المبلغ وَفَّرتهُ مِن عملي الخاصّ على مدى ثلاثةِ أشهُر».

وأشارَ "علي مارديني" /50/ عاماً إلى أنّهُ من روّادِ أسواقِ البالة هوَ وعائلتهُ منذُ زمنٍ بعيد، فليسَ لهُ القُدرة على شِراءِ الألبسةِ الجديدة.

في حين أوضحَ "أحمد حمو" أنّها المرّة الأولى التي يذهبُ فيها إلى سوقِ البالة، نظراً للغلاءِ الفاحش في أسعارِ الألبسةِ الجديدة، مُشيراً إلى ارتفاعِ أسعارِ البالة في بعضِ صُنوفها، وتفوّقِ قُدرتهِ على التسوّق.

وبعدَ هذهِ الجولة على أسواقِ الألبسة في مدينةِ "حلب" نجد أنَّ هناكَ تذمّراً من قِبَلِ التجّارِ والمُواطنينَ الذينَ لا يملكونَ القُدرةَ على الشراء، فأصحابُ المحلّات يَشكونَ منَ المصاريفِ وغلاءِ المواد من مصدرها الرئيس، إضافةً لكثرةِ الضرائبِ المُترتّبة على محلّاتهم وأُجورِ الأمبيرات، فيما نلاحظ أنّ الزبون صاحب الدخل المحدود ينظرُ بحَسرة لعدمِ قُدرتهِ على الشراء، ولسانُ حالهِ يقول «العين بصيرة واليد قصيرة... »

الأميركي يتنصل والإسرائيلي يتخوف.. و"إيران" تصل الفضاء
المنتخب السوري للحساب الذهني يُتوّج عالمياً
ارتفاعٌ كبير في أسعارِ الألبسة.. والوجهة هيَ البالة
أول ضحايا الاحتفال بالعام الجديد
بعدَ أن هجرَها المُزارعون.. الزراعات الأُسَريّة تعودُ إلى الواجِهة بقوّة
في كَنَفِ المناطق الشرقيّة.. (قَسَد) تَفرِضُ التجنيدَ الإجباريّ على شُبّانِها..
تعديات مزرعة الحرية تتسبب بغمر أراضي مزارعي قرية حريصون بمياه الأمطار
دار الحكومة الجديد "بدرعا".. عشرون عاماً وستارة الانتهاء على أعمال الإكساء لم تُسدل بعد
مطحنة "سرايا" مشروع استثماري يزود أفران ومخابز السويداء بالدقيق
أسعار مستلزمات الشتاء تكوي المواطن.. وعين الرقيب تغيب!
10 كراسٍ جديدة لـ"طب أسنان" طرطوس بتصنيع محلي
السويداء: مشروع زراعي يحوٍّل مئات الدونمات من بائرة إلى منتجة
مدرسو الإنكليزية يناضلون على جبهة "إيمار".. والتربية تراهن على "تغيير الذهنية"
السويداء: مزارعو قرية "الهيات" يطالبون بإستصلاح أراضيهم الزراعية
وسط امتعاض المزارعين.. منشأة الحرية تضم أراضيهم (أراضي أملاك دولة) للمنشأة دون وجود قرار تخصيص أو نزع يد